imported_ريآن
05-18-2021, 06:11 PM
تمر الأيام وتعبر الشهور وتمضي السنون !
ذاك يوم يعلن مغيبه ، وذاك شهر ينقضي هلاله
، وتلك سنة تودع أخراها !
تتساقط الأعوام ، وتتهاوى السنين ،
وتنقلب الموازين ، وتتغير الأحوال ، وتتبدل الأوضاع .
الصغير يتمنى أن يكون كبيراً
والكبير يحلم أن يعود صغيرا !
ما كان بالأمس بعيد المنال غدا اليوم قريبا ،
كل شيء تغير ! كل حال تبدلت !
لكن الحقائق ثابتة مستقرة كثبوت الجبال
وكاستقرار البحار !
في لحظة سكون بدأت أقلب ذاكرتي فيمن حولي
من أصدقاء وأقرباء في أعمارهم وتاريخ سنيهم ،
فألفيت عجباً وعجبت فرقاً!
إنهم يتقاربون في سنوات حياتهم ،
ويتقاذفون الأربعين فيما بينهم ،
كلٌ يشيح بوجهه عن نطق الأربعين من أعمارهم .
إنها الأربعون - رفقاء الدرب -أ صحاب العمر -
إنها سنوات الرشد واكتمال العقل !
بها الإنسان يكون راشدا ،
تكتمل قوته ويشتد عوده ، ويعظم أمره !
أحسنوا بها الظن ، وهيؤوا لهاالاستقبال !
أربعون عاماً مضى من عمرك ،
تنقلت بين مراحل الحياة ،
رضيعاً حيناً وطفلاً حيناً ويافعاً زمناً طويلاً ،
ثم رجلاً شامخاً يشد بك العزم ،
وتسند لك عظائم الأمور !
قد بلغت من العمر مراحل القوة ،
وتجاوزت مراحل الضعف ،
فأقبلت عليك الأربعون بكل رزانتها وعظائمها
منذرةً ومحذرةً !
قد مضى بها أكثر من ثلثي عمرك ،
بتقدير أعمار أمتنا ، فهي بين الستين إلى السبعين ،
فلم يبق من عمرك إلا الثلث ! فهل استشعرت ذلك ،
أو ألقيت له بالاً ، أو أبصرت فيه تأملا !
إن أعمارنا راحلة ، وستحط بنا يوماً المسير !
إنك تعيش في بقايا حياة ! وتسكن في بقايا زوايا !
إنها الحقيقة التي لا نريد أن نصدقها ،
والواقع الذي لا نريد أن نحس به .
فات من أعمارنا الكثير ،
وأظن ما بقي أقل من ما مضى !!
لماذا نتظاهر دائماً بالنسيان وندعي التغافل !
هل نستطيع أن نتماسك ونجمع قوتنا
ونتذكر هذه الحقيقة وهذا الخطب ،
لندع عنا التصابي والتشبب ! فما فات كفى ،
ولنتعظ بمن أجله انتهى ، وأقبل على مولاه !
أيها الصديق العزيز !
وأيها القريب الغالي ! وأيها القارئ الفطن !
يا من في الأربعين يتقلب وفي الخيرات يتنعم ،
إنها الأربعون نعم النذير ونعم البشير ،
تنذرك أن عمرك طال ، وتبشرك أن عقلك اكتمل .
نبينا - صلى الله عليه وسلم - بعث بعد أن تم الأربعين ،
ومات وهو في الثالثة والستين ،
ثلاث وعشرون سنة بعد الأربعين .
سنيات قليلة تمكثها بعد سن الرشد ،
فهل نجعل للرشد طريقاً، ونجعل للعقل سبيلاً !
وهل نستطع أن نترك اللهو والعبث ، ونبتعد عن كل خلل ،
ونجفو كل زلل !
إن التأمل في هذه الحياة ، والتفكر في حقارة الدنيا
وآلامها ، يجعل الإنسان في صدود عنها ،
وإعراض عن زخارفها .
أحبابي لتكن الأربعين درساً لنا في التوبة والرشد ،
ولنقبل على نفوسنا تهذيباً وتطهيراً ولنطرها على الحق أطراً
، فطالما أسرتنا بشهواتها وملذاتها !
دعونا نقتص من أنفسنا ونتغلب عليها حتى نكون وإياها
في الملاذ الآمن والملجأ الوادع !
لتكن العزيمة شعارنا ، وليكن الحزم حاكمنا !
أُخيَّ ! أربعون عاماً عشتها في رحاب الدنيا ،
صحيحاً قوياً معافىً ، قضيتها في رغد من العيش
وسعة من الرزق !
اعمل شكراً بعد توالي هذه النعم ،
واسعَ حمداً على تتابع هذه المنح .
لا تدري كم بقي لك من أنفاس !
ولا تعلم كم تمكث من أيام !
لا تغتر بقوتك ، ولا تعتز بجبروتك ،
فأنت مقبل على وهن ، وقادم إلى ضعف !!
أُمهلت عمراً مديداً وزمنا طويلاً ،
فهل أنت من المعتبرين !
وهل تكون من الناجين !
آهٍ لعمرٍ مضى ! وآهٍ للذةٍ ذهبت !
تدارك - أيها المبارك - ما بقي لك من حياة ،
فربما ساعات الأجل دنت ، ولعل يوم الرحيل قد اقترب !
آن أوان الإنابة ، وحان وقت الأوبة ، وبدأ زمن التوبة ،
ضع حداً لوقت اللهو، وأحسن فيما بقي ،
يغفر لك ما قد سبق .
بع لذة زائلة بجنة عالية ، قطوفها دانية !
جعلتُ وإياك ووالدينا متقابلين فيها !
ذاك يوم يعلن مغيبه ، وذاك شهر ينقضي هلاله
، وتلك سنة تودع أخراها !
تتساقط الأعوام ، وتتهاوى السنين ،
وتنقلب الموازين ، وتتغير الأحوال ، وتتبدل الأوضاع .
الصغير يتمنى أن يكون كبيراً
والكبير يحلم أن يعود صغيرا !
ما كان بالأمس بعيد المنال غدا اليوم قريبا ،
كل شيء تغير ! كل حال تبدلت !
لكن الحقائق ثابتة مستقرة كثبوت الجبال
وكاستقرار البحار !
في لحظة سكون بدأت أقلب ذاكرتي فيمن حولي
من أصدقاء وأقرباء في أعمارهم وتاريخ سنيهم ،
فألفيت عجباً وعجبت فرقاً!
إنهم يتقاربون في سنوات حياتهم ،
ويتقاذفون الأربعين فيما بينهم ،
كلٌ يشيح بوجهه عن نطق الأربعين من أعمارهم .
إنها الأربعون - رفقاء الدرب -أ صحاب العمر -
إنها سنوات الرشد واكتمال العقل !
بها الإنسان يكون راشدا ،
تكتمل قوته ويشتد عوده ، ويعظم أمره !
أحسنوا بها الظن ، وهيؤوا لهاالاستقبال !
أربعون عاماً مضى من عمرك ،
تنقلت بين مراحل الحياة ،
رضيعاً حيناً وطفلاً حيناً ويافعاً زمناً طويلاً ،
ثم رجلاً شامخاً يشد بك العزم ،
وتسند لك عظائم الأمور !
قد بلغت من العمر مراحل القوة ،
وتجاوزت مراحل الضعف ،
فأقبلت عليك الأربعون بكل رزانتها وعظائمها
منذرةً ومحذرةً !
قد مضى بها أكثر من ثلثي عمرك ،
بتقدير أعمار أمتنا ، فهي بين الستين إلى السبعين ،
فلم يبق من عمرك إلا الثلث ! فهل استشعرت ذلك ،
أو ألقيت له بالاً ، أو أبصرت فيه تأملا !
إن أعمارنا راحلة ، وستحط بنا يوماً المسير !
إنك تعيش في بقايا حياة ! وتسكن في بقايا زوايا !
إنها الحقيقة التي لا نريد أن نصدقها ،
والواقع الذي لا نريد أن نحس به .
فات من أعمارنا الكثير ،
وأظن ما بقي أقل من ما مضى !!
لماذا نتظاهر دائماً بالنسيان وندعي التغافل !
هل نستطيع أن نتماسك ونجمع قوتنا
ونتذكر هذه الحقيقة وهذا الخطب ،
لندع عنا التصابي والتشبب ! فما فات كفى ،
ولنتعظ بمن أجله انتهى ، وأقبل على مولاه !
أيها الصديق العزيز !
وأيها القريب الغالي ! وأيها القارئ الفطن !
يا من في الأربعين يتقلب وفي الخيرات يتنعم ،
إنها الأربعون نعم النذير ونعم البشير ،
تنذرك أن عمرك طال ، وتبشرك أن عقلك اكتمل .
نبينا - صلى الله عليه وسلم - بعث بعد أن تم الأربعين ،
ومات وهو في الثالثة والستين ،
ثلاث وعشرون سنة بعد الأربعين .
سنيات قليلة تمكثها بعد سن الرشد ،
فهل نجعل للرشد طريقاً، ونجعل للعقل سبيلاً !
وهل نستطع أن نترك اللهو والعبث ، ونبتعد عن كل خلل ،
ونجفو كل زلل !
إن التأمل في هذه الحياة ، والتفكر في حقارة الدنيا
وآلامها ، يجعل الإنسان في صدود عنها ،
وإعراض عن زخارفها .
أحبابي لتكن الأربعين درساً لنا في التوبة والرشد ،
ولنقبل على نفوسنا تهذيباً وتطهيراً ولنطرها على الحق أطراً
، فطالما أسرتنا بشهواتها وملذاتها !
دعونا نقتص من أنفسنا ونتغلب عليها حتى نكون وإياها
في الملاذ الآمن والملجأ الوادع !
لتكن العزيمة شعارنا ، وليكن الحزم حاكمنا !
أُخيَّ ! أربعون عاماً عشتها في رحاب الدنيا ،
صحيحاً قوياً معافىً ، قضيتها في رغد من العيش
وسعة من الرزق !
اعمل شكراً بعد توالي هذه النعم ،
واسعَ حمداً على تتابع هذه المنح .
لا تدري كم بقي لك من أنفاس !
ولا تعلم كم تمكث من أيام !
لا تغتر بقوتك ، ولا تعتز بجبروتك ،
فأنت مقبل على وهن ، وقادم إلى ضعف !!
أُمهلت عمراً مديداً وزمنا طويلاً ،
فهل أنت من المعتبرين !
وهل تكون من الناجين !
آهٍ لعمرٍ مضى ! وآهٍ للذةٍ ذهبت !
تدارك - أيها المبارك - ما بقي لك من حياة ،
فربما ساعات الأجل دنت ، ولعل يوم الرحيل قد اقترب !
آن أوان الإنابة ، وحان وقت الأوبة ، وبدأ زمن التوبة ،
ضع حداً لوقت اللهو، وأحسن فيما بقي ،
يغفر لك ما قد سبق .
بع لذة زائلة بجنة عالية ، قطوفها دانية !
جعلتُ وإياك ووالدينا متقابلين فيها !