الدكتور على حسن
08-28-2021, 05:09 PM
الفرق بين بعث و أرسل
في القرآن https://www.facebook.com/images/emoji.php/v9/t9e/1/16/1f4d6.png الكريم
قال تعالى :"قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ" [الأعراف: ١١١]
تشابه مع قوله تعالى : "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ" [الشعراء: ٣٦] .
موضع التشابه قوله تعالى : "وَأَرْسِلْ" تشابه مع قوله : " وَابْعَثْ".و هو من اختلاف اللفظ.
أولا :
سورة الأعراف كثر فيها ورود مادة ( رسل ) أكثر من سورة الشعراء حيث وردت فى سورة الشعراء فى سبعة عشر موضعا ، بينما وردت فى سورة الأعراف فى ثلاثين موضعا تتنوع معانيها فتشمل:
1 – التوجيه والإ رسال : وهنا يتنوع المقصود بها فيشمل :
أ – الرسالة : وذلك فى ألفاظ (رسالة ، ورسالات ، وبرسالاتى)
و هذه الألفاظ الثلاث انفردت بها السورة دون غيرها من سور القرآن الكريم .
ب – رسول محدد : نوح ، وصالح ، وهود ، وشعيب ، و موسى ، ومحمد – عليهم جميعا الصلاة والسلام - .
ج – عامة فى أى رسول .و ذلك منه قوله تعالى: "يَا بَنِي ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْـــــلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) "
د – ملائكة الموت : وذلك فى موضع واحــــد هو : "حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَـالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) "
هـ - الرياح : وذلك أيضا فى موضع واحـــــد هو : "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) "
2 – الإطلاق : ومواضعه فى السورة الكريمة ثلاثة هى:
الأول : "حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) "
الثانى : "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) "وهو الموضع المقصود.
الثالث : "وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) "
3 - التسليط : وتكون فى العذاب ، ووردت فى موضعين هما :
الأول : "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) "
والثانى : "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) " وهو آخر المواضع بالسورة .
من هذا يتضح لنا أن سورة الأعراف وردت فيها مادة ( رسل ) بجميع معانيها فى اللغة باستثناء الإهمال، حيث ورد فى القاموس المحيط فى مادة (رسل ) " الإرسال : التسليط والإطلاق والتوجيه
ثانيا :
لفظة أرسل يفهم منها الاهتمام بالرسالة والرسول فلا رسول بلا رسالة ؛ فالعبرة فيها بقيمة الرسالة المرسلة وقيمة المُرسِل .
أما لفظة ابعث فتوحى بكثرة المبعوثين دون الاهتمام بقيمة المبعوث
بدليل المعنى اللغوى للكلمة "و البَعْث ويُحرك الجيش وتبعث منى الشعر انبعث كأنه سال " ([2]). ولذلك كان الرُسل أشرف المبعوثين مع قلة الرُسل وكثرة المبعوثين .
و لذلك جاء لفظ ابعث -الموحى بالكثرة - فى سورة الشعراء مناسبة لكثرة ورود لفظ ( بسحره ) قبلها ، وللمبالغة فى ( سحّار ) بعدها ولكثرة ذكر السحرة فيها حيث ورد اللفظ فى هذا الموضع أربع مرات ولقول فرعون ( إنه لكبيركم الذى علمكم السحر ) الآية 49 .إضافة لورود قوله ( وجُمع السحرة ) و الفعل (جُمع) يوحى بالكثرة
بينما حذف لفظ ( بسحره ) من سورة الأعراف ، وجاء لفظ ( ساحر ) اسم فاعل وذكر السحرة فى سورة الأعراف مرتين ولم يذكر أنه كبيرهم الذى علمهم السحر.
و نختم ذلك بأن الكلام فى سورة الأعراف كلام الملأ من قوم فرعون " قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) " وليس كلام فرعون فلم يؤكد القول ( بسحره ) فطلبوا الإرسال فقط ولم يطلبوا الكثرة فكان هذا رأيهم ، أما فى سورة الشعراء فهو كلام فرعون " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) ".
فلما تكلم فرعون وأكد كلامه بقوله ( بسحره ) طلبوا كثرة من المبعوثين ليجمعوا السحرة تأكيدا ومتابعة لقول سيدهم على عادة المتملقين فى كل زمان .
ثالثا : "أصل البعث إثارة الشيء أى إنهاضه و تهيجه بدليل قوله تعالى :" و يوم نبعث من كل أمة شهيدا" أى نُنهض و نقيم. فلما كان المقام فى سورة الشعراء مقام زيادة تحدٍ و قوة مواجهة قال ملأ فرعون " و ابعث " فلم يكتفوا بالإرسال بل أرادوا أن يُنهضوا المجتمع حاشرين و أن يهيجوا الناس على موسى" ([3]).فلفظة (ابعث) تناسب حشد الناس و كثرتهم " و قيل للناس هل أنتم مجتمعون(39)"
والله أعلم
لكم كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
في القرآن https://www.facebook.com/images/emoji.php/v9/t9e/1/16/1f4d6.png الكريم
قال تعالى :"قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ" [الأعراف: ١١١]
تشابه مع قوله تعالى : "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ" [الشعراء: ٣٦] .
موضع التشابه قوله تعالى : "وَأَرْسِلْ" تشابه مع قوله : " وَابْعَثْ".و هو من اختلاف اللفظ.
أولا :
سورة الأعراف كثر فيها ورود مادة ( رسل ) أكثر من سورة الشعراء حيث وردت فى سورة الشعراء فى سبعة عشر موضعا ، بينما وردت فى سورة الأعراف فى ثلاثين موضعا تتنوع معانيها فتشمل:
1 – التوجيه والإ رسال : وهنا يتنوع المقصود بها فيشمل :
أ – الرسالة : وذلك فى ألفاظ (رسالة ، ورسالات ، وبرسالاتى)
و هذه الألفاظ الثلاث انفردت بها السورة دون غيرها من سور القرآن الكريم .
ب – رسول محدد : نوح ، وصالح ، وهود ، وشعيب ، و موسى ، ومحمد – عليهم جميعا الصلاة والسلام - .
ج – عامة فى أى رسول .و ذلك منه قوله تعالى: "يَا بَنِي ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْـــــلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) "
د – ملائكة الموت : وذلك فى موضع واحــــد هو : "حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَـالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) "
هـ - الرياح : وذلك أيضا فى موضع واحـــــد هو : "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) "
2 – الإطلاق : ومواضعه فى السورة الكريمة ثلاثة هى:
الأول : "حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) "
الثانى : "قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) "وهو الموضع المقصود.
الثالث : "وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) "
3 - التسليط : وتكون فى العذاب ، ووردت فى موضعين هما :
الأول : "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) "
والثانى : "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) " وهو آخر المواضع بالسورة .
من هذا يتضح لنا أن سورة الأعراف وردت فيها مادة ( رسل ) بجميع معانيها فى اللغة باستثناء الإهمال، حيث ورد فى القاموس المحيط فى مادة (رسل ) " الإرسال : التسليط والإطلاق والتوجيه
ثانيا :
لفظة أرسل يفهم منها الاهتمام بالرسالة والرسول فلا رسول بلا رسالة ؛ فالعبرة فيها بقيمة الرسالة المرسلة وقيمة المُرسِل .
أما لفظة ابعث فتوحى بكثرة المبعوثين دون الاهتمام بقيمة المبعوث
بدليل المعنى اللغوى للكلمة "و البَعْث ويُحرك الجيش وتبعث منى الشعر انبعث كأنه سال " ([2]). ولذلك كان الرُسل أشرف المبعوثين مع قلة الرُسل وكثرة المبعوثين .
و لذلك جاء لفظ ابعث -الموحى بالكثرة - فى سورة الشعراء مناسبة لكثرة ورود لفظ ( بسحره ) قبلها ، وللمبالغة فى ( سحّار ) بعدها ولكثرة ذكر السحرة فيها حيث ورد اللفظ فى هذا الموضع أربع مرات ولقول فرعون ( إنه لكبيركم الذى علمكم السحر ) الآية 49 .إضافة لورود قوله ( وجُمع السحرة ) و الفعل (جُمع) يوحى بالكثرة
بينما حذف لفظ ( بسحره ) من سورة الأعراف ، وجاء لفظ ( ساحر ) اسم فاعل وذكر السحرة فى سورة الأعراف مرتين ولم يذكر أنه كبيرهم الذى علمهم السحر.
و نختم ذلك بأن الكلام فى سورة الأعراف كلام الملأ من قوم فرعون " قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) " وليس كلام فرعون فلم يؤكد القول ( بسحره ) فطلبوا الإرسال فقط ولم يطلبوا الكثرة فكان هذا رأيهم ، أما فى سورة الشعراء فهو كلام فرعون " قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) ".
فلما تكلم فرعون وأكد كلامه بقوله ( بسحره ) طلبوا كثرة من المبعوثين ليجمعوا السحرة تأكيدا ومتابعة لقول سيدهم على عادة المتملقين فى كل زمان .
ثالثا : "أصل البعث إثارة الشيء أى إنهاضه و تهيجه بدليل قوله تعالى :" و يوم نبعث من كل أمة شهيدا" أى نُنهض و نقيم. فلما كان المقام فى سورة الشعراء مقام زيادة تحدٍ و قوة مواجهة قال ملأ فرعون " و ابعث " فلم يكتفوا بالإرسال بل أرادوا أن يُنهضوا المجتمع حاشرين و أن يهيجوا الناس على موسى" ([3]).فلفظة (ابعث) تناسب حشد الناس و كثرتهم " و قيل للناس هل أنتم مجتمعون(39)"
والله أعلم
لكم كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى