الامير سالم
12-12-2021, 08:31 PM
الخاتم السحري و الإخوة الثلاث ....
سفيان رجل طيب و كريم يحب زوجته زهرة و اولاده الثلاث حبا عظيم .. مرضت زوجته مرضا شديد حار الاطباء في علاجها و تدهورت حالتها كثير .
عرفت نفسها انها سوف تفارق الحياة و ترحل من هذه الدنيا قريبا فطلبت من زوجها ان يحملها الي شاطئ البحر لتتنسم هواه الطيب العليل ..
فاستجاب الي طلبها و اخدها الي البحر و جلسا الي جانب بعضهما ..
كانت هناك نسمة جميلة تهب من البحر بين حين و حين و كلما هبت تلك النسمة استنشقتها بقوة ..
حدث ذلك عدة مرات ثم اسندت رأسها على كتف زوجها و غادرت روحها الحياة مع تلك النسمات الي جوار ربها..
حزن سفيان على زوجته زهرة حزنا شديد فكانت كل دمعة نزلت من عيناه في تلك اللحظات كانت تنطق بالحب و الوفاء . حزن حزنا لم يحزنه قلبه في حياته قط ..
و اخيرا سلم الامر الي الله عز و جل وتوجه الي الاهتمام بأولاده الثلاث الدين هم ثمرات حبه العظيم .
كان يحبهم حبا شديد ويرى فيهم صورة امهم الحب الاول و الاخير ..
كان سفيان كلما يشتد به الشوق الي زوجته ذهب الي شاطئ البحر الي ذلك المكان الدي صعدت فيه روحها الي ربها و يجلس يناجيها و يفضفض اليها بهمومه و مكنون صدره ..
و ذات يوما بينما كان جالس يحاكيها شاهد اشعة غريبة في الرمل قريبة من قدميه . مد اليها يده و اخرجها من بين حبات الرمل ..
فاذا هي خاتم عجيب غريب ثنبتق منه اشعة بالوان جميلة مختلفة و كأنها الوان ..
و بينما هو يتفحص في هذا الخاتم العجيب اذا بشيخ جليل بلحية بيضاء و ثياب بيضاء في البحر يسير على سطح الماء قادم نحوه ..
اخدته الدهشة و صار ينظر اليه الي حين وصل اليه .. القى عليه السلام ثم نزع من اصبعه خاتم زواجه و البسه بدل منه هذا الخاتم و قال له :
ما جزاء الوفاء الا الوفاء .. حافظ على هذا الخاتم حفاظك على حياتك و اورثه الي احب ابناءك الي قلبك
فمن حمله نال رضى الله و اسبغت عليه النعم و احبه الناس ..
ثم اطرق الشيخ عائدا يتوكأ على عصاه الي البحر يسير فوق سطح الماء و كانه على اليابسة حتى اختفى على الانظار ..
فرح سفيان و شعر ان هذا الخاتم قد ارسلته له زوجته ..
فاخبر اولاده على سر هذا الخاتم ..
و مرت السنوات تلو السنوات و اصبح سفيان محبوب عند جميع الناس و اسبغ الله عليه النعم و الخير الكثير ..
شعر سفيان ان اجله قد دنى و من المفترض ان يوصي بالخاتم الي احد اولاده ..
و لكنه في حيرة !! فهو يحب كل اولاده و لا يفرق بينهم و لا يستطيع ان يفضل احد على الاخر ..
استطرق قليلا ثم اتته فكرة عظيمة سطعت كالنور الالهي ..
فدعى اليه صائغ محترف الصنعة و طلب اليه ان يصنع له خاتمين يشبهان خاتمه بحيث لا يستطيع احد ان يفرق بين الثلاث .
و اوصاه بان لا يذخر مالا و لا جهد في اتقان الصنع .
و مضى الصائغ بالخاتم و بعد عشرة ايام رجع بالأختام الثلاث . كانت غاية في الإتقان فلم راها سفيان دهش و لم يستطيع ان يتعرف من بينهما على الخاتم الحقيقي ..
فرح الرجل بهده الفكرة ثم دعى اولاد كل واحد على حدا و سلمه خاتم و دعى له بالبركة .
و بعد ايام انتقل سفيان الي جوار ربه ..
دفن الاخوة الثلاث اباهم ثم اظهر كل واحد خاتمه و ادعى انه هو صاحب الزعامة و الخليفة لوالده في البيت ..
وقع الخلاف .. و دب الشجار .. و تفاقم النزاع .. و كل واحد يقول انه صاحب الخاتم الحقيقي ..
و اخيرا طلب اوسطهم بان يحتكموا الي القاضي و يسلموا بما يحكم .. استحسن الجميع الفكرة وافقوا عليها حتى لا يتشتت شمل العائلة ..
وقف الجميع امام القاضي و حلف كل واحد اليمين بان والده اعطاه الخاتم ..
حار القاضي ماذا يصنع و كيف يصنع في هذه القضية .. ثم اهتدى الي الحل فقال لهم :
الم تقولوا ان للخاتم فعل سحري .. من يحمله يحصل على رضى ربه و محبته و محبة الناس اجمعين ؟ ! ..
قالوا جميعا : بلى والله !! ..
فقال : اذا . من منكم حاز رضى الله و محبة الناس ؟!! .. هيا تكلموا .. اجيبوا .. فلم يجيبوا !! ..
فقال : اذن .. خواتمكم الثلاث كلها مزيفة .. و ان الخاتم الحقيقي قد فقد .. ( رحم الله اباكم يا ابنائي فقد كان رجل طيب مبارك ) ..
خدوا مني هذه النصيحة و ليس حكما ..
كل واحد منكم يعتبر ان خاتمه هو الخاتم الحقيقي و اسعوا في رضى الله ومحبته فيعطيكم محبته و محبة الناس .
تخلقوا بالخلق الطيب و العفة و السلوك القويم
و بعد ذلك سيظهر اثر الخاتم فارجعوا اليا و ساحكم له به ادا كنت على قيد الحياة ..
.. انتهت ..
.... بقلمي ...
سيف ذيزن ..
سفيان رجل طيب و كريم يحب زوجته زهرة و اولاده الثلاث حبا عظيم .. مرضت زوجته مرضا شديد حار الاطباء في علاجها و تدهورت حالتها كثير .
عرفت نفسها انها سوف تفارق الحياة و ترحل من هذه الدنيا قريبا فطلبت من زوجها ان يحملها الي شاطئ البحر لتتنسم هواه الطيب العليل ..
فاستجاب الي طلبها و اخدها الي البحر و جلسا الي جانب بعضهما ..
كانت هناك نسمة جميلة تهب من البحر بين حين و حين و كلما هبت تلك النسمة استنشقتها بقوة ..
حدث ذلك عدة مرات ثم اسندت رأسها على كتف زوجها و غادرت روحها الحياة مع تلك النسمات الي جوار ربها..
حزن سفيان على زوجته زهرة حزنا شديد فكانت كل دمعة نزلت من عيناه في تلك اللحظات كانت تنطق بالحب و الوفاء . حزن حزنا لم يحزنه قلبه في حياته قط ..
و اخيرا سلم الامر الي الله عز و جل وتوجه الي الاهتمام بأولاده الثلاث الدين هم ثمرات حبه العظيم .
كان يحبهم حبا شديد ويرى فيهم صورة امهم الحب الاول و الاخير ..
كان سفيان كلما يشتد به الشوق الي زوجته ذهب الي شاطئ البحر الي ذلك المكان الدي صعدت فيه روحها الي ربها و يجلس يناجيها و يفضفض اليها بهمومه و مكنون صدره ..
و ذات يوما بينما كان جالس يحاكيها شاهد اشعة غريبة في الرمل قريبة من قدميه . مد اليها يده و اخرجها من بين حبات الرمل ..
فاذا هي خاتم عجيب غريب ثنبتق منه اشعة بالوان جميلة مختلفة و كأنها الوان ..
و بينما هو يتفحص في هذا الخاتم العجيب اذا بشيخ جليل بلحية بيضاء و ثياب بيضاء في البحر يسير على سطح الماء قادم نحوه ..
اخدته الدهشة و صار ينظر اليه الي حين وصل اليه .. القى عليه السلام ثم نزع من اصبعه خاتم زواجه و البسه بدل منه هذا الخاتم و قال له :
ما جزاء الوفاء الا الوفاء .. حافظ على هذا الخاتم حفاظك على حياتك و اورثه الي احب ابناءك الي قلبك
فمن حمله نال رضى الله و اسبغت عليه النعم و احبه الناس ..
ثم اطرق الشيخ عائدا يتوكأ على عصاه الي البحر يسير فوق سطح الماء و كانه على اليابسة حتى اختفى على الانظار ..
فرح سفيان و شعر ان هذا الخاتم قد ارسلته له زوجته ..
فاخبر اولاده على سر هذا الخاتم ..
و مرت السنوات تلو السنوات و اصبح سفيان محبوب عند جميع الناس و اسبغ الله عليه النعم و الخير الكثير ..
شعر سفيان ان اجله قد دنى و من المفترض ان يوصي بالخاتم الي احد اولاده ..
و لكنه في حيرة !! فهو يحب كل اولاده و لا يفرق بينهم و لا يستطيع ان يفضل احد على الاخر ..
استطرق قليلا ثم اتته فكرة عظيمة سطعت كالنور الالهي ..
فدعى اليه صائغ محترف الصنعة و طلب اليه ان يصنع له خاتمين يشبهان خاتمه بحيث لا يستطيع احد ان يفرق بين الثلاث .
و اوصاه بان لا يذخر مالا و لا جهد في اتقان الصنع .
و مضى الصائغ بالخاتم و بعد عشرة ايام رجع بالأختام الثلاث . كانت غاية في الإتقان فلم راها سفيان دهش و لم يستطيع ان يتعرف من بينهما على الخاتم الحقيقي ..
فرح الرجل بهده الفكرة ثم دعى اولاد كل واحد على حدا و سلمه خاتم و دعى له بالبركة .
و بعد ايام انتقل سفيان الي جوار ربه ..
دفن الاخوة الثلاث اباهم ثم اظهر كل واحد خاتمه و ادعى انه هو صاحب الزعامة و الخليفة لوالده في البيت ..
وقع الخلاف .. و دب الشجار .. و تفاقم النزاع .. و كل واحد يقول انه صاحب الخاتم الحقيقي ..
و اخيرا طلب اوسطهم بان يحتكموا الي القاضي و يسلموا بما يحكم .. استحسن الجميع الفكرة وافقوا عليها حتى لا يتشتت شمل العائلة ..
وقف الجميع امام القاضي و حلف كل واحد اليمين بان والده اعطاه الخاتم ..
حار القاضي ماذا يصنع و كيف يصنع في هذه القضية .. ثم اهتدى الي الحل فقال لهم :
الم تقولوا ان للخاتم فعل سحري .. من يحمله يحصل على رضى ربه و محبته و محبة الناس اجمعين ؟ ! ..
قالوا جميعا : بلى والله !! ..
فقال : اذا . من منكم حاز رضى الله و محبة الناس ؟!! .. هيا تكلموا .. اجيبوا .. فلم يجيبوا !! ..
فقال : اذن .. خواتمكم الثلاث كلها مزيفة .. و ان الخاتم الحقيقي قد فقد .. ( رحم الله اباكم يا ابنائي فقد كان رجل طيب مبارك ) ..
خدوا مني هذه النصيحة و ليس حكما ..
كل واحد منكم يعتبر ان خاتمه هو الخاتم الحقيقي و اسعوا في رضى الله ومحبته فيعطيكم محبته و محبة الناس .
تخلقوا بالخلق الطيب و العفة و السلوك القويم
و بعد ذلك سيظهر اثر الخاتم فارجعوا اليا و ساحكم له به ادا كنت على قيد الحياة ..
.. انتهت ..
.... بقلمي ...
سيف ذيزن ..