عيسى العنزي
09-20-2021, 01:08 PM
لقرآن في عصر العلم
أيها الأفاضل وأيتها الفاضلات ، لم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة أن القمر كان مضيئاً ثم انطفأ ومحي ضوؤه ، وأن هذا النور المنبعث من القمر انعكاس لكوكب آخر ألا وهو الشمس ، هذه الحقيقة العلمية ذكرها القرآن الكريم من أربعة عشر قرناً في آية كريمة ، قال جل وعلا :{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا. } - يعني القمر - { فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ } - يعني الشمس - { مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا } [ الإسراء : 12 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث أن الأعصاب التي تتأثر بالحرق والحر والبرد لا توجد إلا في الجلد فقط ، مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية الهائلة من أربعة عشر قرناً فقال جل وعلا { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء : 56 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة أن سطح البحر أو سطح الماء بموجة المتحرك المتقلب هذا والمنكسر ينعكس عليه الضوء فيرد هذا الموج بسطحه المائل الضوء مرة أخرى ليخلف وراءه ظلمة حالكة مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية الهائلة من أربعة عشر قرناً في قوله تعالى :
{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [ النور : 40 ] .
بل لم يكتشف العلم الحديث أن الجبال تمتد على سطح الأرض بسن مدبب كالوتد ، مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية في آيات كريمة في قوله جل وعلا : { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [ النبأ : 7 ] .
أقسم بالله أن بين يدينا نعمة من أعظم النعم ، ومن أشرف النعم إن بين أيدينا مصدر عزنا ، وشرفنا ، وكرامتنا ، ومع ذلك فقد تخلت الأمة عن القرآن الكريم ، وتخلت الأمة عن السنة النبوية ، فتمزق شمل الأمة ، وتبعثر شأن الأمة ، بل ووقعت الأمة في ضنك وشقاء وذل وهوان ، وبين يديها مصدر عزها ، ومصدر شرفها وكرامتها ، بين يديها كتاب الله جل وعلا ، وبين يديها سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، أرت أن أخلص إلى أن فئة خبيثة خطيرة خرجت علينا الآن في عصر الإنترنيت ، وفي عصر الفضائيات سمت نفسها : بالقرآنيين . وأود أن أبين للجميع أن هذه الفرقة ليست حديثة ، بل خرجت من سنوات قديمة فيما يسمى بإقليم البنجاب في بلاد باكستان أو بلاد الهند قبل التقسيم ، خرجت هذه الفرقة التي تسمي نفسها بالقرآنين ، ويزعمون أنهم لن يأخذوا إلا بما ثبت في القرآن الكريم فحسب - يعني : لن يأخذوا بالسنة المطهرة - وهؤلاء كذابون أفاكون ، فمن أخذ القرآن وضيع السنة فقد ضيع القرآن ؛ لأن القرآن لا يفارق السنة ؛ ولأن السنة لن تفارق القرآن ، قال من أنزل الله عليه الوحيين ، القرآن والسنة :
(( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )) ( 1، ) (1،) أخرجه الترمذي في المناقب ( 3788) وقال : ((حسن غريب)) وأحمد في المسند ( 5/189،190) .
قال الحافظ الكبير أبو زرعة - رحمه الله :
القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن . وقال العلامة الشوكاني : إن استقلال السنة بتشريع الأحكام ضرورة دينية ، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في الإسلام .
وقال العلامة ابن القيم : والسنة مع القرآن على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن تكون السنة متضافرة مع القرآن في الباب الواحد ، وهذا من باب تضافر الأدلة في المسألة ، يأمر القرآنبالتوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج .
الوجه الثاني : أن تكون السنة موضحة لما أجمله القرآن ، فقد يأمر القرآن بالصلاة ، ويأتي صاحب السنة ليوضح لنا أمرالقرآن فيقول :
(( صلوا كما رأيتموني أصلي )) (2)
(2 أخرجه البخاري في الأذان ( 631، ) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (674/292 ) من حديث مالك بن الحويرث .
يأمر القرآن بالحج فيأتي صاحب السنة ليحج أمام المسلمين ويقول :
(( خذو عني مناسككم )) ( 3 ) .
(3) أخرجه مسلم في الحج (1297/310) ، وأبو داود في المناسك ( 1970) ، والنسائي في المناسك ( 3062 ) من حديث جابر بن عبد الله .
الوجه الثالث : أن تكون السنة موجبة لما سكت القرآن عن إيجابه ، أو محرمة ما سكت القرآن عن تحريمه ، وفي سنن الترمذي وأبي داود بسند صحيح من حديث المقدام بن معد يكرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن ، فما وجتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجتم فيه من حرام فحرموه ، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد )) .
وفي لفض (( فإن ما حرم الله كما حرم رسوله صلى الله عليه وسلم )) ( 4 )
(4) أخرجه أبو داود في السنة (4604 ) ، وأحمد في المسند ( 4/130،131، ) ، والترمذي في العلم ( 2664 ) وقال (( حسن غريب من هذا الوجه )) .
إذ لا بد من القرآن والسنة ، فلن نفهم القرآن على مراد الله إلا من خلال سنة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيها الأفاضل وأيتها الفاضلات ، لم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة أن القمر كان مضيئاً ثم انطفأ ومحي ضوؤه ، وأن هذا النور المنبعث من القمر انعكاس لكوكب آخر ألا وهو الشمس ، هذه الحقيقة العلمية ذكرها القرآن الكريم من أربعة عشر قرناً في آية كريمة ، قال جل وعلا :{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا. } - يعني القمر - { فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ } - يعني الشمس - { مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا } [ الإسراء : 12 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث أن الأعصاب التي تتأثر بالحرق والحر والبرد لا توجد إلا في الجلد فقط ، مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية الهائلة من أربعة عشر قرناً فقال جل وعلا { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء : 56 ] .
ولم يكتشف العلم الحديث إلا من سنوات قليلة أن سطح البحر أو سطح الماء بموجة المتحرك المتقلب هذا والمنكسر ينعكس عليه الضوء فيرد هذا الموج بسطحه المائل الضوء مرة أخرى ليخلف وراءه ظلمة حالكة مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية الهائلة من أربعة عشر قرناً في قوله تعالى :
{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [ النور : 40 ] .
بل لم يكتشف العلم الحديث أن الجبال تمتد على سطح الأرض بسن مدبب كالوتد ، مع أن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة العلمية في آيات كريمة في قوله جل وعلا : { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [ النبأ : 7 ] .
أقسم بالله أن بين يدينا نعمة من أعظم النعم ، ومن أشرف النعم إن بين أيدينا مصدر عزنا ، وشرفنا ، وكرامتنا ، ومع ذلك فقد تخلت الأمة عن القرآن الكريم ، وتخلت الأمة عن السنة النبوية ، فتمزق شمل الأمة ، وتبعثر شأن الأمة ، بل ووقعت الأمة في ضنك وشقاء وذل وهوان ، وبين يديها مصدر عزها ، ومصدر شرفها وكرامتها ، بين يديها كتاب الله جل وعلا ، وبين يديها سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، أرت أن أخلص إلى أن فئة خبيثة خطيرة خرجت علينا الآن في عصر الإنترنيت ، وفي عصر الفضائيات سمت نفسها : بالقرآنيين . وأود أن أبين للجميع أن هذه الفرقة ليست حديثة ، بل خرجت من سنوات قديمة فيما يسمى بإقليم البنجاب في بلاد باكستان أو بلاد الهند قبل التقسيم ، خرجت هذه الفرقة التي تسمي نفسها بالقرآنين ، ويزعمون أنهم لن يأخذوا إلا بما ثبت في القرآن الكريم فحسب - يعني : لن يأخذوا بالسنة المطهرة - وهؤلاء كذابون أفاكون ، فمن أخذ القرآن وضيع السنة فقد ضيع القرآن ؛ لأن القرآن لا يفارق السنة ؛ ولأن السنة لن تفارق القرآن ، قال من أنزل الله عليه الوحيين ، القرآن والسنة :
(( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )) ( 1، ) (1،) أخرجه الترمذي في المناقب ( 3788) وقال : ((حسن غريب)) وأحمد في المسند ( 5/189،190) .
قال الحافظ الكبير أبو زرعة - رحمه الله :
القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن . وقال العلامة الشوكاني : إن استقلال السنة بتشريع الأحكام ضرورة دينية ، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في الإسلام .
وقال العلامة ابن القيم : والسنة مع القرآن على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن تكون السنة متضافرة مع القرآن في الباب الواحد ، وهذا من باب تضافر الأدلة في المسألة ، يأمر القرآنبالتوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج .
الوجه الثاني : أن تكون السنة موضحة لما أجمله القرآن ، فقد يأمر القرآن بالصلاة ، ويأتي صاحب السنة ليوضح لنا أمرالقرآن فيقول :
(( صلوا كما رأيتموني أصلي )) (2)
(2 أخرجه البخاري في الأذان ( 631، ) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (674/292 ) من حديث مالك بن الحويرث .
يأمر القرآن بالحج فيأتي صاحب السنة ليحج أمام المسلمين ويقول :
(( خذو عني مناسككم )) ( 3 ) .
(3) أخرجه مسلم في الحج (1297/310) ، وأبو داود في المناسك ( 1970) ، والنسائي في المناسك ( 3062 ) من حديث جابر بن عبد الله .
الوجه الثالث : أن تكون السنة موجبة لما سكت القرآن عن إيجابه ، أو محرمة ما سكت القرآن عن تحريمه ، وفي سنن الترمذي وأبي داود بسند صحيح من حديث المقدام بن معد يكرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن ، فما وجتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجتم فيه من حرام فحرموه ، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد )) .
وفي لفض (( فإن ما حرم الله كما حرم رسوله صلى الله عليه وسلم )) ( 4 )
(4) أخرجه أبو داود في السنة (4604 ) ، وأحمد في المسند ( 4/130،131، ) ، والترمذي في العلم ( 2664 ) وقال (( حسن غريب من هذا الوجه )) .
إذ لا بد من القرآن والسنة ، فلن نفهم القرآن على مراد الله إلا من خلال سنة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .