تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين


SAMAR
08-25-2021, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ï´؟ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الشعراء: 215].
وقال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ï´¾ [المائدة: 54].
وقال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ï´¾ [الحجرات: 13].
وقال تعالى: ï´؟ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ï´¾ [النجم: 32].
وقال تعالى: ï´؟ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ
جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ï´¾ [الأعراف: 48، 49].
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين.
التواضع: ضد التعالي؛ يعني ألا يرتفع الإنسان ولا يترفَّع على غيره، بعِلمٍ ولا نَسَبٍ، ولا مال ولا جاه
ولا إمارة ولا وزارة، ولا غير ذلك؛ بل الواجب على المرء أن يَخفِضَ جَناحَه للمؤمنين
أن يتواضع لهم كما كان أشرف الخلق وأعلاهم منزلةً عند الله؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتواضع للمؤمنين
حتى إن الصَّبيَّة لَتُمسِكُ بيده لتأخذه إلى أيِّ مكان تريد، فيقضي حاجتها عليه الصلاة والسلام.
وقول الله تعالى: ï´؟ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الحجر: 88]
وفي آية أخرى: ï´؟ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الشعراء: 215].
ï´؟ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ï´¾: أي تواضَعْ؛ وذلك أن المتعاليَ والمترفِّع يرى نفسه أنه كالطير يسبح في جوِّ السماء
فأُمِر أن يَخفِض جَناحَه وينزله للمؤمنين الذي اتَّبَعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وعُلِم من هذا أن الكافر لا يُخفَض له الجَناح، وهو كذلك؛ بل الكافر تَرفَّع عليه وتعالى عليه
واجعل نفسك في موضع أعلى منه؛ لأنك مُستمسكٌ بكلمة الله، وكلمةُ الله هي العليا.
ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: ï´؟ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ï´¾ [الفتح: 29]
يعني أنهم على الكفار أقوياءُ ذوو غلظة، أما فيما بينهم فهم رحماء.
ثم ساق المؤلِّف الآية الثانية، وهي قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ ï´¾ [المائدة: 54]
أي من يَرجِعْ منكم عن دينه فيكون كافرًا بعد أن كان مؤمنًا.
وهذا قد يقع من الناس؛ أن يكون الإنسان داخلًا في الإسلام عاملًا به، ثم يزيغه الشيطان - والعياذ بالله -
حتى يرتدَّ عن دينه، فإذا ارتدَّ عن دينه فإنه لا يكون وليًّا للمؤمنين، ولا يكون معينًا للمؤمنين؛ ولذا قال:
ï´؟ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ï´¾ [المائدة: 54] يعني بقوم مؤمنين، ï´؟ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ï´¾.
ï´؟ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ ï´¾ [المائدة: 54]، فهم في جانب المؤمنين أَذِلَّةٌ
لا يترفعون عليهم، ولا يأخذون بالعزة عليهم، ولكنه يَذِلُّونَ لهم، أما على الكفار فهم أعزةٌ مترفِّعون
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدؤوا اليهودَ والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق
فاضطروهم إلى أضيَقِه)) إذلالًا لهم، وخذلانًا لهم؛ لأنهم أعدى أعداء لك، وأعداء لربِّك، وأعداء لرسولك
وأعداء لدينك، وأعداء لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي هذه الآية دليلٌ على إثبات المحبة من الله عزَّ وجلَّ، وأن الله يُحِبُّ ويُحَبُّ
ï´؟ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ï´¾ [المائدة: 54]، وهذا الحب حبٌّ عظيمٌ لا يماثله شيء
تجد المحبَّ لله عزَّ وجلَّ ترخص عنده الدنيا، والأهل، والأموال؛ بل والنفس، فيما يرضي الله عز وجل
ولهذا يبذل ويعرض رقبته لأعداء الله، محبةً في نصرة الله عزَّ وجلَّ ونصرة دينه، وهذا دليلٌ
على أن الإنسان مقدِّم ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه.
ومن علامات محبة الله: إن الإنسان يديم ذِكرَ الله؛ يذكر ربه دائمًا بقلبه ولسانه وجوارحه.
من علامات محبة الله: أن يحب من أحب الله عزَّ وجلَّ من الأشخاص، فيحب الرسولَ صلى الله عليه وسلم
ويحب الخلفاء الراشدين، ويحب الأئمة، ويحب من كان في وقته من أهل العلم والصلاح.
من علامات محبة الله: أن يقوم الإنسان بطاعة الله، مقدِّمًا ذلك على هواه، فإذا أذَّن المؤذن يقول:
حي على الصلاة، ترَكَ عمَلَه وأقبل إلى الصلاة؛ لأنه يحب ما يُرضي اللهَ أكثرَ مما ما ترضى به نفسُه.
ولمحبة الله علامات كثيرة، إذا أحب الإنسان ربَّه، فالله عزَّ وجلَّ أسرع إليه حبًّا؛ لأنه قال سبحانه وتعالى
في الحديث القدسي: ((ومن أتاني يمشي، أتيتُه هرولةً))، وإذا أحبَّه الله فهذا هو المقصود، وهذا هو الأعظم.
ولهذا قال تعالى: ï´؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُï´¾ [آل عمران: 31]، ولم يقل:
فاتبعوني تصدقوا الله، بل قال: ï´؟ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ï´¾؛ لأن هذه هي الثمرة أن يحب الربُّ عزَّ وجلَّ عبده
فإذا أحَب عبدَه نال خيرَيِ الدنيا والآخرة، جعلني الله وإياكم من أحبابه.
وفي قوله: ï´؟ وَيُحِبُّونَهُ ï´¾ [المائدة: 54] دليلٌ على إثبات محبة العبد لربِّه، وهذا أمر واضحٌ واقع مشاهَد
يجد الإنسان من قلبه ميلًا إلى ما يُرضي اللهَ، وهذا يدل على أنه يحب الله عزَّ وجلَّ.
والإنسان المؤمن الموفَّق لهذه الصفة العظيمة، تجده يحب الله أكثرَ من نفسه، أكثر من ولده، أكثرَ من أمِّه
أكثر من أبيه، يحب الله أكثرَ من كل شيء، ويحب المرء؛ لأنه يحب الله، ومعلوم أن المحب يحب أحبابَ حبيبه
فتجد هذا الرجلَ لمحبته لله يحب من يحبه اللهُ عزَّ وجلَّ من الأشخاص، وما يحبه من الأعمال، وما يحبه من الأقوال.

«شرح رياض الصالحين» (3/ 514- 517)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

عواد الهران
08-25-2021, 04:19 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

قصايد
08-25-2021, 04:53 PM
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-5Y/VsCA2Oto44I/AAAAAAAAGNg/-WI2k7c-YOE/s1600/245729.gif

عيسى العنزي
08-25-2021, 06:20 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

حلا ليالي
08-25-2021, 06:37 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

قمر بغداد
08-25-2021, 09:28 PM
جزاك الله كل خير
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

الدكتور على حسن
08-25-2021, 11:24 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/for_you_by_kmygraphic-d9sjvhq.gif

ساعة الصفر
08-26-2021, 09:25 PM
جزاك الله خير
و فى موازين حسناتك

إيليف
08-26-2021, 10:46 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
:724:85.png

أبو محـمد
08-27-2021, 02:56 PM
شكرا على موضوعكم المميز
وانتقائكم الهادف
بارك الله فيكم ... ورفع قدركم فى الدارين
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
ورزقكم الفردوس الأعلى من الجنه
دمتم برضى الله مع خالص تحيتي وتقديري

SAMAR
08-29-2021, 01:31 AM
دكتور علي
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:31 AM
النادر
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:31 AM
حلا
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:31 AM
ساعة الصفر
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:32 AM
عيسى
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:32 AM
عواد
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:32 AM
وصايف
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:32 AM
قمر
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

SAMAR
08-29-2021, 01:32 AM
قصايد
أجــمل وأرق باقات ورودى241.gif
لردك الجميل ومرورك العطر:jno55h:
تــحــياتي لك :g-5:

imported_ريآن
09-01-2021, 02:27 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

SAMAR
09-04-2021, 12:36 AM
أجــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــحــياتي لك

عابر سبيل
09-12-2021, 02:58 AM
أعشقـ أنفاسكـ

ما شاء الله .. تبارك الرحمن في علاه
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم

https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

SAMAR
10-11-2021, 02:30 PM
أجــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــحــياتي لك

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
10-18-2021, 03:04 PM
باقات من الورد الجوري لأرواحكم النقية
بارك الله فيكم وأرضاكم
واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد
وألأمثل لمنتدانا الغاليٌ

http://img.5jle.com/uploadcenter/uploads/12-2013/PIC-582-1386761153.gif

طلة سحابه
12-12-2021, 08:36 PM
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif (http://a-3amry.com/up/)

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif (http://a-3amry.com/up/)

SAMAR
12-13-2021, 01:41 PM
بتول
شكراا للحضور الجميل :2m65:
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ :jno55h:

SAMAR
12-13-2021, 01:41 PM
طله
شكراا للحضور الجميل :2m65:
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ :jno55h: