نزف القلم
06-24-2021, 08:50 AM
هل يجوز إحضار الأطفال للمساجد وهم دون سن السابعة ؟
الجواب :
الأصل صيانة المساجد عن عبث الأطفال ، لأنها إنما بُنيت لإقامة ذِكر الله والصلاة .
قال عليه الصلاة والسلام عن المساجد : إنما هي لِذِكْرِ الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله في حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأنس واليتيم :
وفي هذا الحديث أيضا ما يدل على أن الصبي إذا عقل الصلاة حضرها مع الجماعة ودخل معهم في الصف إذا كان يؤمن منه اللعب والأذى وكان ممن يفهم معنى ما هو فيه من الصلاة
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا أبصر صبياً في الصف أخرجه .
وعن زر بن حبيش وأبي وائل مثل ذلك
وهذا يحتمل أن يكون ذلك الصبي من لا يؤمن لعبة وعبثه ، أو يكون كثرة التقدم له في الصف مع الشيوخ ، والأصل ما ذكرنا بحديث هذا الباب ، والله أعلم .
وقد كان أحمد بن حنبل يذهب إلى كراهة ذلك .
قال الأثرم : سمعت أحمد بن حنبل يكره أن يقوم مع الناس في المسجد إلا من قد احتلم أو أنبت أو بلغ خمس عشرة سنة ، فذكرت له حديث أنس واليتيم ، فقال : ذلك في التطوع . اهـ .
ويجوز أن يأتي الصبي مع أمِّـه إلى المساجد ، بحيث يبقى مع أمِّـه .
ويدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام : إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمِّـه . رواه البخاري .
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمِّـه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة ، أو بالسورة القصيرة .
فهذا فيما يتعلق بحضور الصبي مع أمه إلى المسجد .
أما أن تكون المساجد ملعباً للأطفال ، ومكان تسلية بحجّة تربيتهم فهذا خلاف تعظيم شعائر الله ، فيجب أولاً أن تُعظّم شعائر الله ، وأن يُغرس ذلك في نفوس الأبناء إذا حضروا للمساجد .
وبعضهم يحتجّ بحضور الحسن أو الحسين إلى مسجده عليه الصلاة والسلام وركوبه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا عند أهل العلم ليس فيه دليل وليس بمحلّ استدلال .
لماذا ؟
لأن ما وقع اتِّفاقاً ليس كما وقع قصداً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد إحضار الأطفال ابتداء إلى المسجد ، بحيث يؤخذ منه حُكم ودليل ، وإنما وقع هذا اتِّفاقاً ، ومرة واحدة ، بحيث يكون الصبي هو الذي خَرَج من عند أمِّـه ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم نظرا لقُرب بيته عليه الصلاة والسلام من مسجده .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الجواب :
الأصل صيانة المساجد عن عبث الأطفال ، لأنها إنما بُنيت لإقامة ذِكر الله والصلاة .
قال عليه الصلاة والسلام عن المساجد : إنما هي لِذِكْرِ الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله في حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأنس واليتيم :
وفي هذا الحديث أيضا ما يدل على أن الصبي إذا عقل الصلاة حضرها مع الجماعة ودخل معهم في الصف إذا كان يؤمن منه اللعب والأذى وكان ممن يفهم معنى ما هو فيه من الصلاة
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا أبصر صبياً في الصف أخرجه .
وعن زر بن حبيش وأبي وائل مثل ذلك
وهذا يحتمل أن يكون ذلك الصبي من لا يؤمن لعبة وعبثه ، أو يكون كثرة التقدم له في الصف مع الشيوخ ، والأصل ما ذكرنا بحديث هذا الباب ، والله أعلم .
وقد كان أحمد بن حنبل يذهب إلى كراهة ذلك .
قال الأثرم : سمعت أحمد بن حنبل يكره أن يقوم مع الناس في المسجد إلا من قد احتلم أو أنبت أو بلغ خمس عشرة سنة ، فذكرت له حديث أنس واليتيم ، فقال : ذلك في التطوع . اهـ .
ويجوز أن يأتي الصبي مع أمِّـه إلى المساجد ، بحيث يبقى مع أمِّـه .
ويدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام : إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمِّـه . رواه البخاري .
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمِّـه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة ، أو بالسورة القصيرة .
فهذا فيما يتعلق بحضور الصبي مع أمه إلى المسجد .
أما أن تكون المساجد ملعباً للأطفال ، ومكان تسلية بحجّة تربيتهم فهذا خلاف تعظيم شعائر الله ، فيجب أولاً أن تُعظّم شعائر الله ، وأن يُغرس ذلك في نفوس الأبناء إذا حضروا للمساجد .
وبعضهم يحتجّ بحضور الحسن أو الحسين إلى مسجده عليه الصلاة والسلام وركوبه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا عند أهل العلم ليس فيه دليل وليس بمحلّ استدلال .
لماذا ؟
لأن ما وقع اتِّفاقاً ليس كما وقع قصداً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد إحضار الأطفال ابتداء إلى المسجد ، بحيث يؤخذ منه حُكم ودليل ، وإنما وقع هذا اتِّفاقاً ، ومرة واحدة ، بحيث يكون الصبي هو الذي خَرَج من عند أمِّـه ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم نظرا لقُرب بيته عليه الصلاة والسلام من مسجده .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم