عاشق الروح
02-26-2020, 06:56 PM
جنان هي عشيقة أبونواس وهي تقريباً الوحيدة التي أخلص لها برغم أنه كان متقلب الهوى، وهنا تختلف القصة عن باقي القصص في أن الهيام ليس كذلك الأبدي الذي يؤدي إلى الحتف. وقد أنشد فيها الأبيات الشهيرة:
حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ
إن بكى يحق له ليس ما به لعب
تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ
تعجبين من سقمي صحتي هي العجبُ!
وقيل إنه رغم إدمانه الخمر تبعها في رحلة إلى الحج وهناك أنشد قصيدته المعروفة التي يتبتل بها للخالق ومطلعها:
إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك
ويقال إن جنان لم تكن تحبه كما أحبها، ربما لطيشه وخوفها من الغدر، لكن ذلك لم يستمر إذ استطاع أن يغويها بشعره لها، وقيل إن سبب تغير رأيها أنه سمعته ينشد:
جِنانُ إن وجُدتِ يا منايَ بما آمُلُ لم تقطُرِ السماءُ دما
وإن تمادى ولا تماديتِ في منعك أصبح بقفرةٍ رِمما
عَلِقتُ من لو أتى على أنفس الماضينَ والغابرين ما ندما
لو نظرت عينه إلى حجرِ ولّد فيه فُتوُرها سقما
8 – أبوالعتاهية وعتبة
أحب الشاعر أبو العتاهية جارية اسمها عتبة، قال فيها:
عُتبَ ما للخيال خبريني.. وما لي؟
لا أراه أتاني زائرا مُذ ليالي
لو رآني صديقي رق لي أو رثى لي
أو يراني عدوي لانَ من سوء حالي
وأبو العتاهية من مواليد الحجاز وقد نشأ بالكوفة وسكن بغداد، وقد دفعه حبه لعتبة أن يقول فيها الشعر لكنها لم تقابله بمثل ما يكنه لها، حيث واجهته بالصد والهجران، إلى أن كاد يفقد عقله فسمي بـ “أبو العتاهية”.
وقد أوصله اليأس من هوى عتبة إلى الزهد، فصار علامة في شعر الزهاد.
ومن بدائع ما قال في هجران عتبة:
يا إخوتي إن الهوى قاتلي فبشروا الأكفان عاجلِ
ولا تلوموا في اتباع الهوى فإنني في شُغلٍ شاغلِ
وإذا كانت عتبة هي جارية الخليفة المهدي في العصر العباسي، وكان أبوالعتاهية واسمه إسماعيل بن القاسم، دميم الشكل فربما كان ذلك سببا في نفران عتبة منه، ويروى أن الخليفة قد سمع بتغزله فسجنه عقابا على إنشاده الشعر في جاريته وقد أطلق سراحه بعد أن مدح الخليفة.
ومن أشعاره في الزهد قوله:
ما يجهل الرشد من خاف الإله
ومن أمسى وهمته في دينه الفكر
فيما مضى فكرة فيها لصاحبها
إن كان ذا بصر بالرأي معتبر
أين القرون وأين المبتنون بها
هذي المدائن فيها الماء والشجر
حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ
إن بكى يحق له ليس ما به لعب
تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ
تعجبين من سقمي صحتي هي العجبُ!
وقيل إنه رغم إدمانه الخمر تبعها في رحلة إلى الحج وهناك أنشد قصيدته المعروفة التي يتبتل بها للخالق ومطلعها:
إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك
ويقال إن جنان لم تكن تحبه كما أحبها، ربما لطيشه وخوفها من الغدر، لكن ذلك لم يستمر إذ استطاع أن يغويها بشعره لها، وقيل إن سبب تغير رأيها أنه سمعته ينشد:
جِنانُ إن وجُدتِ يا منايَ بما آمُلُ لم تقطُرِ السماءُ دما
وإن تمادى ولا تماديتِ في منعك أصبح بقفرةٍ رِمما
عَلِقتُ من لو أتى على أنفس الماضينَ والغابرين ما ندما
لو نظرت عينه إلى حجرِ ولّد فيه فُتوُرها سقما
8 – أبوالعتاهية وعتبة
أحب الشاعر أبو العتاهية جارية اسمها عتبة، قال فيها:
عُتبَ ما للخيال خبريني.. وما لي؟
لا أراه أتاني زائرا مُذ ليالي
لو رآني صديقي رق لي أو رثى لي
أو يراني عدوي لانَ من سوء حالي
وأبو العتاهية من مواليد الحجاز وقد نشأ بالكوفة وسكن بغداد، وقد دفعه حبه لعتبة أن يقول فيها الشعر لكنها لم تقابله بمثل ما يكنه لها، حيث واجهته بالصد والهجران، إلى أن كاد يفقد عقله فسمي بـ “أبو العتاهية”.
وقد أوصله اليأس من هوى عتبة إلى الزهد، فصار علامة في شعر الزهاد.
ومن بدائع ما قال في هجران عتبة:
يا إخوتي إن الهوى قاتلي فبشروا الأكفان عاجلِ
ولا تلوموا في اتباع الهوى فإنني في شُغلٍ شاغلِ
وإذا كانت عتبة هي جارية الخليفة المهدي في العصر العباسي، وكان أبوالعتاهية واسمه إسماعيل بن القاسم، دميم الشكل فربما كان ذلك سببا في نفران عتبة منه، ويروى أن الخليفة قد سمع بتغزله فسجنه عقابا على إنشاده الشعر في جاريته وقد أطلق سراحه بعد أن مدح الخليفة.
ومن أشعاره في الزهد قوله:
ما يجهل الرشد من خاف الإله
ومن أمسى وهمته في دينه الفكر
فيما مضى فكرة فيها لصاحبها
إن كان ذا بصر بالرأي معتبر
أين القرون وأين المبتنون بها
هذي المدائن فيها الماء والشجر