تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيدة هاجر الصابرة المحتسبة


نور الدنيا
11-29-2020, 02:01 AM
https://islamstory.com/images/upload/content/cIh12771.jpg

هناك.. في صحراء مكة القاحلة، حيث لا زرع ولا ماء، ولا أنيس ولا رفيق، تركها زوجها هي ووليدها، ثم مضى في طريق عودته، وترك لهم تمرًا وماء.

فنادته قائلة: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت إليها الزوج، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب.

فقالت -وكأنها أدركت أن أمرًا ما يمنع زوجها من الرد عليها-: آلله أمرك بهذا؟ فيرد الزوج: نعم.

ثقة في عون الله
فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول في غير تردُّد ولا قلق: "إذن لا يضيعنا". وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 37، 38].

ونفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها، وقد جفّ لبنها فلا تجد ما ترضعه، فيتلوى الطفل جوعًا وعطشًا، ويصرخ، ويتردد في الصحراء والجبال صراخه الذي يُدمي قلب الأم الحنون.

وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا، لتنظر أحدًا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب، ولكنها لا تجد، فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكّن منها التعب، وأوشك اليأس أن يسيطر عليها، فيبعث الله جبريل عليه السلام، فيضرب الأرض بجناحه؛ لتخرج عين ماء بجانب الصغير، فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله على نعمته، وجعلت تأخذ من مائها، وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها، وتقول لعين الماء: زمِّي زمي. فسُمِّيت هذه العين زمزم.

إنها هاجر، أم نبي الله إسماعيل، وزوجة خليل الرحمن إبراهيم.

وهبها ملك مصر إلى السيدة سارة زوج إبراهيم -عليه السلام- الأولى، عندما هاجرت مع زوجها إلى مصر، ولما أدركت السيدة سارة أنها كبرت في السن، ولم تنجب، وهبت هاجر لزوجها ليتزوجها، عسى الله أن يرزقه منها الولد.

وتزوج إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر، وبدت عليها علامات الحمل، ثم وضعت إسماعيل عليه السلام، ووجدت الغيرة طريقها إلى قلب السيدة سارة، فكأنها أحست أنها فقدت المكانة التي كانت لها في قلب زوجها من قبل، فطلبت منه أن يأخذ السيدة هاجر بعيدًا عنها، فأخذها سيدنا إبراهيم عليه السلام بأمر من الله إلى صحراء مكة، ولحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها.

ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة "جرهم" وأرادوا البقاء في هذا المكان؛ لمّا رأوا عندها الماء، فسمحت لهم بالسكن بجانبها، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم، واستأنست بهم، وشبّ الطفل الرضيع بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم.

طاعة وامتثال
ولما اشتد عود إسماعيل عليه السلام، جاء الأمر من الله تعالى لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- بذبح ابنه إسماعيل، وها هي هاجر الصابرة المحتسبة ترى زوجها يأخذ بيد فلذة كبدها وولدها الوحيد ليذبحه، فينشط الشيطان باذلاً ما في وسعه من جهد ليحرّك مشاعر الأمومة في نفسها، ويثير ما بداخلها من أشجان وآلام، فأتاها قائلاً: أتدرين أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: لا. قال: إنه يذهب به ليذبحه. قالت: كلا، هو أرأف به من ذلك. فقال: إنه يزعم أن ربه أمره بذلك. قالت: فإن كان ربه قد أمره بذلك، فقد أحسن أن يطيع ربه.

هكذا ترد كيد الشيطان بصبر وامتثال لأمر الله تعالى، وما هي إلا أوقات قليلة ويعود إليها زوجها ليبشرها بالخير، ويسعدها بالخبر، ويريها الكبشين مذبوحين، رفع الله البلاء، وفُدي الفتى بذبح عظيم بعد ما نجحت الأسرة كلها في الاختبار.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107]. ففرحت هاجر بنجاة ابنها، وشكرت ربها وحمدته.

هذه هي هاجر أم الذبيح، وأم العرب العدنانيين، رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالاً رائعًا للزوجة المطيعة، والأم الحانية، والمؤمنة القوية؛ فقد أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمّنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.

المصادر:
- تفسير القرطبي.
- موسوعة الأسرة المسلمة.
أ: ياسر محمود
موقع رسالة المرأة.

عبير
11-29-2020, 09:39 AM
جزَآك الله الفردوسْ الأعلَى
ونفَع بِطرحك الجَميع .. ولآ حرمك جَميلَ اجرِه
لك منَ الشكر أجزَلِه
دُمت بحفظ الرحمن

يحيى الشاعر
11-30-2020, 10:58 PM
..



بارك الله فيك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله .. واثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لمايحبه ويرضاه
دمت بحفظ الله ورعايته
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif

رَقَّہ أُنْثَى
12-27-2020, 03:13 AM
**




سلمت كفوفك لطيب الجهد وتميز العطاء
لا حرمنا الله روائع مجهوداتك http://www.q-wda3.com/vb/images/a%20(1).gif/22.png:jn22:

أمير القلوب
02-12-2021, 03:58 PM
جزااكى الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتكِ

لذة مطر ..!
02-22-2021, 02:38 PM
جزاك الله خير ونفع بك .. :jn22:

إيليف
04-08-2021, 12:51 PM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

عيسى العنزي
05-01-2021, 01:28 AM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

SAMAR
05-06-2021, 03:02 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

طلة سحابه
12-16-2021, 12:24 PM
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif (http://a-3amry.com/up/)

اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم على اله وصحابته اجمعين

والحمد لله الذي جعل لنا قرانه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لانضيع معها ابدا
وجزاك الله خيـر على هالاضافه
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif (http://a-3amry.com/up/)

imported_ريآن
01-10-2022, 02:04 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان