المؤلف: يوسف القعيد


المترجم / المحقق: غير كائن


الناشر: كتب عربية


الطبعة: غير كائنة


عدد الصفحات: 464

حول الكتاب

لا أعرف من ذلك الذي قال العبارة الفاتنة تلك التى كنت أراها مبرر وجودي في الدنيا. والتي لخصت لي كل ما مررت به في حياتي. أحفظها منذ أن التقطتها أذناي مصادفة. ولا أدري متى وأين كان ذلك؟ ومع ذلك العبارة دخلت ذهني لكي تبقى فيه. ويظل طنينها يصلني.
تقول الحيثمات ”إن الله سبحانه وتعالى. كان يريد أن تصل رحمته إلى كل مخلوق على الأرض؛ من أجل ذلك رحمة منه بعباده، خلق الأمهات”.
لا أجدني في حاجة إلى القول إنني أم. وإن أبنائي عديدون، وكل ذلك الذي سأرويه لكم الآن يدور حول أبنائي وما فعلوه بي وبأنفسهم.
لأقدم لكم المشهد ذلك الذي سأبدأ منه أولا.
ما كان يؤنس وحشتي .. ويبدد وجدتي سواه. إنه التليفزيون، آخر المخلصين لي. والوحيد ذلك الذي لم يفارقني أو يتركني. يخيل إلى في القليل من الأحيان أنه رفض البعاد عني. رغم كل الإغراءات تلك التى عرضت عليه. ظل معي رهن إشارتي. أول من يطيعني، وآخر من يفكر في معصيتي.
أطلب منه الحديث فيتكلم. وأصد عنه فيلوذ بالصمت. علاوة على أنه من روائح المرحوم.