المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوصاف القرآن (4) المجيد


سمارا
02-22-2021, 05:49 PM
أوصاف القرآن (4)
المجيد

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
معنى «المجيد» في اللغة:
جاءت لفظة: «المجيد» في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما له صلة بموضوعنا:

فقد عرَّفها ابن فارس بقوله: «الميم والجيم والدال أصلٌ صحيح، يدلُّ على بلوغ النهاية، ولا يكون إِلاَّ في محمود» [1]. والمَجْدُ: السَّعةُ في الكرَم والجَلال. وأصلُ المَجْدِ من قولهم: مَجَدَتِ الإِبلُ إذا حصلَتْ في مَرْعًى كثيرٍ واسِعٍ [2].

والمَجْدُ: المُرُوءةُ والسَّخاءُ. والمَجْدُ: الكرمُ والشَّرفُ. وقيل: المَجْدُ الأخذ من الشَّرف والسُّؤْدَد ما يكفي. يُقال: رجل شريف ماجدٌ، له آباءٌ متقدِّمون في الشَّرف. وأمْجَدَه ومَجَّده كلاهما: عظَّمَه وأثنى عليه.

وقد وَصَفَ اللهُ تعالى القرآن بالمَجادة في قوله: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴾ [البروج: 21]. وَصَفَه بذلك؛ لكثرة ما يَتَضَمَّنُ من المكارم الدُّنيوية والأُخروية.

والماجدُ: الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. ورجل ماجد ومجيد: إذا كان كريمًا مِعْطاءً [3].

معنى «المجيد» وصفًا للقرآن:
وَصَفَ الله تعالى القرآنَ بأنه «مجيد» في موضعين من كتابه الكريم، هما:
1- قوله تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22].
والمعنى: إن «هذا القرآن الذي كذَّبوا به شريف الرُّتبة في نظمه وأسلوبه حتى بَلَغَ حدَّ الإعجاز، متناهٍ في الشرف والكرم والبركة، وليس هو كما يقولون: إنه شعر وكهانة وسحر. وإنما هو كلام الله المصون عن التَّغيير والتَّحريف، المكتوب في اللَّوح المحفوظ» [4].

وجِمَاعُ أقوالِ المفسرين في وَصْفِ القرآن بأنه ﴿ مَجِيدٌ ﴾ ما يلي:
أ- هو كتاب شريف، أشرف من كل كتاب، عالي الطَّبقة فيما بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى [5].

ب- وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه، كثير البركات، جزيل المبرَّات واسع الأوصاف وعظيمها [6].

جـ- مُتناهٍ في الشَّرف والكرم والبركة، لكونه بيانًا لِمَا شَرَعه الله لعباده من أحكام الدِّين والدُّنيا، وليس هو كما يقولون إنه شعر وكهانة وسحر [7].

والمتأمِّلُ في هذه الأقوال يجدها جميعًا تنطبق على «المجيد» وَصْفًا للقرآن، وهي من اختلاف التَّنوع لا التَّضاد، والله أعلم.

فلا غرابةَ أن يُوصف القرآن المجيد بهذا الوصف؛ لأنه كلامُ الله تعالى المجيد، ومما يدل على مَجْدِ القرآن أن الله جلَّ شأنه، صانَه وحَفِظه من كيد الكائدين وعبث العابثين، والحاقدين على الإسلام والمسلمين، وحَفِظه من الزيادة والنُّقصان، ومن التَّغيير والتَّبديل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

2- ومما يدلُّ أيضًا على مَجْدِ القرآن: أنَّ الله تعالى أقْسَم به ووَصَفَه بالمجد في قوله تعالى: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1].

«وأَمَّا كَمَالُ مَجْدِه الذي دلَّت عليه صيغة المبالغة بوصف مجيد، فذلك بأنه يفوق أفضل ما أَبلَغَه اللهُ للناس من أنواع الكلام الدَّال على مراد الله تعالى، إِذْ أَوْجَدَ ألفاظَه وتراكيبَه وصُورةَ نظمِه بقدرته دون واسطة، فإنَّ أكثر الكلام الدال على مراد الله تعالى أَوْجَده الرُّسلُ والأنبياءُ المُتكلِّمون به يُعَبِّرون بكلامهم عما يُلْقَى إليهم من الوحي» [8]. ولأن القرآنَ مجيدٌ، ومُنَزَّلٌ من عند الله تعالى، فالإيمان به واجب، والعمل بأحكامه وتشريعاته ونظامه متعين، ولازم لا بد منه [9].

وفيما تقدَّم ذكره مِنْ وصف القرآن بأنه «مجيد» متناهٍ في الشَّرف والكرم والبركة، وسيع المعاني عظيمها، قد صانه اللهُ تعالى وحَفِظَه من كيد الكائدين وعبث العابثين، ما يدلُّ بوضوحٍ وجلاءٍ على عظمتِه ورفعتِه، وعلوِّ شأنه ومنزلتِه.

[1]معجم مقاييس اللغة (2/499)، مادة: «مجد».

[2] انظر: المفردات في غريب القرآن (ص466)، مادة: «مجد».

[3] انظر: لسان العرب (2/395، 396)، مادة: «مجد».

[4]التفسير المنير (15/545).

[5]انظر: تفسير أبي السعود (9/139)، تفسير السمرقندي (3/545)، تفسير القاسمي (6/316).

[6]انظر: تفسير ابن كثير (4/497)، تفسير السعدي (5/79، 398).

[7]انظر: تفسير البغوي (4/472)، فتح القدير (5/414).

[8]التحرير والتنوير (26/230).

[9]انظر: الهدى والبيان في أسماء القرآن (2/41-43).

آلُـِـِوتين»♥
02-24-2021, 12:11 PM
»






لَكُمْ مِنْ أَعْمَآقِيْ كُلُ مَوَدَهْـ..
كـ آللَتِيْ حَظِيتُ بِهَآمِنْ طُهْرِ قُلُوبِكُمْ وَأَكْثَرْ..
مِوضوُعّ ممَيِزٍ

أبو محـمد
02-26-2021, 08:09 PM
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه والجميلة

سكون الورد
02-26-2021, 09:10 PM
بارك الله في طرحك
وجعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي

ابن عمان
02-28-2021, 12:22 PM
جزاك الله خير وأثابك
شكرا على ذوقك الراقي وطرحك القيم
لروحك الجنة وماقرب اليها من قول وعمل ..
مع صادق ودي

سمارا
02-28-2021, 05:36 PM
لسعة عشق
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

سمارا
02-28-2021, 05:36 PM
النادر
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

سمارا
02-28-2021, 05:36 PM
سكون الورد
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

سمارا
02-28-2021, 05:36 PM
ابن عمان
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

أمير القلوب
03-03-2021, 02:48 PM
جزاكى الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
بارك الله فيكى وعفاكى
سلم لنا طرحكِ المفيد

أمير الذوق
03-03-2021, 04:44 PM
جزاك الله خير الجزاء
انتقاء قيم
بارك الله فيك
لروحك:jn22:

فتنة حرف
03-14-2021, 04:45 AM
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم

قصايد
04-16-2021, 07:48 PM
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-5Y/VsCA2Oto44I/AAAAAAAAGNg/-WI2k7c-YOE/s1600/245729.gif

عيسى العنزي
05-01-2021, 09:41 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

SAMAR
05-08-2021, 03:41 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

imported_ريآن
05-16-2021, 05:58 PM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

عواد الهران
06-03-2021, 08:48 AM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

حلا ليالي
01-14-2022, 11:49 AM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

imported_ريآن
01-19-2022, 04:25 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

لِين
02-04-2022, 06:54 AM
_




جزاك الله خيراً
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك :724: .