عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2022, 11:44 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نزف القلم
اللقب:
مميز ماسي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية نزف القلم

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4875
المشاركات: 4,180 [+]
بمعدل : 3.48 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
نزف القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي في رحاب قال تعالى: [وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون] (2)

من بديع آلاء الله .... القشرة المخية
في الدماغ شيء يسمى القشرة المخية ، سميت كذلك لأنها قشرة فعلاً لا يزيد سمكها على مليمترين ، هذه القشرة المخية فيها أربعة عشر مليار خليّة ، مرتبّة في ست طبقات متوالية ، لا يزيد وزنها الكلّي على مئة غرام ، تبدو معرّجة نتيجة ترتيبها على هذا الشكل ، حيث تسمى التلافيف ، من أجل أن تقلَّ المساحات .
ممّا يلفت النظر أن في هذه القشرة أليافاً عصبيّة يزيد طولها على ألف كيلو متر !!! هذه الطبقة الرقيقة جدا ًتتحكم في أخطر الوظائف ، بل تحدد سلوك الفرد وميوله، وتعينه على النطق والبيان ، وتعينه على التعلم ، والحفظ، والتذكر ، والإبداع ، و الاختراع ،والتدبير ، وتعينه على الإحساس ، والتحرك ، والسمع ، والبصر، ويقدّر العلماء أن في هذه القشرة من خمسين إلى مئة مركز ، هذا الذي عرف حتى الآن ؛مركز السمع ، ومركز البصر ، ومركز التذكر ، ومركز المحاكمة ، ومركز الحركة ، وتتحكم في أخطر الوظائف ، في الإحساس ، وتلّقي الأحاسيس الخارجية ، وفي الحركة ، وكما قيل :
أتحسبُ أنَّك جِزْمٌ صغير ***وفيك انطوى العالم الأكبر
أما خلايا الدماغ فتزيد على مئة وأربعين مليار خلية استنادية ، لمْ تعرف وظيفتها بعد ، وربما يقال :
إن الدماغ هو أعقد ما في الإنسان ، بل هو أعقد ما في الكون ، وقد قيل : إن الدماغ بإمكانه أن يستوعب من المعلومات بعدد ذرّات الكون، وإن أكبر العباقرة ، وأكبر المخترعين لم يستخدم من دماغه إلا الجزء اليسير ، فهذا الدّماغ إذا عطلناه ، أوأسأنا استخدامه ، لم يكن كما أراده خالقه أداة
معرفة الله عز وجل ، أداة توصلنا إلى السلامة في الدنيا ، والسعادة في الآخرة ، عندئذٍ كم تكون الخسارة عظيمة حينما نعطّل عقولنا ، وننساق وراء شهواتنا .
مادّة يفرزها الدّماغ تعطّل الألم
(بوّابات الألم)
اكتشف العلماء أن في دماغ الإنسان مادّة مخدّرة ، إذا بلغ الألم حدّاً لا يطاق أفرز الدماغ نفسه هذه المادة ، فعطّلت الإحساس بالألم ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ، كما اكتشفوا أيضاً أن هناك بوابات على مجرى الجهاز العصبي تمنع ورود الألم إلى الدماغ ، وأن هذه البوابات تتحكم فيها العوامل النفسيّة ، فلو أن إنساناً كان يسعى في مرضاة الله ، وهو سعيد بهذا السعي ، فإنّ الإحساس بالألم لن يصل إلى الدماغ .
هناك حالات كثيرة وردت في التاريخ ، كيف أن صحابياً تقطع يده اليمنى ، فيمسك الراية باليسرى،
فتقطع اليسرى فيمسكها بعضديه ، فأين الألم ؟ هذا ما كشفه العلماء حديثاً ، فقالوا : إن ثمة بوابات للألم على مداخل طريق الآلام ، وطريق السيّالة العصبيّة التي هي من النهايات العصبية إلى النخاع الشوكي ،إلى الجسم تحت السرير البصري ، إلى أسرّة الدماغ ، هذا طريق الآلام ، وإن هذه الطرق
تغلق أحياناً ، فتمنع إيصال الألم إلى الدّماغ ، وهذه البوابات تتحكم فيها العوامل النفسية ، كالثقة بالله سبحانه وتعالى ، والثقة بالفوز ، وفوق هذا وذاك إنْ كان الألم لا يطاق أفرز الدماغ مادة مخدّرة تعطّل الإحساس بالألم .
لذلك إذا كان إيمان الإنسان كبيراً ، وكان هدفه نبيلاً ، وكان سعيه حثيثاً على الله سبحانه ، لا يعبأ بالآلام التي يسقط منها الرجال ، فإن الإيمان قوة كبيرة .
أرسل خليفة المسلمين أبو بكر الصديق قائد جيشه خالد بن الوليد إلى معركة في شرق آسيا ، فطلب منه خالد المدد ، فقد كان عدد الأعداء مئة وثلاثين ألفاً ، وكان المؤمنون نحواً من ثلاثين ألفاً ، فكان خالد ينتظر خمسين ألفاً ، أو ثلاثين ألفاً إضافيّة ، فإذا برجل واحد اسمه القعقاع بن عمرو ، يأتي ومعه رسالة ، فقال له خالد بن الوليد : أين المدد ؟ قال: أنا المدد ، قال : أنت ؟ فتح الكتاب ، فإذا فيه : (من أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد ، أحمد الله إليك ،لا تعجب يا خالد أني أرسلت إليك واحداً، فوالله الذي لا إله إلا هو إن جيشاً فيه القعقاع بن عمرو لن يهزم ) .
وكان النصر في هذه المعركة الحاسمة على يد القعقاع بن عمرو ، فأن الرجل الواحد يكون بالإيمان كألف ،وإن ألف رجل دون إيمان كأفٍّ .
المصدر: كتاب آيات الله في الإنسان: د. محمد راتب النابلسي.












توقيع : نزف القلم






[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3767[/img3]

عرض البوم صور نزف القلم   رد مع اقتباس