قصايد
05-26-2021, 08:09 PM
بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم
هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش بلا منازع في أيامه ، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وشقيقة أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، وأم حواري النبي الزبير بن العوام .
ولدت في عام 570 ميلاديا ، أي قبل الهجرة بثلاث وخمسين عاما ، توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين ، فكفلها أحد إخوانها ، والمرجح أنه أبو طالب .
زواج مبارك :
نشأت صفية وترعرعت كباقي بنات عبد المطلب الهاشميات ، ولما بلغت مبلغ النساء في الجاهلية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية أخو أبو سفيان بن حرب ، ولما مات عنها تزوجها العوام بن خويلد ، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .
إسلام وهجرة :
أسلمت مع ولدها الزبير وأخيها حمزة ، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة ، وكانت من أوائل المهاجرات ، ولم يختلف في إسلامها كما إختلف في إسلام غيرها من عمات الرسول .
إختصاص بالذكر :
لما نزل قول الله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ينادي في قريش ، فكان ممن خصهم بالذكر صفية بنت عبد المطلب ، حيث قال :
« يا معشرَ قريشٍ - أو كلمةً نحوها - اشتروا أنفسَكم ، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا ، يا بني عبدِ منافٍ ، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا ، يا عباسُ ابنُ عبدِ المطلبِ ، لاأُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا ، ويا صفيةُ عمةَ رسولِ اللهِ ، لا أُغْنِي عنكِ مِن اللهِ شيئًا ، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، سَلِيني ما شِئْتِ مِن مالي ، لا أُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا » . رواه البخاري .
شجاعة امرأة :
عندما خرج المسلمون لغزوة الخندق أمام الأحزاب ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحماية النساء والضعفاء في أماكن آمنة داخل المدينة ، وكان ذلك في - فارع - حصن حسان بن ثابت ، وتحكي هي عما حدث في ذلك اليوم فتقول :
وكان حسان معنا في الحصن مع النساء والصبيان ، حيث خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمر بنا رجل يهودي فجعل يطيف بالحصن ، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم ، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم أن أتانا آت .
فقلت :
يا حسان ، إن هذا اليهودي يطوف بالحصن كما ترى ، ولا أمنه أن يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود ، فإنزل إليه فاقتله ، فقال :
يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب ! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا !
قالت صفية :
فلما قال ذلك ، ولم أر عنده شيئا ، إحتجزت وأخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه ، فضربته بالعمود حتى قتلته ، ثم رجعت إلى الحصن فقلت :
يا حسان ، إنزل فإسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ، فقال :
ما لي بسلبه حاجة يا ابنة عبد المطلب ، فكانت بذلك أول امرأة قتلت رجلا من المشركين .
صبر وإحتساب :
كانت صفية صابرة محتسبة ، راضية بقضاء الله ، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ في سبيل الله ، وتجلى ذلك في صبرها على مقتل أخيها حمزة ، كما روى ذلك بن إسحاق حيث قال :
وأقبلت فيما بلغني صفية بنت عبد المطّلب لتنظر إلى حمزة ، وكان أخاها لأبيها وأُمّها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوّام :
القها فإرجعها لا ترى ما بأخيها .
فلقيها الزبير فقال لها : يا أُمّه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي ، فقالت :
ولِمَ وقد بلغني أنه مُثّل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله ، فلما جاء الزبير رسول الله فأخبره بذلك ، قال :
خل سبيلها ، فأتته فنظرت إليه ، وصلت عليه ، وإسترجعت ، وإستغفرت له .
شعر وفصاحة :
وكانت صفية شاعرة فصيحة ، فقد رثت أخيها حمزة عند وفاته ، ومن هذا الرثاء :
أسائلة أصحاب أحد مخافة *** بنات أبي من أعجم وخبير .
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى *** وزير رسول الله خير وزير .
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة *** إلى جنة يحيا بها وسرور .
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي *** لحمزة يوم الحشر خير مصير .
وكذلك رثت النبي صلى الله عليه وسلم عند انتقاله للرفيق الأعلى ، فكان مما قالت :
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا بَرًّا ولم تك جافيا .
وكنت رحيمًا هاديًا معلمًا *** ليبك عليك اليوم من كان باكيا .
لعمرك ما أبكى النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتيا .
كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا .
إلى الرفيق الأعلى :
عاشت في المدينة حتى توفيت سنة عشرين هجرية 640 م في خلافة عمر بن الخطاب ، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة ، ودفنت في مدافن أهل المدينة بالبقيع .
*
هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش بلا منازع في أيامه ، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وشقيقة أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، وأم حواري النبي الزبير بن العوام .
ولدت في عام 570 ميلاديا ، أي قبل الهجرة بثلاث وخمسين عاما ، توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين ، فكفلها أحد إخوانها ، والمرجح أنه أبو طالب .
زواج مبارك :
نشأت صفية وترعرعت كباقي بنات عبد المطلب الهاشميات ، ولما بلغت مبلغ النساء في الجاهلية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية أخو أبو سفيان بن حرب ، ولما مات عنها تزوجها العوام بن خويلد ، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .
إسلام وهجرة :
أسلمت مع ولدها الزبير وأخيها حمزة ، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة ، وكانت من أوائل المهاجرات ، ولم يختلف في إسلامها كما إختلف في إسلام غيرها من عمات الرسول .
إختصاص بالذكر :
لما نزل قول الله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ينادي في قريش ، فكان ممن خصهم بالذكر صفية بنت عبد المطلب ، حيث قال :
« يا معشرَ قريشٍ - أو كلمةً نحوها - اشتروا أنفسَكم ، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا ، يا بني عبدِ منافٍ ، لا أُغْنِي عنكم مِن اللهِ شيئًا ، يا عباسُ ابنُ عبدِ المطلبِ ، لاأُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا ، ويا صفيةُ عمةَ رسولِ اللهِ ، لا أُغْنِي عنكِ مِن اللهِ شيئًا ، ويا فاطمةُ بنتَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، سَلِيني ما شِئْتِ مِن مالي ، لا أُغْنِي عنك مِن اللهِ شيئًا » . رواه البخاري .
شجاعة امرأة :
عندما خرج المسلمون لغزوة الخندق أمام الأحزاب ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحماية النساء والضعفاء في أماكن آمنة داخل المدينة ، وكان ذلك في - فارع - حصن حسان بن ثابت ، وتحكي هي عما حدث في ذلك اليوم فتقول :
وكان حسان معنا في الحصن مع النساء والصبيان ، حيث خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمر بنا رجل يهودي فجعل يطيف بالحصن ، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم ، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم أن أتانا آت .
فقلت :
يا حسان ، إن هذا اليهودي يطوف بالحصن كما ترى ، ولا أمنه أن يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود ، فإنزل إليه فاقتله ، فقال :
يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب ! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا !
قالت صفية :
فلما قال ذلك ، ولم أر عنده شيئا ، إحتجزت وأخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه ، فضربته بالعمود حتى قتلته ، ثم رجعت إلى الحصن فقلت :
يا حسان ، إنزل فإسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ، فقال :
ما لي بسلبه حاجة يا ابنة عبد المطلب ، فكانت بذلك أول امرأة قتلت رجلا من المشركين .
صبر وإحتساب :
كانت صفية صابرة محتسبة ، راضية بقضاء الله ، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ في سبيل الله ، وتجلى ذلك في صبرها على مقتل أخيها حمزة ، كما روى ذلك بن إسحاق حيث قال :
وأقبلت فيما بلغني صفية بنت عبد المطّلب لتنظر إلى حمزة ، وكان أخاها لأبيها وأُمّها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوّام :
القها فإرجعها لا ترى ما بأخيها .
فلقيها الزبير فقال لها : يا أُمّه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي ، فقالت :
ولِمَ وقد بلغني أنه مُثّل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله ، فلما جاء الزبير رسول الله فأخبره بذلك ، قال :
خل سبيلها ، فأتته فنظرت إليه ، وصلت عليه ، وإسترجعت ، وإستغفرت له .
شعر وفصاحة :
وكانت صفية شاعرة فصيحة ، فقد رثت أخيها حمزة عند وفاته ، ومن هذا الرثاء :
أسائلة أصحاب أحد مخافة *** بنات أبي من أعجم وخبير .
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى *** وزير رسول الله خير وزير .
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة *** إلى جنة يحيا بها وسرور .
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي *** لحمزة يوم الحشر خير مصير .
وكذلك رثت النبي صلى الله عليه وسلم عند انتقاله للرفيق الأعلى ، فكان مما قالت :
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا بَرًّا ولم تك جافيا .
وكنت رحيمًا هاديًا معلمًا *** ليبك عليك اليوم من كان باكيا .
لعمرك ما أبكى النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتيا .
كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا .
إلى الرفيق الأعلى :
عاشت في المدينة حتى توفيت سنة عشرين هجرية 640 م في خلافة عمر بن الخطاب ، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة ، ودفنت في مدافن أهل المدينة بالبقيع .
*