سمارا
03-02-2021, 01:25 AM
أسماء القرآن (2)
البرهان
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
معنى «البرهان» في اللغة:
جاءت لفظة: «البرهان» في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما له صلة بموضوعنا وهي: «البُرْهان: الحُجَّةُ الفاصلة البيِّنة، يقال: بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنَةً، إِذا جاء بِحُجَّةٍ قاطعةٍ لِلَدَدَ الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ» [1].
والبرهان: مصْدَرُ بَرَهَ يَبْرَهُ إذا ابْيَضَّ، وَرَجُلٌ أَبْرَهُ، وامْرأَةٌ بَرْهَاءُ، وَقَوْمٌ بُرْهٌ، وبَرَهْرَهَةٌ: شابَّةٌ بَيْضَاءُ[2]. ومن هنا جاء التشبيه ببياض الحجة وإشراقها كبياض الحق وإشراقه.
«وقد بَرْهَنَ عليه: أَقَامَ الحُجَّة» [3]. و«البُرْهَانُ أَوْكَدُ الأدِلَّةِ، وهو الذي يَقْتَضِي الصِّدْقَ أبداً، لا مَحَالَةَ» [4].
معنى «البرهان» اسماً للقرآن:
سمَّى اللهُ القرآنَ برهاناً في آية واحدة من كتابه العزيز، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [النساء: 174].
فهذا خطابٌ لكلِّ أصحاب الملل؛ اليهودِ والنصارى والمشركين وغيرهم أن الله تعالى أقام بهذا القرآن الحُجَّةَ عليهم تُبرهن لهم بطلان ما هم عليه من الدِّين المنسوخ، وهذه الحُجَّة تشمل الأدلة العقلية والنَّقلية والآيات الآفاقيَّة كما قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]. بل كفى بالقرآن العظيم - وحده - برهاناً على صِدْقِ الرسول صلّى الله عليه وسلّم في دعوى الرِّسالة [5].
فالقرآن العظيم برهان من الله تعالى لعباده، أقام به الحُجَّة عليهم، وأظهر من خلاله أوضح الدَّلالات وأقواها، على موضوعاته ومعانيه وحقائقه في العقيدة والحياة، وكلُّ مَنْ تعامل مع أدلة القرآن في يُسرها ووضوحها وتَأثَّرَ قلبُه وعقلُه بها، وقارَنَها بالأدلة والبراهين والأقيسة التي أوجدتها العقول البشرية وقررتها وبيَّنتها، كل مَنْ فعل ذلك يُدركُ طرفاً من البرهان القرآني ويُسْره ووضوحه.
ولمَّا كان البرهان هو أوكد الأدلَّة، ويقتضي الصِّدق لا محالة، فلم يحتج إلى أن يتكرَّر ذكره في القرآن؛ بل ورد مرَّة واحدة فقط؛ لتكون فصل الخطاب الموجَّه من الله تعالى إلى البشر على أنَّ هذا الكتاب دليل كافٍ على صدق النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وصدق نبوَّته.
وتتجلَّى عظمةُ القرآن الكريم ومنزلتُه العالية من خلال تسميته بالبرهان؛ ذلك لأنَّ الله تعالى أقام به الحُجَّة على عباده، تُبرهن لهم بطلان ما هم فيه من الدِّين المنسوخ، وهي حُجَّة متنوِّعة في الاستدلال؛ لتستوعِبَها عقولُ البشر على اختلاف فهومهم وثقافاتهم، وهذا من رحمة الله تعالى وحكمته.
[1] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[2] انظر: المفردات في غريب القرآن، للأصفهاني (ص55)، مادة: «بره».
[3] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[4] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[5] انظر: فتح القدير (1/ 542)، أضواء البيان (7/ 79، 80)، تفسير السعدي (1/ 217).
البرهان
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
معنى «البرهان» في اللغة:
جاءت لفظة: «البرهان» في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما له صلة بموضوعنا وهي: «البُرْهان: الحُجَّةُ الفاصلة البيِّنة، يقال: بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنَةً، إِذا جاء بِحُجَّةٍ قاطعةٍ لِلَدَدَ الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ» [1].
والبرهان: مصْدَرُ بَرَهَ يَبْرَهُ إذا ابْيَضَّ، وَرَجُلٌ أَبْرَهُ، وامْرأَةٌ بَرْهَاءُ، وَقَوْمٌ بُرْهٌ، وبَرَهْرَهَةٌ: شابَّةٌ بَيْضَاءُ[2]. ومن هنا جاء التشبيه ببياض الحجة وإشراقها كبياض الحق وإشراقه.
«وقد بَرْهَنَ عليه: أَقَامَ الحُجَّة» [3]. و«البُرْهَانُ أَوْكَدُ الأدِلَّةِ، وهو الذي يَقْتَضِي الصِّدْقَ أبداً، لا مَحَالَةَ» [4].
معنى «البرهان» اسماً للقرآن:
سمَّى اللهُ القرآنَ برهاناً في آية واحدة من كتابه العزيز، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [النساء: 174].
فهذا خطابٌ لكلِّ أصحاب الملل؛ اليهودِ والنصارى والمشركين وغيرهم أن الله تعالى أقام بهذا القرآن الحُجَّةَ عليهم تُبرهن لهم بطلان ما هم عليه من الدِّين المنسوخ، وهذه الحُجَّة تشمل الأدلة العقلية والنَّقلية والآيات الآفاقيَّة كما قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]. بل كفى بالقرآن العظيم - وحده - برهاناً على صِدْقِ الرسول صلّى الله عليه وسلّم في دعوى الرِّسالة [5].
فالقرآن العظيم برهان من الله تعالى لعباده، أقام به الحُجَّة عليهم، وأظهر من خلاله أوضح الدَّلالات وأقواها، على موضوعاته ومعانيه وحقائقه في العقيدة والحياة، وكلُّ مَنْ تعامل مع أدلة القرآن في يُسرها ووضوحها وتَأثَّرَ قلبُه وعقلُه بها، وقارَنَها بالأدلة والبراهين والأقيسة التي أوجدتها العقول البشرية وقررتها وبيَّنتها، كل مَنْ فعل ذلك يُدركُ طرفاً من البرهان القرآني ويُسْره ووضوحه.
ولمَّا كان البرهان هو أوكد الأدلَّة، ويقتضي الصِّدق لا محالة، فلم يحتج إلى أن يتكرَّر ذكره في القرآن؛ بل ورد مرَّة واحدة فقط؛ لتكون فصل الخطاب الموجَّه من الله تعالى إلى البشر على أنَّ هذا الكتاب دليل كافٍ على صدق النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وصدق نبوَّته.
وتتجلَّى عظمةُ القرآن الكريم ومنزلتُه العالية من خلال تسميته بالبرهان؛ ذلك لأنَّ الله تعالى أقام به الحُجَّة على عباده، تُبرهن لهم بطلان ما هم فيه من الدِّين المنسوخ، وهي حُجَّة متنوِّعة في الاستدلال؛ لتستوعِبَها عقولُ البشر على اختلاف فهومهم وثقافاتهم، وهذا من رحمة الله تعالى وحكمته.
[1] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[2] انظر: المفردات في غريب القرآن، للأصفهاني (ص55)، مادة: «بره».
[3] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[4] لسان العرب (13/ 51)، مادة: «برهن».
[5] انظر: فتح القدير (1/ 542)، أضواء البيان (7/ 79، 80)، تفسير السعدي (1/ 217).