المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ


قصايد
08-13-2021, 02:28 PM
http://fc08.deviantart.net/fs71/f/2014/126/8/e/3_by_elminiawey-d7hd6kl.png






"فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ




قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: 21)





كثيراً ما يتعرض الإنسانُ في حياته إلى مخاطر تحدق به و تُهَدد مسيرتَه في الحياة، إِمَّا في ماله أو في أهله، أو ربما تُهدّد حتى حياته - كما كان الحال في المشهد الذي تُجَسدُه هذه الآية من حياة نبي الله و كليمه موسى عليه الصلاة و السلام.





فقد جاءه رَجُلٌ مُقَرّب من الفئة الحاكمة في القصر الفرعوني ليحذره مما علمه من المؤامرة التي تُحاك ضده من فرعون و وزرائه:





"قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ" (القصص: 20)





و لعله كان هو نفس الرجل المؤمن من آل فرعون الذي دافع عنه بعد ذلك (غافر: 28).





أَخذ موسى (ﷺ) بنصيحة الرجل، فخرج من المدينة "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".





و قد يتعرض الإنسانُ المؤمنُ كذلك في حياته لمؤامراتِ الحاقدين و الظالمين، الذين ينصبون له الفخاخ و يضعون في طريق حياته العقبات بهدف إسقاطه و إفشاله. و لأنهم ظالمون، فكل وسيلة عندهم تبررها تلك الغايةُ المقيتة، النابعة من الحقد أو الجشع أو الحسد.





و لأن الإنسان المؤمن ما هو إلا بشر، فقد يشعر في قلبه ما كان يشعر به موسى (ﷺ) في المشهد الذي ذكرناه آنفاً، فيصيبه القلق حين يعلم بأن مؤامرة ما تُحاك ضده، و يصبح بعدها "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".





"الخوف" و "الترقب" هما الجناحان الذي بهما يُحَلّق القَلَقُ في ذهن الإنسان فيُنَغّصا عليه حياتَه و يُطاردا النومَ من عينه و السكينة من قلبه.





و وجود الخوف و الترقب في نفس موسى عليه السلام وقت خروجه يدل على أن مجرد وجودهما في النفس لا يتنافى مع الإيمان بالله و التوكل عليه، و ذلك لأنه لا يمكن انعدامهما كلياً من النفس البشرية. و إنما تتفاوت درجات الخوف في النفس باختلاف درجات الإيمان، فكلما زاد الإيمان قَلَّت درجة الخوف و مدى ظهوره و تأثيرِه على النفس.











فالنفس الخالية من الإيمان بالله يظهر فيها الخوف من مكائد الدنيا في أقصى درجاته - المتمثّلة في الهَلَع و الجَزَع و ظهور آثار ذلك على الوجه و الجسد:





" إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا • إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا" (المعارج: 19-20)





"فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ" (الأحزاب: 19)





فإذا دخل الإيمانُ بالله في النفس يبدأ الخوف في الخروج منها كلما زاد الإيمان، إلى أن يصل لأقل درجاته، و هي درجة "الوَجَس"، كما كان الحال مع الأنبياء. فقد قال تعالى بشأن إبراهيم (ﷺ) لما جَاءَتْه الملائكة لتبشره بغلام:





"فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ" (الذاريات: 28)





و قال بشأن موسى (ﷺ) لما ألقى السحرةُ عِصِيَّهم:





"فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ • قُلْنَا لَا تَخَفْ" (طه: 67-68)





و "الوَجَس" في اللغة هو الصوت الخفي، و هنا يعني اضمار الخوف فيكون مجرد شعورٍ عابرٍ بداخل النفس و لكنه لا يظهر خارجياً لقلة درجته و تأثيره. و ذلك لأن النفس المؤمنة تعلم و تتذكر أن الأمر كله بيد الله الذي "بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ" (يس: 83)، و لذلك ما كان من موسى (ﷺ) إلا أن يستنجد به سبحانه بتلك الكلمات التي ذكرها الله لنا في كتابه كي نتعلمها و ندعوه بها في مثل هذه المواقف:





"قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"





فإذا انتابنا خوفٌ و حالةٌ من الترقب عندما نشعر أو نعلم بوجود مؤامرات تحاك ضدنا من قِبَل أناس ظالمين و عن الآخرة غافلين، فلندعوا الله أن يُقوِّي إيماننا، و لندعوه بنفس هذه الكلمات التي دعاه بها موسى (ﷺ)، لعله سبحانه يصرف عنا كيد الظالمين، و يُذهب عنا الخوف و القلق، و يُقال لنا كما قال شيخُ مَديَن الصالحُ لموسى (ﷺ):





"لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: 25)

عابر سبيل
08-13-2021, 04:02 PM
قصايد

أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

عواد الهران
08-13-2021, 04:07 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

أبو محـمد
08-13-2021, 04:09 PM
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

حلا ليالي
08-13-2021, 04:42 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

قصايد
08-13-2021, 07:56 PM
قصايد

أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif



كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

قصايد
08-13-2021, 07:56 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

قصايد
08-13-2021, 07:56 PM
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

قصايد
08-13-2021, 07:57 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

SAMAR
08-14-2021, 01:31 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

قصايد
08-14-2021, 08:46 PM
كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

عيسى العنزي
08-14-2021, 10:53 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

قصايد
08-16-2021, 01:26 AM
كل الشكر لكم ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكم العافية يارب
خالص مودتي لكم

imported_ريآن
09-04-2021, 03:57 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان