حول الكتاب:
https://www.1000lela.com/images/down.png

“هنالك سؤال محدد يطرحه ذلك الكتاب ويجرب صاحبه جاهدا الإجابة عنه : ما المعيار العام ذلك الذي يقيض لنا الاعتداد به لتقويم المذاهب تلك التى يذهب إليها البشر في مجربتهم اللاهجة للتعرف على كنه طبائع ما يستتر عن حواسهم؟ ولأن ذلك السؤال – بطبيعته ليس سؤالا فلسفيا تقليديا بل أقرب لأن يكون سؤالاً (( ما بعد فلسفي )) ، فقد أمضيت فصولا انبريت فيها للدفاع عن وجوب ومشروعية قيام مجال معرفي متميز اصطلحت على تسميته بفلسفة الفلسفة يتسنى عبره طرح مثل ذلك التساؤل قدر ما يتسنى عبره الجدل حول قيمة الفلسفة إن كانت لها أدنى قيمة ومغزاها إن كان لها ثمة مغزى. إن ما أعني به في ذلك السياق لا يتعلق بأي حال بأمر خطو البشر لخطوات أُخر في درب النفق سالف الذكر بل يتعلق بأمر إمكان أن يكون النفق دربا يسار فيه. بحيثمات أوضح ، فإن ما يشغلني في تلك الفصول هو شأن النهج ذلك الذي ينتهج وذاك ذلك الذي ينبغي أن ينتهج للخلاص من المشكلات الفلسفية لا الطريقة تلك التى يتم بها الخلاص منها. أما في سائر الفصول ، فإن مكمن الاهتمام يتعين في البحث عن أكثر السبل ملاءمة للتعرف على القليل من ملامح عالم الميتافيزيقا المستتر توطئة لتحديد إلى أي مدى يمكن للبشر تجاوز المعطيات الحسية تلك التى يعول عليها بشكل أو بآخر العلم الطبيعي.“