حلا ليالي
10-24-2021, 10:47 AM
(سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ يقولُ لِامْرَأَةٍ مِن أهْلِهِ: تَعْرِفِينَ فُلَانَةَ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بهَا وهي تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ، واصْبِرِي، فَقالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ خِلْوٌ مِن مُصِيبَتِي، قالَ: فَجَاوَزَهَا ومَضَى، فَمَرَّ بهَا رَجُلٌ فَقالَ: ما قالَ لَكِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: ما عَرَفْتُهُ؟ قالَ: إنَّه لَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَجَاءَتْ إلى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عليه بَوَّابًا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما عَرَفْتُكَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أوَّلِ صَدْمَةٍ )
كتَبَ اللهُ سبحانه وتعالى على عِبادِه البَلاءَ في أنفسِهم وأموالِهم وأولادِهم، ووعَدَ الصَّابرينَ على هذا البَلاءِ الأجرَ العظيمَ، فقال تعالى: {إِنَّمَا يوُفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وفي هذا الحديثِ لَمَّا مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المرأةِ الَّتي وجَدَها تبْكي على القَبرِ؛ لِفقْدِ أحدِ أحبَّائِها، قال لها «اتَّقِي اللهَ واصْبِري»، أي: اتَّقي اللهَ ولا تَجزَعِي الجزعَ الذى يُحبِطُ الأجرَ، واسْتشعِري الصَّبْرَ على المصيبةِ بما وعَدَ اللهُ على ذلك، فلَمْ تَعرفْه المرأةُ فقالتْ له: إليكَ عنِّي؛ فإنَّك خِلْوٌ مِن مُصيبَتي، أي: لم تُصَبْ بما أُصِبْتُ به، فَجاوزَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومضَى في طريقِه، فعرَّفَها رجلٌ بأنَّ مَن مَرَّ بها وقال لها: اتَّقي اللهَ واصبِري؛ هو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ: ما عرفْتُه، ثُمَّ جاءتْ إلى بيتِه، فلم تَجِدْ عليه بوَّابًا، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ تَواضعًا لا يقِفُ على بابِه بوَّابٌ أو حارسٌ أو حاجِبٌ، فأتتْهُ وقالتْ له: واللهِ ما عرفتُك، فقالَ لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ الصَّبرَ عندَ أوَّلِ صَدمةٍ»، يعني: أنَّ الصَّبرَ المحمودَ الذي يُؤجَر عليه يكونُ عندَ صَدمةِ المصيبةِ الأُولَى وبدايتِها؛ لأنَّه هو الذي يَشُقَّ ويَعظُم تحمُّلُه ومجاهدةُ النَّفسِ عليه، وأمَّا بعدَ الصَّدمةِ الأولى ومُرورِ الأيامِ فكلُّ أحدٍ يَصبِر ويَنسَى المُصيبةِ.
وفي الحديث: تَواضُع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: موعظةُ المرأةِ عِندَ البُكاءِ على الميِّت.
وفيه: رِفقُه صلَّى الله عليه وسلَّم وكريمُ خُلقِه؛ حيثُ لم يَنتهِرْ المرأةَ لَمّا ردَّتْ عليه قولَه، بل عذَرَها بمُصيبتِها.
كتَبَ اللهُ سبحانه وتعالى على عِبادِه البَلاءَ في أنفسِهم وأموالِهم وأولادِهم، ووعَدَ الصَّابرينَ على هذا البَلاءِ الأجرَ العظيمَ، فقال تعالى: {إِنَّمَا يوُفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وفي هذا الحديثِ لَمَّا مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المرأةِ الَّتي وجَدَها تبْكي على القَبرِ؛ لِفقْدِ أحدِ أحبَّائِها، قال لها «اتَّقِي اللهَ واصْبِري»، أي: اتَّقي اللهَ ولا تَجزَعِي الجزعَ الذى يُحبِطُ الأجرَ، واسْتشعِري الصَّبْرَ على المصيبةِ بما وعَدَ اللهُ على ذلك، فلَمْ تَعرفْه المرأةُ فقالتْ له: إليكَ عنِّي؛ فإنَّك خِلْوٌ مِن مُصيبَتي، أي: لم تُصَبْ بما أُصِبْتُ به، فَجاوزَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومضَى في طريقِه، فعرَّفَها رجلٌ بأنَّ مَن مَرَّ بها وقال لها: اتَّقي اللهَ واصبِري؛ هو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ: ما عرفْتُه، ثُمَّ جاءتْ إلى بيتِه، فلم تَجِدْ عليه بوَّابًا، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ تَواضعًا لا يقِفُ على بابِه بوَّابٌ أو حارسٌ أو حاجِبٌ، فأتتْهُ وقالتْ له: واللهِ ما عرفتُك، فقالَ لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ الصَّبرَ عندَ أوَّلِ صَدمةٍ»، يعني: أنَّ الصَّبرَ المحمودَ الذي يُؤجَر عليه يكونُ عندَ صَدمةِ المصيبةِ الأُولَى وبدايتِها؛ لأنَّه هو الذي يَشُقَّ ويَعظُم تحمُّلُه ومجاهدةُ النَّفسِ عليه، وأمَّا بعدَ الصَّدمةِ الأولى ومُرورِ الأيامِ فكلُّ أحدٍ يَصبِر ويَنسَى المُصيبةِ.
وفي الحديث: تَواضُع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: موعظةُ المرأةِ عِندَ البُكاءِ على الميِّت.
وفيه: رِفقُه صلَّى الله عليه وسلَّم وكريمُ خُلقِه؛ حيثُ لم يَنتهِرْ المرأةَ لَمّا ردَّتْ عليه قولَه، بل عذَرَها بمُصيبتِها.