المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن نحبه حق المحـبة؟


آلُـِـِوتين»♥
02-12-2021, 08:50 PM
هل نحن نحبه حق المحـبة؟
عذرًا فلا أجد مقدمة مناسبة لهذا الموضوع، وحسبي في ذلك اعتذارًا أن من سأتكلم عنه هو خير من وطئ الأرض والمطايا، أندى العالمين، الرحمة المهداة والسراج المنير الذي قال فيه رب العالمين: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، عن ماذا أحدثكم؟ وماذا أقول؟ وماذا أذر؟ وهو القائل فينا: "وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني"[1]، فهل صدَقـنَاه وصدَّقْنـاه، أخاطب وجدانك، عقلك، شعورك كله، هل تحس أو تشعر بمحبته ومكانته منك إنه "محمد" صلى الله عليه وسلم، ودعني أسوق لك أخي القارئ في هذا المقام قصة صدق ومحبة، ضعْ نفسك بمكان منها، وزِنها بها لترى مدى صدق الرعيل الأول في محبته صلوات ربي وسلامه عليه التي إذا ما قيست بمقاييس الصُّحبة لم تجد لها مثيلًا، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحكي للبراء بن عازب إحدى فصول الهجرة النبوية المباركة، وهو الرفيق الوفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها أن صخرة عرضت لهم في الصحراء، فكان همُّ الصديق رضي الله عنه توفير الجو الهادئ والمناسب لراحته عليه الصلاة والسلام، متناسيًا نفسه، يقول في ذلك رضي الله عنه: "وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانًا بيدي ينام عليه، وبسطت عليه فروة، وقلت: نم يا رسول الله، وأنا أنفض ما حولك"، ومن ثم اغتنم الصِّديق فرصة راحة رسول الله صلى الله عليه وسلم للبحث عن ما يبعث فيه النشاط والقوة، ويذهب بعضًا من عناء السفر عنه صلوات ربي وسلامه عليه، وإذ براع يجده في ذاك المكان المقفر، وعلى قدر صدق محبته وإخلاصه رُزق وظفر بما تمناه، ويلخص لنا تلك المشاهد كلها رضي الله عنه قائلًا: "إذا أنا براع مقبل قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم قلت: أفتحلب؟ قال: نعم، فأخذ شاة فحلب في قعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوي فيها يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكرِهت أن أوقظه فوافقته حتى استيقظ"، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت"[2]، أسألك بالله أخي القارئ، هل وفَى صاحب بصاحبه في التاريخ بمثل ما وفى هؤلاء الكرام برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أصحابه فما بالنا ونحن الذين قال فينا إخواني وإذ تنهمر علي الخواطر والمواقف، فلا أنسى وصية وتحذير سعد بن الربيع رضي الله عنه لقومه من الأنصار في لحظاته الأخيرة في هذه الدنيا: "لا عذر لكم عند الله أن يُخْلَصَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شُفْر يطرِف، وفاضت نفسه رحمه الله: "فهل أدَّينا واجبنا نحوه حقًّا أم كان لكل منا أولوياته الخاصة به، وها هو موقف آخر يظهر أولويات ذاك الجيل الفريد، وهِمته في الدفاع عن مقدساته وهُويته، ففي موقف عصيب آخر عاشه الصحابي زيد بن الدثنة رضي الله عنه الذي عُذب ثم قدِّم للقتل، وقُبيل ذلك يقول له أحد من حضر تلك الواقعة: نشدتك بالله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن بمكانك يُضرب عنقُه وأنك في أهلك؟ قال: "والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي"[3]، نعم أولئك قوم وعوا قول الله تعالى الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران 31].
وفهِموا حقَّ الفَهم قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، فهل نحن نحبه حق المحبة؟
[1] صحيح، انظر تخريجه في كتاب صحيح الجامع الصغير وزياداته، وكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها؛ محمد ناصر الدين الألباني.
[2] رقم 5869 متفق عليه؛ انظر: مشكاة المصابيح؛ محمد بن عبدالله الخطيب العمري التبريزي.
[3] انظر: معرفة الصحابة؛ أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني؛ تحقيق: عادل بن يوسف العزازي الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: الأولى 1419 هـ - 1998م.
عبدالمحسن آل عبدالقادر

نزف القلم
02-13-2021, 10:01 PM
جزاك الله كل خير
لجهودك الطيبة والمباركة
‎وآجزل عليك من عظيم عطآيآه
ويجعل الآجر الاوفر بميزان حسناتكِ
جَعَلَ يومَكِ نُوراً وَسُروراً أن شاء الله
وَجَبآلا مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً
باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه المفيدة
‎بانتظار جديدك القآدم بكل شووق

عبير
02-15-2021, 09:43 AM
جزَآك الله الفردوسْ الأعلَى
ونفَع بِطرحك الجَميع .. ولآ حرمك جَميلَ اجرِه
لك منَ الشكر أجزَلِه
دُمت بحفظ الرحمن

أمير القلوب
02-15-2021, 11:26 AM
جزااكى الله كل خير
وجعله الباري ي موازين حسناتكِ

النابض
02-15-2021, 05:04 PM
جزاك الله خير
على طرحك
المحمل بنفحات ايمانيه
وجعله في ميزان حسناتك
https://j.top4top.io/p_1834ye88b1.gif

لذة مطر ..!
02-22-2021, 02:33 PM
جزاك الله خير ونفع بك .. :jn22:

سمارا
03-01-2021, 09:29 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

إيليف
04-08-2021, 12:53 PM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

عيسى العنزي
05-01-2021, 01:25 AM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

SAMAR
05-06-2021, 02:59 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

طلة سحابه
12-16-2021, 12:31 PM
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif (http://a-3amry.com/up/)

اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم على اله وصحابته اجمعين

والحمد لله الذي جعل لنا قرانه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لانضيع معها ابدا
وجزاك الله خيـر على هالاضافه
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif (http://a-3amry.com/up/)

imported_ريآن
01-10-2022, 02:07 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

عاشق الحروف
01-13-2022, 03:58 AM
/



.






سَلِمَتْ يدآك على رَوْعَة الطَّرْحْ
وَسَلِمَ لنآ ذوقك الراقي عَلَى جَمَآلِ الاختيار
لَگـ ولــ حضُورِكْ الجميل كُلَّ الشُّكْرِ والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة
وِدِّي وتقْدِيري لِـ سٌمُوكْ