قصايد
06-01-2021, 10:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( إنا أعطيناك الكوثر ))
بهذه الآية الكريمة افتتح الله تعالى سورة الكوثر
مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة ، ومنة كريمة ، وموعود أخروي ،
جعله الله عز وجل كرامة لنبيه ، وبشارة له ولأمته من بعده ، ثم رتب على
ذلك الوعد العظيم ، الأمر بالصلاة والعبادة ، والوعد بالنصر والتأييد (( فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ))
والكوثر هو النهر الذي وعده الله تعالى نبيه صلى
الله عليه وسلم في الجنة ، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة ،
ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله تعالى بها على نبيه صلى الله
وسلم في الدنيا والآخرة .
ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان ، يصبان في
حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم
القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر
يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض ( كوثر ) ، باعتبار
أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة .
وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر ، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر ، والارتواء منه ، والاضطلاع من معينه
فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله تعالى
وحافتاه قباب الدر المجوف
وترابه المسك
وحصباؤه اللولؤ
فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله ، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته .
ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه ، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن
ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن ،
وأحلى مذاقا من العسل ،
وأطيب ريحا من المسك ،
حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استمع إلى
تلك الأوصاف ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( آكلوها أنعم منها ) ،
في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية ، وتلك النعم
الجليلة ، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته ،
ومستقر رحمته .
وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا
بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا
ولم يسود وجهه أبدا
فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد ، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!
أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر ،
فطوله مسيرة شهر ،وعرضه كذلك
ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ) ، أي أن أطرافه متساوية ، وجاء في وصف الحوض أيضا أن
آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها .
أما ماء الحوض فهو
مستمد من نهر الكوثر كما سبق ، فصفات الماء واحدة ، كرامة من الله تعالى
لنبيه والمؤمنين من أمته ، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها ،
وهم في أرض المحشر ، وعرصات القيامة ، في مقام عصيب ، وحر شديد ، وكرب
عظيم .
والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة ، وبين حوض النبي صلى
الله عليه وسلم في أرض المحشر ، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض ،
فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب ، فالماء من أطيب ما يكون ، ومقره
من أرق ما يكون ، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون .
وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من
الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة ، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إن لكل نبي حوضا ترده أمته ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ))
فرحمة الله تعالى في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين
من كل الأمم ، فلكل نبي حوض ، يرده المؤمنون من أمته ، إلا أن حوض نبينا
صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :
الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر ، فماؤه أطيب المياه ، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء ، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .
الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض .
الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة ، أي يرد عليه من
المؤمنين من أمته ، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من
أمتهم .
ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه
وسلم من أمته فقراء المهاجرين ، فعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أول الناس
ورودا على الحوض فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا
ينكحون المنعَّمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد ) ،
والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين ، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في
الدنيا ، وأقلهم منصبا ، وأدناهم شأنا ، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين ،
وصدق الإيمان ، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله تعالى ، فقد نالوا
كرامتهم في أرض المحشر ، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه
وسلم .
ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله
تعالى عليه في نزول سورة الكوثر ، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع
رأسه متبسما ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة
فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن
شانئك هو الأبتر } ، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم
، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه حوض ترد عليه أمتي
يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض
الناس - ، فأقول رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك )
رواه مسلم .
(( إنا أعطيناك الكوثر ))
بهذه الآية الكريمة افتتح الله تعالى سورة الكوثر
مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة ، ومنة كريمة ، وموعود أخروي ،
جعله الله عز وجل كرامة لنبيه ، وبشارة له ولأمته من بعده ، ثم رتب على
ذلك الوعد العظيم ، الأمر بالصلاة والعبادة ، والوعد بالنصر والتأييد (( فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ))
والكوثر هو النهر الذي وعده الله تعالى نبيه صلى
الله عليه وسلم في الجنة ، وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة ،
ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله تعالى بها على نبيه صلى الله
وسلم في الدنيا والآخرة .
ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان ، يصبان في
حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم
القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر
يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض ( كوثر ) ، باعتبار
أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة .
وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر ، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر ، والارتواء منه ، والاضطلاع من معينه
فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله تعالى
وحافتاه قباب الدر المجوف
وترابه المسك
وحصباؤه اللولؤ
فما ظنك بجمال ذلك النهر وجلاله ، وما ظنك بالنعيم الذي حبى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من أمته .
ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه ، فقد ثبت في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن
ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن ،
وأحلى مذاقا من العسل ،
وأطيب ريحا من المسك ،
حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استمع إلى
تلك الأوصاف ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( آكلوها أنعم منها ) ،
في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية ، وتلك النعم
الجليلة ، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته ،
ومستقر رحمته .
وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا
بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا
ولم يسود وجهه أبدا
فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد ، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!
أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر ،
فطوله مسيرة شهر ،وعرضه كذلك
ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ) ، أي أن أطرافه متساوية ، وجاء في وصف الحوض أيضا أن
آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها .
أما ماء الحوض فهو
مستمد من نهر الكوثر كما سبق ، فصفات الماء واحدة ، كرامة من الله تعالى
لنبيه والمؤمنين من أمته ، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها ،
وهم في أرض المحشر ، وعرصات القيامة ، في مقام عصيب ، وحر شديد ، وكرب
عظيم .
والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة ، وبين حوض النبي صلى
الله عليه وسلم في أرض المحشر ، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض ،
فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب ، فالماء من أطيب ما يكون ، ومقره
من أرق ما يكون ، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون .
وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من
الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة ، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إن لكل نبي حوضا ترده أمته ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ))
فرحمة الله تعالى في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين
من كل الأمم ، فلكل نبي حوض ، يرده المؤمنون من أمته ، إلا أن حوض نبينا
صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :
الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر ، فماؤه أطيب المياه ، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء ، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .
الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض .
الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة ، أي يرد عليه من
المؤمنين من أمته ، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من
أمتهم .
ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه
وسلم من أمته فقراء المهاجرين ، فعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أول الناس
ورودا على الحوض فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا
ينكحون المنعَّمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد ) ،
والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين ، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في
الدنيا ، وأقلهم منصبا ، وأدناهم شأنا ، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين ،
وصدق الإيمان ، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله تعالى ، فقد نالوا
كرامتهم في أرض المحشر ، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه
وسلم .
ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله
تعالى عليه في نزول سورة الكوثر ، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع
رأسه متبسما ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة
فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن
شانئك هو الأبتر } ، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم
، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه حوض ترد عليه أمتي
يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض
الناس - ، فأقول رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك )
رواه مسلم .