المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم


عيسى العنزي
08-31-2021, 05:58 PM
أ‌- بالوهن تتداعى علينا الأمم:


عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُوشِكُ أنْ تَدَاعَى عليكم الأممُ كما تَدَاعَى الأكلةُ إلى قصعتها))، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثيرٌ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهنَ))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حبُّ الدنيا وكراهية الموت))؛ أخرجه أبو داود، وهو حديث حسن.






الشرح:


1-يحدِّث النبيُّ صلى الله عليه وسلم صحابتَه عن غيب سيكون في المستقبل البعيد، وقد حصل ما أخبر به، ونحن اليوم نعيشه، وهذه معجزة وآية من آيات صدقه صلى الله عليه وسلم.






2- و التعبير بـ"يوشك" قد يدلُّ على القرب؛ أي: يكاد يقع، ولعل المراد به أن الأعداء لكم بالمرصاد ينتهزون الفرصة، فبمجرد أن تبتعدوا عن دينكم تضعفون فينقضُّون عليكم.






3- وتشبيهه صلى الله عليه وسلم لتداعي الأمم علينا بتداعي الأكلة إلى قصعتها تصوير بليغ لحالنا اليوم، فأمتنا كأنها قد استسلمت لأعدائها كما توضع القصعة فيتنادى إليها الأكلة فينقضُّون عليها نهبًا لقمة لقمة أو قطعة قطعة، وحالنا اليوم ينطبق عليه هذا المثال انطباقًا تامًّا، ولا نحتاج معه إلى كثرة بيان وتفصيل، فقط نشير إلى وضع المسجد الأقصى والمرابطين فيه، وما يلاقونه من خذلان من إخوانهم في العالم إلا قليلًا.






4- يتعجَّب الصحابة عليهم الرضوان من سوء تلك الحال فيسأل بعضهم: وهل نؤتى من قلة عددنا وكثرة عدوِّنا؟ فيجيبه صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين يومئذ كثير، ونحن اليوم نمثل قريبًا من ربع سكان المعمورة، ولكن هذا العدد لا يغني عنَّا إذ نحن غثاء كغثاء السيل، وهو ما يحمله السيل من أوراق يابسة ورغوة (زبد) كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ﴾ [الرعد: 17]، فأمتنا اليوم رغم ما آتاها الله من قدرات وثروات، لا تستغل ذلك، فنجد فيها ضعف الإيمان وضحالة العلم وقلة الإنتاج وعدم الأخذ بأسباب القوَّة وتفرق الكلمة وتشتت الصف.






5- والمسلمون يهابهم أعداؤهم ويخشون منازلتهم ويفرُّون من وجوههم؛ لأنهم يطيعون الله تعالى ويهتدون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويعيشون مناصرين للحق مدافعين للباطل، ولأن من خاف الله تعالى خوَّف الله تعالى منه كلَّ شيء، وأخرج البخاريُّ ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُعطيت خمسًا لم يُعطهنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي))، وذكر منها: ((نُصرت بالرعب مسيرة شهر))، لكن عندما ابتعد المسلمون عن دينهم وتعلقوا بالدنيا وشهواتها لم يعد عدوُّهم يهابهم أو يخاف منهم، فنزع الله من قلوب أعدائهم الرهبة منهم؛ لأنهم لم يعودوا يخافون الله عز و جلَّ.






6- وليس هذا فحسب فإن الله تعالى يقذف في قلوبهم الوهن، وهو الإحساس بالضَعْف والخُمول والتَّرَدُّد أو "وَهَن الإرادة" وهو مفضٍ إلى وهنِ الجسم والفتور وفقدان النشاط، وكيف تتصوَّرُ حياة الكُسالى الخاملين؟!لا عمل ولا إنجاز ولا مسارعة في الخيرات ولا أخذ بأسباب القوَّة.






7- هكذا فسَّرنا الوَهنَ كما هو معروف، لكن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لما سأله الصحابة عنه قال: ((حبُّ الدنيا وكراهية الموت))، وهو ليس مناقضًا لتفسيرنا؛ بل لقد فسَّره صلى الله عليه وسلم بأسبابه، فالوهن الذي بيَّناه سببه أمران: حب الدنيا وكراهية الموت، فحب الدنيا يجعل الإنسان يتعلق بها ويعمل لها وينسى الآخرة ولا يعمل لها، ومن كانت هذه صفتَه فهو غارق في المعاصي بعيد عن الطاعات؛ كما قيل: "حبُّ الدنيا رأس كل خطيئة"، ثم هو يكره الموت؛ لأنه لا يريد تذكُّره، لأنه ينغِّص عليه شهواته، ولأنه لم يعمل لما بعد الموت، ويخاف لأجل ذلك الجهاد ولقاء العدوِّ، وكل ما فيه تضحية أو بذل وعطاء ومجتمع، غلبت على أفراده هاتان الصفتان فيه قابلية الاستعمار كما قال مالك بن نبي رحمه الله

عواد الهران
08-31-2021, 05:59 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

حلا ليالي
08-31-2021, 10:43 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

SAMAR
09-01-2021, 12:07 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

الجريحه
09-01-2021, 01:39 AM
بارك الله فيك
وسلمت اناملك على هذا الطرح الاكثر من رائع
دمت ودام عطائك

قصايد
09-01-2021, 02:33 AM
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-5Y/VsCA2Oto44I/AAAAAAAAGNg/-WI2k7c-YOE/s1600/245729.gif

عابر سبيل
09-12-2021, 04:53 AM
عيسي العنزي

اللهم صل وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://i.pinimg.com/originals/8a/7d/cf/8a7dcf9e42481ceeacab52a571470de2.gif

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:02 PM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.
شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:02 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:03 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:03 PM
بارك الله فيك
وسلمت اناملك على هذا الطرح الاكثر من رائع
دمت ودام عطائك
شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:04 PM
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-5Y/VsCA2Oto44I/AAAAAAAAGNg/-WI2k7c-YOE/s1600/245729.gif
شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

عيسى العنزي
09-20-2021, 04:04 PM
عيسي العنزي

اللهم صل وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://i.pinimg.com/originals/8a/7d/cf/8a7dcf9e42481ceeacab52a571470de2.gif


شكرا لك على المتابعه
يعطيك العافيه
احترامي[

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
09-27-2021, 09:38 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

عيسى العنزي
11-28-2021, 05:49 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

شكرا لك على المتابعه والحضور
يعطيك العافيه
احترامي

لِين
02-19-2022, 07:25 PM
_


جزآك الله خيراً
وجُعل م قدم في ميزآن حسنآتك .

imported_ريآن
02-20-2022, 01:01 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان