الدكتور على حسن
08-15-2021, 08:59 PM
في قوله تعالى:
" تلك قسمة ضيـزى " (النجم : 22) .
لماذا آثر النص القرآني التعبير
بكلمة " ضيزى " دون سواها ؟
القسمة الضيزى :
هي القسمة الظالمة أو الجائرة المائلة عن الحق ،
يقال: ضاز في الحكم أي جار ، وعليه قول الشاعر:
ضازت بنو أسد بحكمهم *** إذ يجعلون الرأس كالذنب
وينظر بعض الكتاب إلى الجانب الإيقاعي ،
فيقول : إن كلمة "ضيزى" وقعت هذا الموقع
مراعاة للفاصلة، وانسجامًا مع كلمات :
" الكبرى " ، " العزى " ، " الأخرى" ، " الأنثى "
في الفواصل التي قبلها
و " الهدى" ، " تمنى "، " الأولى"
في الفواصل التي بعدها .
وأرى أنّ مجرد الإيقاع الصوتي ومراعاة الفواصل
لا يمكن أن يكون أساسًا لتفسير
النص القرآني وفهم أسراره ، فالفاصلة
في القرآن الكريم جزء من صلب المعنى ،
فإنها تنبثق من روح المعنى ولا تأتي إلا
إذا اقتضاها المقام وتطلبها السّياق بحيث
لا يصلح في مكانها غيرها .
فالسياق الذي وردت فيه كلمة " ضيزى "
فيه غرابة موضوعية هي تلك القسمة
الجائرة التي أنكرتها الآية السابقة لهذه الآية
(ألكم الذكر وله الأنثى)؟ ،
ولفظ " ضيزى "بجرسه وإيقاعه ومعناه إنما
هو أدق معادل لغوي لغرابة قسمتهم الجائرة
التي جعلوا فيها لله البنات - سبحانه -
واختصوا أنفسهم فيها بالبنين ،
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
على أنّي أؤكد على أمرين:
أحدهما: أن الغرابة أمر نسبي ،
فربما كان اللفظ غريبًا بالنسبة لنا لبعدنا
عن عصر نزول القرآن الكريم ،
وضعف ثقافتنا اللغوية ، لكنّه لم يكن غريبًا
على من نزل عليهم هذا القرآن .
الآخر: أنّ كل كلمة في القرآن الكريم
قد وقعت موقعها الذي يتطلبه المقام أو السّياق ،
بحيث لا يمكن لغيرها أو نظيرها أو مرادفها
أن يقوم مقامها فيه ، وأن لا شيء في القرآن
قد ورد لمجرد مراعاة الفواصل أو التحسين اللفظي ،
أو مراعاة للانسجام الصوتي ،
إنما كان لكل كلمة أو موقع أثره
في المعنى المراد .
ولكم جميعـا
خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
" تلك قسمة ضيـزى " (النجم : 22) .
لماذا آثر النص القرآني التعبير
بكلمة " ضيزى " دون سواها ؟
القسمة الضيزى :
هي القسمة الظالمة أو الجائرة المائلة عن الحق ،
يقال: ضاز في الحكم أي جار ، وعليه قول الشاعر:
ضازت بنو أسد بحكمهم *** إذ يجعلون الرأس كالذنب
وينظر بعض الكتاب إلى الجانب الإيقاعي ،
فيقول : إن كلمة "ضيزى" وقعت هذا الموقع
مراعاة للفاصلة، وانسجامًا مع كلمات :
" الكبرى " ، " العزى " ، " الأخرى" ، " الأنثى "
في الفواصل التي قبلها
و " الهدى" ، " تمنى "، " الأولى"
في الفواصل التي بعدها .
وأرى أنّ مجرد الإيقاع الصوتي ومراعاة الفواصل
لا يمكن أن يكون أساسًا لتفسير
النص القرآني وفهم أسراره ، فالفاصلة
في القرآن الكريم جزء من صلب المعنى ،
فإنها تنبثق من روح المعنى ولا تأتي إلا
إذا اقتضاها المقام وتطلبها السّياق بحيث
لا يصلح في مكانها غيرها .
فالسياق الذي وردت فيه كلمة " ضيزى "
فيه غرابة موضوعية هي تلك القسمة
الجائرة التي أنكرتها الآية السابقة لهذه الآية
(ألكم الذكر وله الأنثى)؟ ،
ولفظ " ضيزى "بجرسه وإيقاعه ومعناه إنما
هو أدق معادل لغوي لغرابة قسمتهم الجائرة
التي جعلوا فيها لله البنات - سبحانه -
واختصوا أنفسهم فيها بالبنين ،
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
على أنّي أؤكد على أمرين:
أحدهما: أن الغرابة أمر نسبي ،
فربما كان اللفظ غريبًا بالنسبة لنا لبعدنا
عن عصر نزول القرآن الكريم ،
وضعف ثقافتنا اللغوية ، لكنّه لم يكن غريبًا
على من نزل عليهم هذا القرآن .
الآخر: أنّ كل كلمة في القرآن الكريم
قد وقعت موقعها الذي يتطلبه المقام أو السّياق ،
بحيث لا يمكن لغيرها أو نظيرها أو مرادفها
أن يقوم مقامها فيه ، وأن لا شيء في القرآن
قد ورد لمجرد مراعاة الفواصل أو التحسين اللفظي ،
أو مراعاة للانسجام الصوتي ،
إنما كان لكل كلمة أو موقع أثره
في المعنى المراد .
ولكم جميعـا
خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى