عابر سبيل
10-27-2021, 06:42 AM
للألم تجليات مختلفة
********
للألم تجلياته المختلفة
نحن نتألم حين نمرض، ونتألم روحياً حين نشعر بالفقد أو الخسارة
لكن لماذا على الإنسان أن يتألم حين يحب؟
وهل يمكن للحب أن يكون خالياً من الألم؟
أليس الحب مدعاة للسعادة والفرح وإشراقة الأمل؟ لماذا، إذاً
تقترن قصص الحب الكبرى بالمعاناة؟
ولماذا يزداد ألم الإنسان كلما أوغل في الحب
وأصبح أكثر صدقاً في مشاعره؟
في روايته على ضفة نهر بيديا
جلستُ وبكيت يتصدى باولو كويهلو لهذه العلاقة المحيرة بين مشاعر الحب ومعاناة الألم
مدققاً في الأسباب التي تجعل امرأة تتألم من أجل رجل، أو العكس أيضاً:
أن يتألم رجل من أجل امرأة .
وهو يفعل ذلك بمعالجة روحانية شديدة الرهافة، ملاحظاً أنه ما من أحد منا إلا وانتابه
في لحظة أو أخرى الإحساس بأنه يعاني حبّاً لا يستحق التعب من أجله، أو لشعوره بأنه
يعطي أكثر مما يأخذ، أو أنه لا يستطيع فرض قاعدة على هذا الحب
إننا نتألم من دون حق، ذلك أنّ بذرة تطورنا موجودة في الحب، وكلما أحببنا اقتربنا من
التجربة الروحانية . . إن أولئك الذين اكتوت نفوسهم بنار الحب كانوا قادرين على
استجلاب السعادة، لأن من يحب يتغلب على العالم دون خوف من أن يخسر شيئاً
مهماً كان شأنه . الحب الحقيقي هو عملية عطاء كلي، كما يقول .
يذهب الكاتب بعيداً في وصف هذه الطاقة العاطفية النبيلة، أي الحب الذي هو برأيه
مملوء بالفخاخ وعندما يريد أن يظهر، فإنه يظهر نوره تماماً،
ولا يسمح لنا أن نرى الظلال التي يولدها هذا النور .
وهو هنا يقدم نصيحة من ذهب، بأن نصغي إلى الطفل الذي كناه في أحد الأيام،
والذي استمر وجوده فينا، داعياً إيانا إلى أن نعير اهتمامنا وانتباهنا لما يقوله لنا
الطفل الذي مازال يعيش في قلبنا، دون أن نخجل منه، ودون أن نجعله يخاف
لأنه ترك وحيداً، ولنسمح له بأن يأخذ قليلاً بيده عنان حياتنا، بذلك نكون قد
قدمنا له الغبطة التي يحتاج إليها حتى لو كان ذلك يعني أن نعمل بغير
الطريقة التي اعتدناها، حتى لو بدا ذلك حماقة في عيون الآخرين .
يذكرنا الكاتب بجملة ذلك الرجل
الذي تسلق أعلى قمم الجبال في بلاده التي تقول:
الحياة بلا مغامرة هي حياة مجردة من النعمة .
********
********
للألم تجلياته المختلفة
نحن نتألم حين نمرض، ونتألم روحياً حين نشعر بالفقد أو الخسارة
لكن لماذا على الإنسان أن يتألم حين يحب؟
وهل يمكن للحب أن يكون خالياً من الألم؟
أليس الحب مدعاة للسعادة والفرح وإشراقة الأمل؟ لماذا، إذاً
تقترن قصص الحب الكبرى بالمعاناة؟
ولماذا يزداد ألم الإنسان كلما أوغل في الحب
وأصبح أكثر صدقاً في مشاعره؟
في روايته على ضفة نهر بيديا
جلستُ وبكيت يتصدى باولو كويهلو لهذه العلاقة المحيرة بين مشاعر الحب ومعاناة الألم
مدققاً في الأسباب التي تجعل امرأة تتألم من أجل رجل، أو العكس أيضاً:
أن يتألم رجل من أجل امرأة .
وهو يفعل ذلك بمعالجة روحانية شديدة الرهافة، ملاحظاً أنه ما من أحد منا إلا وانتابه
في لحظة أو أخرى الإحساس بأنه يعاني حبّاً لا يستحق التعب من أجله، أو لشعوره بأنه
يعطي أكثر مما يأخذ، أو أنه لا يستطيع فرض قاعدة على هذا الحب
إننا نتألم من دون حق، ذلك أنّ بذرة تطورنا موجودة في الحب، وكلما أحببنا اقتربنا من
التجربة الروحانية . . إن أولئك الذين اكتوت نفوسهم بنار الحب كانوا قادرين على
استجلاب السعادة، لأن من يحب يتغلب على العالم دون خوف من أن يخسر شيئاً
مهماً كان شأنه . الحب الحقيقي هو عملية عطاء كلي، كما يقول .
يذهب الكاتب بعيداً في وصف هذه الطاقة العاطفية النبيلة، أي الحب الذي هو برأيه
مملوء بالفخاخ وعندما يريد أن يظهر، فإنه يظهر نوره تماماً،
ولا يسمح لنا أن نرى الظلال التي يولدها هذا النور .
وهو هنا يقدم نصيحة من ذهب، بأن نصغي إلى الطفل الذي كناه في أحد الأيام،
والذي استمر وجوده فينا، داعياً إيانا إلى أن نعير اهتمامنا وانتباهنا لما يقوله لنا
الطفل الذي مازال يعيش في قلبنا، دون أن نخجل منه، ودون أن نجعله يخاف
لأنه ترك وحيداً، ولنسمح له بأن يأخذ قليلاً بيده عنان حياتنا، بذلك نكون قد
قدمنا له الغبطة التي يحتاج إليها حتى لو كان ذلك يعني أن نعمل بغير
الطريقة التي اعتدناها، حتى لو بدا ذلك حماقة في عيون الآخرين .
يذكرنا الكاتب بجملة ذلك الرجل
الذي تسلق أعلى قمم الجبال في بلاده التي تقول:
الحياة بلا مغامرة هي حياة مجردة من النعمة .
********