شهدت الأونة الأخيرة تطوراً ملحوظًا في علاج الكثير من الحالات المرضية ، وكان لحالات السكتة الدماغية نصيبا وافرًا من هذه التطور ، وذلك لكثرة انتشار هذه الحالات وأثرها المزمن على المريض . كما تعد السكتة الدماغية من أكثر مسببات الوفاة على مستوى العالم . فكان لابد الاستفادة من الطفرة التكنولوجية واستخدام الأجهزة الحديثة في العلاج في مثل هذه الحالات الشديدة الخطورة. ويعد تصلب الشرايين وما يتبعه من انحسار الشرايين المخية من أهم أسباب حدوث الجلطات . وكانت قد استقبلت مستشفى السعودي الألماني بالرياض مريضة تعاني من صداع وانحسار في مجال رؤية العين ، وبعد عرضها على الدكتور / محمود صبري رئيس قسم المخ والإعصاب ، وتم عمل أشعة مقطعية على المخ والتي أظهرت وجود جلطة بالفحص الخلفي للمخ ، وبعد عمل المزيد من الفحوصات لاستكشاف سبب حدوث هذه الجلطة ، اتضح وجود ضيق يزيد عن ٨٠٪ في الشريان السباتي الأيمن مما يزيد من إمكانية تكرار حدوث الجلطات لدى هذه المريضه . فتم استخدام القسطرة الدماغية وهي من أحدث وأوفر التقنيات في علاج ضيق الشرايين المخيمة حيث يتم استخدام قسطرة دقيقة ويتم إدخالها عن طريق الفخذ حتى تصل إلى الشريان السباتي وينم وضع دعامة بحجم مناسب لتوسعة الشرايين وذلك دون جروح أو آثار جراحية كبيره كما انها تتطلب وقتًا قليلا للنقاهة ولا تحتاج للتنويم لفترات طويلة داخل المستشفى ، وقد اثبتت الدراسات البحثية والحالات العلمية مدى استفادة هذي الحالات من عمليات توسعة الشرايين المخيمه ومدى أهميتها في منع تكرار الجلطات . ولهذا لابد من الانتباه للتقدم الطبي واستخدام أحدث التقنيات في علاج هذه الحالات التي يكون أثرها شديدا على الفرد والمجتمع ككل.