حلا ليالي
08-15-2021, 11:53 AM
(سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
صحيح البخاري
أخبَر صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ «سيِّد الاستغفارِ»، أي: أفضلَ صِيَغ الاستغفار و أكثرَها ثوابًا، وسُمِّيَ سَيِّدًا لأنَّه جامِعٌ لِمَعانِي التوبةِ كلِّها، وهو قولُ المُسلمِ: اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي، لا إله إلَّا أنتَ، خلقتني وأنا عبدُك»، فهذا إقرارٌ بتفرُّد الله تعالى بالرُّبوبِيَّة والأُلوهِيَّة وبالخَلْق، ثُمَّ أقرَّ بخُضوعِه وعُبودِيَّتِه لله تعالى فقال: «وأنا عبدُك»، ومن تمامِ العبوديَّة: الالتزامُ بالعهد الَّذِي أُخِذ عليه بالالتزامِ بالتوحيدِ والشرعِ أمرًا ونهيًا، فقال: «وأنا على عهدِك ووعدِك»، فأخبَر بأنَّه مُصدِّقٌ مؤمِن بوعدِ اللهِ تعالى بالثوابِ على عَملِه، وبالقيامةِ، وبكلِّ ما وَعَده، ثُمَّ قيَّد هذا بالقُدرة، فقال: «ما استَطعتُ»، أي: أنَّ التِزامَه بكلِّ هذا بِحَسَبِ قُدرتِه، وفي هذا إقرارٌ منه بضَعفِه وحاجتِه لتوفيقِ مَوْلَاه؛ ولهذا قال: «أعُوذ»، أي: أَحتمِي «بك مِن شرِّ ما صنَعتُ»، و«أَبُوءُ»، أي: أَعترِف «لك بنِعمتك عليَّ، وأَبُوء»، أي: أَعترِف «لك بِذَنْبِي، فاغفِر لي؛ فإنَّه لا يَغفِر الذنوبَ إلا أنت»، وفي هذا إقرارٌ بالذنبِ، وأنَّه مِن صُنع المرءِ نفسِه، وقد أقرَّ واعترَف بأنَّه لا يَغفِر الذنوب إلا الله لِكَمَالِ مُلكِه، ولذا استَعاذ به من شرِّ صَنِيعِه، وبيَّن بقوله: «أبوء لك بنِعمَتِك عليَّ» أنَّ عِصيانَه لم يكُن لِجُحودٍ لنِعَم الله عليه، بل هو مُقِرٌّ بها، وأنَّ مَعصِيَتَه كانتْ عن هَوًى وجَهْلٍ.
ثُمَّ بيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أجرَ هذا الذِّكرِ، فقال: «ومَن قالها مِن النَّهار موقِنًا بها»، أي: بكلِّ ما تضمَّنَتْه من معانٍ وبثوابِها «فمَات مِن يومِه قبلَ أن يُمْسِيَ، فهو من أهلِ الجنَّةِ، ومَن قالها من اللَّيْلِ وهو موقِنٌ بها، فمات قبلَ أن يُصبِحَ، فهو من أهلِ الجنَّةِ» .
صحيح البخاري
أخبَر صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ «سيِّد الاستغفارِ»، أي: أفضلَ صِيَغ الاستغفار و أكثرَها ثوابًا، وسُمِّيَ سَيِّدًا لأنَّه جامِعٌ لِمَعانِي التوبةِ كلِّها، وهو قولُ المُسلمِ: اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي، لا إله إلَّا أنتَ، خلقتني وأنا عبدُك»، فهذا إقرارٌ بتفرُّد الله تعالى بالرُّبوبِيَّة والأُلوهِيَّة وبالخَلْق، ثُمَّ أقرَّ بخُضوعِه وعُبودِيَّتِه لله تعالى فقال: «وأنا عبدُك»، ومن تمامِ العبوديَّة: الالتزامُ بالعهد الَّذِي أُخِذ عليه بالالتزامِ بالتوحيدِ والشرعِ أمرًا ونهيًا، فقال: «وأنا على عهدِك ووعدِك»، فأخبَر بأنَّه مُصدِّقٌ مؤمِن بوعدِ اللهِ تعالى بالثوابِ على عَملِه، وبالقيامةِ، وبكلِّ ما وَعَده، ثُمَّ قيَّد هذا بالقُدرة، فقال: «ما استَطعتُ»، أي: أنَّ التِزامَه بكلِّ هذا بِحَسَبِ قُدرتِه، وفي هذا إقرارٌ منه بضَعفِه وحاجتِه لتوفيقِ مَوْلَاه؛ ولهذا قال: «أعُوذ»، أي: أَحتمِي «بك مِن شرِّ ما صنَعتُ»، و«أَبُوءُ»، أي: أَعترِف «لك بنِعمتك عليَّ، وأَبُوء»، أي: أَعترِف «لك بِذَنْبِي، فاغفِر لي؛ فإنَّه لا يَغفِر الذنوبَ إلا أنت»، وفي هذا إقرارٌ بالذنبِ، وأنَّه مِن صُنع المرءِ نفسِه، وقد أقرَّ واعترَف بأنَّه لا يَغفِر الذنوب إلا الله لِكَمَالِ مُلكِه، ولذا استَعاذ به من شرِّ صَنِيعِه، وبيَّن بقوله: «أبوء لك بنِعمَتِك عليَّ» أنَّ عِصيانَه لم يكُن لِجُحودٍ لنِعَم الله عليه، بل هو مُقِرٌّ بها، وأنَّ مَعصِيَتَه كانتْ عن هَوًى وجَهْلٍ.
ثُمَّ بيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أجرَ هذا الذِّكرِ، فقال: «ومَن قالها مِن النَّهار موقِنًا بها»، أي: بكلِّ ما تضمَّنَتْه من معانٍ وبثوابِها «فمَات مِن يومِه قبلَ أن يُمْسِيَ، فهو من أهلِ الجنَّةِ، ومَن قالها من اللَّيْلِ وهو موقِنٌ بها، فمات قبلَ أن يُصبِحَ، فهو من أهلِ الجنَّةِ» .