المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياأيها الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ !!


قصايد
08-29-2021, 06:02 AM
http://up.dll33.com/uploads/1499606552962.gif (http://up.dll33.com/)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْم عَسَى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِن نِسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالاَْلْقَـبِ بِئْسَ الاْسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الاِْيَمـنِ وَمَن لَمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّـلِمُونَ (11) يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)ï´¾سورة الحجرات
إن قلب الانسان يتعرض لأمواج مختلفة من الهواجس و التصورات ، وأن بعضها فقط هي الحق وهي التي تبعث من مصادر المعارف الخارجية ، بينما البقية هي قياسات باطلة و تمنيات و وساوس و إفرازات العقل الباطن و ترشحات الاحباطات و .. و .. و إذا راجعت نفسك يوما و حاولت إحصاء و تقييم كل تصوراتك تقييما سليما ، فيومئذ تصل الى هذه النتيجة ان أكثرها لا تعتمد على أدلة مقنعة ، ولكن أنى للانسان أن يقيم كل ما يتعرض له ذهنه كل يوم من أمواج التصورات المتلاحقة . فماذا علينا أن نفعل ؟
علينا ألا نأبه بأي تصور يحيكه ذهننا ، بل نعتمد على الحواس و المصادر الموثوقة للمعرفة .
والمراد من "كثيراً من الظن" الظنون السيّئة التي تغلب على الظنون الحسنة بين الناس لذلك عبّر عنها بـ"الكثير" وإلاّ فإنّ حسن الظن لا أنّه غير ممنوع فحسب، بل هو مستحسن كما يقول القرآن في الآية (12) من سورة النور: (لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً).
وممّا يلفت النظر أنّه قد نُهي عن كثير من الظنّ، إلاّ أنّه في مقام التعليل تقول الآية: (إنّ بعض الظن إثم) ولعلّ هذا الإختلاف في التعبير ناشئٌ من أنّ الظنون السيّئة بعضها مطابق للواقع وبعضها مخالف له، فما خالف الواقع فهو إثم لا محالة، ولذلك قالت الآية: (إنّ بعض الظن إثم) وعلى هذا فيكفي هذا البعض من الظنون الذي يكون إثماً أن نتجنّب سائر الظنون لئلا نقع في الإثم!
وهنا ينقدح هذا السؤال، وهو أنّ الظنّ السيء أو الظن الحسن ليسا اختياريين (غالباً) وإنّما يكون كلٌّ منهما على أثر سلسلة من المقدّمات الخارجة عن اختيار الإنسان والتي تنعكس في ذهنه، فكيف يصحُّ النهي عن ذلك؟!
وفي مقام الجواب يمكن القول بأنّه:
1 - المراد من هذا النهي هو النهي عن ترتيب الآثار، أي متى ما خطر الظنّ السيء في الذهن عن المسلم فلا ينبغي الإعتناء به عمليّاً، ولا ينبغي تبديل أُسلوب التعامل معه ولا تغيير الروابط مع ذلك الطرف، فعلى هذا الأساس فإنّ الإثم هو إعطاء الأثر وترتّبه عليه.
ذكر صاحب تفسير الميزان قوله والمراد بالاجتناب عن الظن الاجتناب عن ترتيب الأثر عليه كان يظن بأخيه المؤمن سوء فيرميه به ويذكره لغيره ويرتب عليه سائر آثاره، وأما نفس الظن بما هو نوع من الإدراك النفساني فهو أمر يفاجىء النفس لا عن اختيار فلا يتعلق به النهي اللهم إلا إذا كان بعض مقدماته اختياريا---- انتهى
ولذلك نقرأ في هذا الصدد حديثاً عن نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله يقول فيه: "ثلاث في المؤمن لا يستحسنّ، وله منهنّ مخرج فمخرجه من سوء الظن ألاّ يحقّقه".. إلى آخر الحديث الشريف.
2 - يستطيع الإنسان أن يبعد عن نفسه سوء الظن بالتفكير في المسائل المختلفة، بأن يفكر في طرق الحمل على الصحة، وأن يجسّد في ذهنه الإحتمالات الصحيحة الموجودة في ذلك العمل، وهكذا يتغلّب تدريجاً على سوء الظنّ!
فبناءً على هذا ليس سوء الظن شيئاً (ذا بال) بحيث يخرج عن اختيار الإنسان دائماً!
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : " أطلب لأخيك عذرا فان لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا "
وعنه صلى الله عليه وآله : " أحسنوا ظنونكم بأخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب ، و نقاء الطبع"
وعلى كلّ حال فإنّ هذا الأمر واحد من أكثر الأوامر والتعليمات جامعيّةً ودقّةً في مجال روابط الإنسان الإجتماعية الذي تضمن الأمن في المجتمع بشكل كامل!
ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الصدد: "إنّ الله حرّم من المسلم دمه وماله وعرضه وأن يُظنّ به السوء"
إنّ سوء الظن لا أنّه يؤثر على الطرف المقابل ويسقط حيثيّته فحسب، بل هو بلاء عظيم على صاحبه لأنّه يكون سبباً لإبعاده عن التعاون مع الناس ويخلق له عالماً من الوحشة والغربة والإنزواء كما ورد في حديث عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال: "من لم يحسن ظنّه استوحش من كلّ أحد"
وبتعبير آخر، إنّ ما يفصل حياة الإنسان عن الحيوان ويمنحها الحركة والرونق والتكامل هو روح التعاون الجماعي، ولا يتحقّق هذا الأمر إلاّ في صورة أن يكون الإعتماد على الناس (وحسن الظن بهم) حاكماً... في حين أنّ سوء الظن يهدم قواعد هذا الإعتماد، وتنقطع به روابط التعاون، وتضعف به الروح الإجتماعية.
إنّ سييء النظرة والظن يخافون من كلّ شيء ويستوحشون من كلّ أحد وتستولي على أنفسهم نظرة الخوف، فلا يستطيعون أن يقفوا على ولي ومؤنس يطوي الهموم، ولا يجدون شريكاً للنشاطات الإجتماعية، ولا معيناً ونصيراً ليوم الشدّة!
ولا بأس بالإلتفات إلى هذه اللطيفة، وهي أنّ المراد من "الظن" هنا هو الظن الذي لا يستند إلى دليل، فعلى هذا إذا كان الظن في بعض الموارد مستنداً إلى دليل فهو ظنّ معتبر، وهو مستثنى من هذا الحكم، كالظن الحاصل من شهادة نفرين عادلين
.من هنا نجد الامام علي عليه السلام يكرر في وصاياه هذه الكلمة ، بعد أن يسأل عن المسافة بين الحق و الباطل يقول : " أربع أصابع " و يضع يده على أذنه و عينه فيقول : " ما رأته عيناك فهو الحق وما سمعته أذناك فأكثره باطل "
ولأن كثيرا من الظنون تطال المؤمنين بسبب أعمالهم التي قد يكون لهم عذر وجيه في القيام بها ، فقد أمرنا الدين بأن نحمل أفعال إخواننا على أفضل محمل . قال أمير المؤمنين عليه السلام : " ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ( أي تعلم يقينا غير ذلك ) ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء و أنت تجد لها في الخير محملا " .
لذلك فان علينا أن نجتنب كثيرا من الظن ، أما القليل الذي نسعى وراءه فهو
الذي تفرزه الحواس ، و يصدقه العقل ، و يصمد أمام النقد الدقيق . أما الظن الآثم فهو الذي تفرزه حالات الحقد و الغضب و الصراع .. ولكن المشكلة ان هذه المجموعة الصغيرة متناثرة بين سائر الظن الكثير ، مما يجعلنا لا نطمئن اليه جميعا
تفسير الأمثل
تفسير الميزان
تفسير من هدي القرآن.
http://up.dll33.com/uploads/1499606552962.gif (http://up.dll33.com/)

حلا ليالي
08-29-2021, 08:28 AM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

سلطان الزين
08-29-2021, 01:20 PM
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك ودام عطائك

SAMAR
08-29-2021, 03:14 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

عواد الهران
08-29-2021, 04:16 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

أبو محـمد
08-29-2021, 05:24 PM
شكرا على موضوعكم المميز
وانتقائكم الهادف
بارك الله فيكم ... ورفع قدركم فى الدارين
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
ورزقكم الفردوس الأعلى من الجنه
دمتم برضى الله مع خالص تحيتي وتقديري

عيسى العنزي
08-29-2021, 09:14 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

نزف القلم
08-29-2021, 11:51 PM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء
نزف القلم

حور
08-30-2021, 03:38 AM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك

imported_ريآن
09-13-2021, 07:20 PM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

عابر سبيل
09-14-2021, 03:08 AM
قصايد

ما شاء الله .. تبارك الرحمن في علاه
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم

https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
09-27-2021, 11:14 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه