نزف القلم
04-02-2021, 09:39 AM
خصائص نظم الفواصل القرآنية في سورة الرعد
مر معنا فيما سبق إحصاءٌ للحروف التي بُنيت عليها فواصل سورة الرعد، ومن خلال هذا الإحصاء يمكن أن نجمل خصائص نظم الفواصل فيما يلي:
1- التغاير والتنويع في مبنى الفاصلة، كما مر معنا في فاصلة: "يتفكرون، يعقلون، خالدون"، وبعد هذا النسق تأتي فاصلة مبنية على حرف آخر، كما ذكرنا في فاصلة: "العقاب - هاد - الكتاب - مآب"، وغير ذلك كثير في فواصل السورة.
وفي هذا التنويع تمكين من الترنيم الذي يعين القارئ، ويشوق السامع، ويدفع عنهما السأم والملل، الذي قد تؤدي إليه الرتابة الملتزمة؛ ولذا جاءت فواصل السورة الكريمة - وغيرها مما يشبهها من السور - على أعذب المقاطع وأسهل المواقف.
2- ومن خصائص نظم الفواصل في هذه السورة حذف حرف أصلي من آخر بعض الكلمات، كما مر معنا في: "هاد - ووال - وواق"، فإن الأصل: "هادي - ووالي - وواقي".
3- واختلاف مبنى الفاصلتين في موضعين، والمحدث عنه واحد لنكتة لطيفة من سمات خصائص النظم في فاصلة سورة الرعد، من ذلك قول الله -تعالى-: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ [الرعد: 28، 29].
فالمحدَّث عنه المؤمنون، وما هم عليه من ثبات واطمئنان في الحياة الدنيا، وما أعد لهم في الآخرة من جزاء، وقد بنيت الفاصلة الأولى على حرف الواو، يعقبها حرف الباء الساكن للوقف، وبنيت الفاصلة الثانية على حرف الألف، وبعدها حرف الباء الساكن للوقف أيضًا، لكن الجرس الصوتي في الأولى مديد في انقطاع سريع، وفي الثانية مديد من غير انقطاع، وفي ذلك تعبير عن نعيم الدنيا، وأن مآله الانقطاع والانتهاء، وتعبيرٌ عن نعيم الآخرة الذي لا ينقطع ولا يزول.
د. محمد بن سعد الدبل
مر معنا فيما سبق إحصاءٌ للحروف التي بُنيت عليها فواصل سورة الرعد، ومن خلال هذا الإحصاء يمكن أن نجمل خصائص نظم الفواصل فيما يلي:
1- التغاير والتنويع في مبنى الفاصلة، كما مر معنا في فاصلة: "يتفكرون، يعقلون، خالدون"، وبعد هذا النسق تأتي فاصلة مبنية على حرف آخر، كما ذكرنا في فاصلة: "العقاب - هاد - الكتاب - مآب"، وغير ذلك كثير في فواصل السورة.
وفي هذا التنويع تمكين من الترنيم الذي يعين القارئ، ويشوق السامع، ويدفع عنهما السأم والملل، الذي قد تؤدي إليه الرتابة الملتزمة؛ ولذا جاءت فواصل السورة الكريمة - وغيرها مما يشبهها من السور - على أعذب المقاطع وأسهل المواقف.
2- ومن خصائص نظم الفواصل في هذه السورة حذف حرف أصلي من آخر بعض الكلمات، كما مر معنا في: "هاد - ووال - وواق"، فإن الأصل: "هادي - ووالي - وواقي".
3- واختلاف مبنى الفاصلتين في موضعين، والمحدث عنه واحد لنكتة لطيفة من سمات خصائص النظم في فاصلة سورة الرعد، من ذلك قول الله -تعالى-: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ [الرعد: 28، 29].
فالمحدَّث عنه المؤمنون، وما هم عليه من ثبات واطمئنان في الحياة الدنيا، وما أعد لهم في الآخرة من جزاء، وقد بنيت الفاصلة الأولى على حرف الواو، يعقبها حرف الباء الساكن للوقف، وبنيت الفاصلة الثانية على حرف الألف، وبعدها حرف الباء الساكن للوقف أيضًا، لكن الجرس الصوتي في الأولى مديد في انقطاع سريع، وفي الثانية مديد من غير انقطاع، وفي ذلك تعبير عن نعيم الدنيا، وأن مآله الانقطاع والانتهاء، وتعبيرٌ عن نعيم الآخرة الذي لا ينقطع ولا يزول.
د. محمد بن سعد الدبل