♥• قلم رصاص •♥
07-22-2021, 11:04 PM
1- تزوير.
أوقفوه على بوابة أمنية، طلبوا منه بطاقته الشخصية، وحينما استخرجها من جيبته الخلفية اتهموه بأنها مزورة،
أقسم لهم بأنها بطاقة حقيقية، وأن هذه صورته واسمه (بشار عبد الحافظ أسد) ، فاقتادوه للحبس بتهمة التزوير وإطالة اللسان والمساس بالرموز الوطنية.
2- اغتيال.
كان ينظر من شباك زنزانته إلى الأفق البعيد، أغمض عينيه وأخذ يحلم بالخُضرة وبزوجته وطفليه وهم يلعبون بجانب النهر،
فمشى إليهم ليعانقهم، وفجأة سمع أزيز القنابل تتجه إليهم فركض مسرعاً إليها ليمسكها ويعود إلى زنزانته مرة أخرى.
3- في العراق.
كل شيء أصبح فيها باهتاً، حتى بستان النخيل الذي أدمى سعفه قدماي الصغيرتين أصبح يتيماً مثلي، ظمآناً مثلي،
لن تروي قَلبَينا لا دجلة ولا الفرات، فالأنين يرفدهما من أولنا إلى آخرنا، من حياتنا إلى الممات.
4- أمل.
كلما رغبت تلك الصبية بالانتحار ورمي نفسها في النهر، تنظر إلى صورتها المرسومة على سطح الماء وترى كم هي جميلة،
فتبتسم، وتعود.. كأي عذراء يبللها الخجل.
5- إزدحام.
ما عدتُ أحلم بشيء أكثر من مقبض باب، أنا الريفي المسكين أبحث عن باب أسكنه..
قد مللتُ تلك الشرفات العالية المطلة على الغياب، أنا الريفي المعجون بأتربة الامس، سحرتني المدينة بأرضها اليباب.
6- فراغ.
أمسك سيجارتي حيناً، وحيناً أخرى أرميها على منضدتي، أنظر إلى علبة ثقاب على الجانب الآخر مني، قريبة هي لكني لا أستطيع استيعاب أن عود ثقاب سيشعل سيجارتي فيقتل فراغ يومي هذا.
أتمدد في فراشي، أضع يدي على رأسي ، ويدي الأخرى أحمل فيها كتاباً أقلّب صفحاته بدون أن أدرك فيه معنىً واحداً فأضعه بجانبي وأنظر إلى السقف،
الآن حان وقت السيجارة، أشعلها وأخذ منها نفساً عميقاً وأنفثه في الهواء، أصنع منها دوائر وأراقبها إلى أن تختفي.
أنظر في الساعة، لا أرى سوى عقربين أحدهما ينقر في قلبي والآخر يستفزني، فأحاول أن أمسك بتلابيب حظي،
أو -بالقليل- أن أصنع بقية نهار أقل فراغاً أو بشاعة أو ضيقاً، أنا الجالس في خرم إبرة، وقدماي يتدليان على هذا العالم المُفزِع،
ما عدت قادراً على أن أميز بين العقربين، ما عدت أميز بين العالم الذي أعيش وذاك الذي تكاد أن تدوسه قدماي من خرم إبرة.
أتأمل كل ما يحيط بي فأجده مصّفرّاً، الهواء والوقت وصوت جارتي الحزينة، والأوراق المتناثرة على ستائر نافذتي، حتى وجهي أصبح مصفرّا،
فأبحث في مساحات روحي عن رقعة خضراء أسكنها أو غيمة تمطر عليّ لعلني أينع من جديد، لكن حتى غيومي الحُبلى في الفراغ أصابها الاصفرار.
أضع رأسي تحت الماء، فأغمره فيه لعله يمسح أي شيء، ذاكرتي أو مشاعري أو حتى فراغي، وأفتش بين قطرات الخيبة عن شيء يبلل تفاؤلي فيحييه،
وحينما أٌكمل تعذيبي أنظر في المرآة، وأضحك علي كثيراً!
بقلمــي.. قلم رصاص.
أوقفوه على بوابة أمنية، طلبوا منه بطاقته الشخصية، وحينما استخرجها من جيبته الخلفية اتهموه بأنها مزورة،
أقسم لهم بأنها بطاقة حقيقية، وأن هذه صورته واسمه (بشار عبد الحافظ أسد) ، فاقتادوه للحبس بتهمة التزوير وإطالة اللسان والمساس بالرموز الوطنية.
2- اغتيال.
كان ينظر من شباك زنزانته إلى الأفق البعيد، أغمض عينيه وأخذ يحلم بالخُضرة وبزوجته وطفليه وهم يلعبون بجانب النهر،
فمشى إليهم ليعانقهم، وفجأة سمع أزيز القنابل تتجه إليهم فركض مسرعاً إليها ليمسكها ويعود إلى زنزانته مرة أخرى.
3- في العراق.
كل شيء أصبح فيها باهتاً، حتى بستان النخيل الذي أدمى سعفه قدماي الصغيرتين أصبح يتيماً مثلي، ظمآناً مثلي،
لن تروي قَلبَينا لا دجلة ولا الفرات، فالأنين يرفدهما من أولنا إلى آخرنا، من حياتنا إلى الممات.
4- أمل.
كلما رغبت تلك الصبية بالانتحار ورمي نفسها في النهر، تنظر إلى صورتها المرسومة على سطح الماء وترى كم هي جميلة،
فتبتسم، وتعود.. كأي عذراء يبللها الخجل.
5- إزدحام.
ما عدتُ أحلم بشيء أكثر من مقبض باب، أنا الريفي المسكين أبحث عن باب أسكنه..
قد مللتُ تلك الشرفات العالية المطلة على الغياب، أنا الريفي المعجون بأتربة الامس، سحرتني المدينة بأرضها اليباب.
6- فراغ.
أمسك سيجارتي حيناً، وحيناً أخرى أرميها على منضدتي، أنظر إلى علبة ثقاب على الجانب الآخر مني، قريبة هي لكني لا أستطيع استيعاب أن عود ثقاب سيشعل سيجارتي فيقتل فراغ يومي هذا.
أتمدد في فراشي، أضع يدي على رأسي ، ويدي الأخرى أحمل فيها كتاباً أقلّب صفحاته بدون أن أدرك فيه معنىً واحداً فأضعه بجانبي وأنظر إلى السقف،
الآن حان وقت السيجارة، أشعلها وأخذ منها نفساً عميقاً وأنفثه في الهواء، أصنع منها دوائر وأراقبها إلى أن تختفي.
أنظر في الساعة، لا أرى سوى عقربين أحدهما ينقر في قلبي والآخر يستفزني، فأحاول أن أمسك بتلابيب حظي،
أو -بالقليل- أن أصنع بقية نهار أقل فراغاً أو بشاعة أو ضيقاً، أنا الجالس في خرم إبرة، وقدماي يتدليان على هذا العالم المُفزِع،
ما عدت قادراً على أن أميز بين العقربين، ما عدت أميز بين العالم الذي أعيش وذاك الذي تكاد أن تدوسه قدماي من خرم إبرة.
أتأمل كل ما يحيط بي فأجده مصّفرّاً، الهواء والوقت وصوت جارتي الحزينة، والأوراق المتناثرة على ستائر نافذتي، حتى وجهي أصبح مصفرّا،
فأبحث في مساحات روحي عن رقعة خضراء أسكنها أو غيمة تمطر عليّ لعلني أينع من جديد، لكن حتى غيومي الحُبلى في الفراغ أصابها الاصفرار.
أضع رأسي تحت الماء، فأغمره فيه لعله يمسح أي شيء، ذاكرتي أو مشاعري أو حتى فراغي، وأفتش بين قطرات الخيبة عن شيء يبلل تفاؤلي فيحييه،
وحينما أٌكمل تعذيبي أنظر في المرآة، وأضحك علي كثيراً!
بقلمــي.. قلم رصاص.