SAMAR
05-31-2021, 10:38 PM
,
.في رحاب الحبّ النبويّ
دكتور عثمان قدري مكانسي
غاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ثوبان خادمه ، وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه ،
وحين أتاه رآه قد تغير لونه ونحل جسمه ، يُعرف في وجهه الحزن ،
فقال له : " يا ثوبان ، ما غيّر لونك ؟ "
فقال: يا رسول الله ما بي ضر ولا وجع ، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك
واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة ،
وأخاف أن لا أراك هناك ، لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين ،
وأني إذا دخلت الجنة كنتُ في منزلة هي أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل فذلك حينٌ لا أراك أبداً .
فأنزل الله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} الآية 69 سورة النساء
وأُسند عن مسروق قال : قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا ، فإنك إن فارقتنا رُفعت فوقنا . فأنزل الله هذه الآية ..
أي في دار واحدة ونعيم واحد ، يستمتعون برؤيتهم والحضور معهم ، لا أنهم يساوونهم في الدرجة ،
فإنهم يتفاوتون . يتزاورون للاتباع في الدنيا والاقتداء . وكلُّ مَن في الآخرة رُزق الرضا بحاله ،
وذهب عنه اعتقاد أنه مفضول . قال الله تعالى : "
ونزعنا ما في صدورهم من غل ، إخواناً على سرر متقابلين " الآية 47 سورة الحجر
وقالت طائفة : إنما نزلت هذه الآية لما قال عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري –
الذي أُري الأذان – يا رسول الله ، إذا متَّ ومتنا كنتَ في علّيين لا نراك ، ولا نجتمع بك .
وذكر حزنه على ذلك . ..
وذكر مكي عن عبد الله هذا أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم اعمني فلا أرى شيئاً بعده ، فعمي مكانه .
عن القرطبي رحمه الله .
.
.
.في رحاب الحبّ النبويّ
دكتور عثمان قدري مكانسي
غاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ثوبان خادمه ، وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه ،
وحين أتاه رآه قد تغير لونه ونحل جسمه ، يُعرف في وجهه الحزن ،
فقال له : " يا ثوبان ، ما غيّر لونك ؟ "
فقال: يا رسول الله ما بي ضر ولا وجع ، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك
واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة ،
وأخاف أن لا أراك هناك ، لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين ،
وأني إذا دخلت الجنة كنتُ في منزلة هي أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل فذلك حينٌ لا أراك أبداً .
فأنزل الله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} الآية 69 سورة النساء
وأُسند عن مسروق قال : قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا ، فإنك إن فارقتنا رُفعت فوقنا . فأنزل الله هذه الآية ..
أي في دار واحدة ونعيم واحد ، يستمتعون برؤيتهم والحضور معهم ، لا أنهم يساوونهم في الدرجة ،
فإنهم يتفاوتون . يتزاورون للاتباع في الدنيا والاقتداء . وكلُّ مَن في الآخرة رُزق الرضا بحاله ،
وذهب عنه اعتقاد أنه مفضول . قال الله تعالى : "
ونزعنا ما في صدورهم من غل ، إخواناً على سرر متقابلين " الآية 47 سورة الحجر
وقالت طائفة : إنما نزلت هذه الآية لما قال عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري –
الذي أُري الأذان – يا رسول الله ، إذا متَّ ومتنا كنتَ في علّيين لا نراك ، ولا نجتمع بك .
وذكر حزنه على ذلك . ..
وذكر مكي عن عبد الله هذا أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم اعمني فلا أرى شيئاً بعده ، فعمي مكانه .
عن القرطبي رحمه الله .
.
.