ابن البادية
12-20-2021, 11:22 PM
https://i51.servimg.com/u/f51/18/95/18/79/ocoo10.jpg
قسوة الحياة
................
مدخل /
رجل في الاربعينات يجلس في اخر عربات القطار
لا وجود للحب بقلبه ولا حتي فى مذكراته ...؟
خسر الكثير والكثير يعتقد بأنه لا يمكن أن يبدا من جديد
فكره مشغولُ جداً .. ومزدحم بالضوضاء
والأحزان تتكاتف عند بوابة أحلامه كالطاحونة
لاشى معه سوى كوم من الاوراق ربما تحمل نكهه الماضي
لا يدرى من اين قادم ..!! ولا حتى الى اين راحل
ليست له وجهه يقصدها
ولا محطه سيتوقف عندها ..!!
مخرج /
كان يود لو كانت حياته ملعب كرة خالي من الحكام والجماهير
يلهث فيه طولا وعرضا ويسجل اهدافه كم يشاء ..
وكان يتمنى لو كانت حياته راويه هو كاتبها
ليغير فصولها بما يحلو له
و يرسم تفاصلها كما يتمنى ..!!
ولكنها امنيات زائفه ..
من نافذة القطار ينظر ناحية السماء
و يتساءل كيف أصبحت حياتي هكذا ؟ …
أفكار تقترب منه حتى يضن بانه سوف يمسك بها
واخرى .. تبتعد عنه لتدخله فى دوامه أسئلة .. لانهايه لها …
حالة فراغ متواصلة كالسيول الجارفة تجره الا ما لا يعلم
حتى أصبحت افكاره مشوشه كشاشه انقطعت عنها الإشارة ...
حالة هذيان مرعبة تجوب افكاره ليلا ونهارا .
حتى انتزعت منه طعم الحياه ..
وصار يحبذ العزله رغم كرهه الشديد لها..
هو نفسه لا يعرف اسباب هذه العزلة التي فرضها على نفسه
سئم من الوحدة و محادثة نفسه لكنه يجهل الطريق والوسيلة
كان فيما مضى . شخصيه أَرِسْتُقْرَاطِيٌّه فى المجتمع
يمتلك الجاه والمال .. وايضا السلطة ..
الكل يتنافس للتقرب منه
وكان سعيدا بما حوله من الناس
واكثر سعادة بتلك الحسناء التي كانت تملى حياته بِالحبً الدافئ
ولكن لعنة الغيرة والحسد اصابته فجاه ..
خذلته الحسناء فجعلته اتعس الناس
واصبح بلا مأوى ولا اصدقاء ...متسولا على ابواب الحانات
يتحدث دائما الى نفسه .. عله يضفر ببعض الاجابات حول ماجرى
ولاشى يتكرر بيومه سوى سؤال عالق بذاكرته منذ سنوات
لماذا انا لوحدي ..؟ اين هم من كانوا جولى ..؟
اين هم الاقارب والاصدقاء ..؟
اليس بالأمس كانوا كثر ..!!!
واين هي .. تلك الحسناء ..؟
التي كانت تملأ قلبي وحياتي بالحب ..!!
اين اختفت هي ايضا ..؟ ...
اما ان الحب ايضا له نهايه بانتهاء المصلحه ..!!
تسقط اولى دموع الحسرة ..
ليس على اصدقائه فقط ..!!
بل .. عن ضياع كل شى جميل بحياته ..
كان ..يعتقد لو خذله العالم باسره ..فأنها .. لن يخذله ابدا
ولن يسقط طالما ستكون بجانبه .
يبدوا بانه عول على تلك الفتاه
فافقدته حتى ثقته بنفسه
طيلة تلك السنوات كان خائفا وهاربا
من كل شىيا..والا شيء
ولم يتسنى له بان يسأل ذاته يوما ..
لماذا.. كل هذا القلق و الخوف ؟ …
ومما الخوف اصلا..!!
اليس خالقه قادر
في رمشه عين بان يغير مجرى حياته الى الاحسن ..؟
ولكنه .. لم يعد يثق بنفسه ولا حتى في أفكاره ..
تلك الفتاه افقدته كل شىء ..وبرحليها
وصل الى اقصى مراحل الاحباط
حتى صار يخاطب نفسه ..
دون ان يضفر باجابه واحده تريحه
تمر عليه اوقات كثيرة
يتساءل ما الهدف من المضي في الحياة
دون أن نعلم من نكون أو لما نحن هنا …
وفى ضوء هذا الارباك والتخبط .ومخاطبه ذاته
يجلس بقربه شاب يضع نظارات فوق حاجبيه
ويبدوا بانه مبتهج كثيرا
يعتقد بانه اسعد الناس لأنه يجلس بقرب مفكر
كان كثير الكلام
مندفع بان يعرف كل شى قبل اول محطة للقطار
استقبله بابتسامه شحيحه .. هو ليس هكذا ..
ولكن ... لاشى بداخله لم تنال منه التعاسة
يسأله الشاب سيدى ماذا كتبت عن الحب ..
فيرد .. ..قائلا .. لا وجود للحب هنا بأوراقي ...؟
سيدى . اقصد ما. رايك في العلاقات الانسانية والحب ..؟
لا شيء اسمه علاقة , ولا حتى انتماء بهذا الزمن ..
كل شى سيتبخر مع اولى العقبات .بل مع اول محطة
وقف الرجل مصدوما قائلا ... إذاً أين أجد الحب. . !!
يبتسم ابتسامه استهزاء ليس على الشاب بل من نفسه
قائلا .. ربما ... ستجده في اعماق القلوب النقية ..
ولكن ..!!! أشك ان تجدها بهذا الزمن ..!!
فقلوب البشر اليوم كلها زائفة ومخادعه
مثلى مظهري هذا ..
فلا تغر بك هيئة البشر وأشكالهم ..يارجل
ولا حتى ثقافتهم ..
يبتسم الشاب قائلا ... سيدي المفكر
إني اعتذر ... لأنني لم افهمك جيداً
وربما .. لم استوعب حتى كلماتك هذه
انا سوف انزل في المحطة القادمة .. سعدت بلقائك ..
يرد عليه اذا فلا تتعب نفسك في تحليل كلماتي
انا ايضا اجهل ما قلته للتو .. !!!
يهز الشاب راسه مخاطبا نفسه .. هكذا المفكرين والعباقرة ..
شخصيات غير سوية .. ربما اصابه الزهائمر
توقف القطار..
لملم اوراقه عن غير العادة وهبط مسرعا خلف ذاك الشاب
كانه تذكر شئيا عن الحب
تتساقط عليه زخات المطر
يمسك بها بكف يده شعر بجريان الماء
ينظر حوله عله يجد من يستقبله ..
ربما اعتاد على اجواء الاستقبال من تلك الوجوه التى كانت تتقرب منه
او .. يبدوا بانه بداء يشعر بالمطر
واشياء اخرى كانت غائبه عنه
منذ سبع سنوات كان تائها في هذا العالم
لا يدرى حتى باى فصل هو الان ..
او ربما سئم الوحدة و محادثة نفسه .. وقرر مواجه واقعه
كل الاحتمالات واردة ..
لأنه لازال يعانى من اثار تلك الصدمه
على صوت المطر استيقظ من سباته .. شئيا ما حصل
خيل اليه بان فتاه .. قادمه اليه كي تستقبله
يرهف السمع كأنه يصغي اليها و هي تحدثه عن ذكريات
لعلها تخفف من حدة أوجاعه …
بداء يبحث عن كلمات لأتحمل اوجاع الماضي ..
يريد ان يمسح ماضيه كاملا
كان من الصعب عليه أن يتعلق باى شى جميل ..
ولكنه اراد ان يخرج من تلك العزله .. والاحباط
حتى أن كانت وهما ..
هو يريد تلك الصادقه التى تقبله بما هو عليه الان
ربما ستنج بأن تجمع أفكاره المبعثرة ..
ربما سيسمح لها بأن تنسج من اكوام اوراقة
وذكرياته المكدسة ما يقيه برد الشتاء ..
تخاطبه بصوت أنثوى رقيق خالى من النفاق ..لاعليك ..
انت فقط تحاج لبعض من الوقت
و كثير من الصبر ..
كى تتجاوز تلك الافكار التي تسكنك ..
قالت ما قالت ... ورحلت .. وضل هو واقفا
ياترى حبا جديدا يمكن ان ينسيه ذاك الماضي ..؟
ويفتح امامه افاق جديده للحياه ..؟
اما ستبقى بعض الذكريات عقبه امامه ..
وتبقيه رهينة الماضي ..؟
و لا شيئ سيتغير في حياته .. ؟
حتى حب دافى وصادق ..؟
حاول تجاوز هذه الافكار والاسئله ولحق بتلك الفتاه
ولكن الامطار كانت تسارعه كثيرااا
لتخفيى عنه ليس الفتاه وحسب بل حتى ملامحها
ولكنه ادرك اخيرا بأنه أضاع الكثير من ايام حياته
ويجب عليه التمسك بالقادم
وان يودع تلك الايام التى كانت تسكن عقله ..
فلا جدوى منها..
نعم هو يحتاج لبعض من الوقت و كثير من الصبر
هذا ماقالته تلك الفتاه
ولكن ماذا ستقولون انتم ايها الاصدقاء..؟
انتهى ... حصري ... بقلمى ..
سعيد ابراهيم / الكنية ابن البادية
قسوة الحياة
................
مدخل /
رجل في الاربعينات يجلس في اخر عربات القطار
لا وجود للحب بقلبه ولا حتي فى مذكراته ...؟
خسر الكثير والكثير يعتقد بأنه لا يمكن أن يبدا من جديد
فكره مشغولُ جداً .. ومزدحم بالضوضاء
والأحزان تتكاتف عند بوابة أحلامه كالطاحونة
لاشى معه سوى كوم من الاوراق ربما تحمل نكهه الماضي
لا يدرى من اين قادم ..!! ولا حتى الى اين راحل
ليست له وجهه يقصدها
ولا محطه سيتوقف عندها ..!!
مخرج /
كان يود لو كانت حياته ملعب كرة خالي من الحكام والجماهير
يلهث فيه طولا وعرضا ويسجل اهدافه كم يشاء ..
وكان يتمنى لو كانت حياته راويه هو كاتبها
ليغير فصولها بما يحلو له
و يرسم تفاصلها كما يتمنى ..!!
ولكنها امنيات زائفه ..
من نافذة القطار ينظر ناحية السماء
و يتساءل كيف أصبحت حياتي هكذا ؟ …
أفكار تقترب منه حتى يضن بانه سوف يمسك بها
واخرى .. تبتعد عنه لتدخله فى دوامه أسئلة .. لانهايه لها …
حالة فراغ متواصلة كالسيول الجارفة تجره الا ما لا يعلم
حتى أصبحت افكاره مشوشه كشاشه انقطعت عنها الإشارة ...
حالة هذيان مرعبة تجوب افكاره ليلا ونهارا .
حتى انتزعت منه طعم الحياه ..
وصار يحبذ العزله رغم كرهه الشديد لها..
هو نفسه لا يعرف اسباب هذه العزلة التي فرضها على نفسه
سئم من الوحدة و محادثة نفسه لكنه يجهل الطريق والوسيلة
كان فيما مضى . شخصيه أَرِسْتُقْرَاطِيٌّه فى المجتمع
يمتلك الجاه والمال .. وايضا السلطة ..
الكل يتنافس للتقرب منه
وكان سعيدا بما حوله من الناس
واكثر سعادة بتلك الحسناء التي كانت تملى حياته بِالحبً الدافئ
ولكن لعنة الغيرة والحسد اصابته فجاه ..
خذلته الحسناء فجعلته اتعس الناس
واصبح بلا مأوى ولا اصدقاء ...متسولا على ابواب الحانات
يتحدث دائما الى نفسه .. عله يضفر ببعض الاجابات حول ماجرى
ولاشى يتكرر بيومه سوى سؤال عالق بذاكرته منذ سنوات
لماذا انا لوحدي ..؟ اين هم من كانوا جولى ..؟
اين هم الاقارب والاصدقاء ..؟
اليس بالأمس كانوا كثر ..!!!
واين هي .. تلك الحسناء ..؟
التي كانت تملأ قلبي وحياتي بالحب ..!!
اين اختفت هي ايضا ..؟ ...
اما ان الحب ايضا له نهايه بانتهاء المصلحه ..!!
تسقط اولى دموع الحسرة ..
ليس على اصدقائه فقط ..!!
بل .. عن ضياع كل شى جميل بحياته ..
كان ..يعتقد لو خذله العالم باسره ..فأنها .. لن يخذله ابدا
ولن يسقط طالما ستكون بجانبه .
يبدوا بانه عول على تلك الفتاه
فافقدته حتى ثقته بنفسه
طيلة تلك السنوات كان خائفا وهاربا
من كل شىيا..والا شيء
ولم يتسنى له بان يسأل ذاته يوما ..
لماذا.. كل هذا القلق و الخوف ؟ …
ومما الخوف اصلا..!!
اليس خالقه قادر
في رمشه عين بان يغير مجرى حياته الى الاحسن ..؟
ولكنه .. لم يعد يثق بنفسه ولا حتى في أفكاره ..
تلك الفتاه افقدته كل شىء ..وبرحليها
وصل الى اقصى مراحل الاحباط
حتى صار يخاطب نفسه ..
دون ان يضفر باجابه واحده تريحه
تمر عليه اوقات كثيرة
يتساءل ما الهدف من المضي في الحياة
دون أن نعلم من نكون أو لما نحن هنا …
وفى ضوء هذا الارباك والتخبط .ومخاطبه ذاته
يجلس بقربه شاب يضع نظارات فوق حاجبيه
ويبدوا بانه مبتهج كثيرا
يعتقد بانه اسعد الناس لأنه يجلس بقرب مفكر
كان كثير الكلام
مندفع بان يعرف كل شى قبل اول محطة للقطار
استقبله بابتسامه شحيحه .. هو ليس هكذا ..
ولكن ... لاشى بداخله لم تنال منه التعاسة
يسأله الشاب سيدى ماذا كتبت عن الحب ..
فيرد .. ..قائلا .. لا وجود للحب هنا بأوراقي ...؟
سيدى . اقصد ما. رايك في العلاقات الانسانية والحب ..؟
لا شيء اسمه علاقة , ولا حتى انتماء بهذا الزمن ..
كل شى سيتبخر مع اولى العقبات .بل مع اول محطة
وقف الرجل مصدوما قائلا ... إذاً أين أجد الحب. . !!
يبتسم ابتسامه استهزاء ليس على الشاب بل من نفسه
قائلا .. ربما ... ستجده في اعماق القلوب النقية ..
ولكن ..!!! أشك ان تجدها بهذا الزمن ..!!
فقلوب البشر اليوم كلها زائفة ومخادعه
مثلى مظهري هذا ..
فلا تغر بك هيئة البشر وأشكالهم ..يارجل
ولا حتى ثقافتهم ..
يبتسم الشاب قائلا ... سيدي المفكر
إني اعتذر ... لأنني لم افهمك جيداً
وربما .. لم استوعب حتى كلماتك هذه
انا سوف انزل في المحطة القادمة .. سعدت بلقائك ..
يرد عليه اذا فلا تتعب نفسك في تحليل كلماتي
انا ايضا اجهل ما قلته للتو .. !!!
يهز الشاب راسه مخاطبا نفسه .. هكذا المفكرين والعباقرة ..
شخصيات غير سوية .. ربما اصابه الزهائمر
توقف القطار..
لملم اوراقه عن غير العادة وهبط مسرعا خلف ذاك الشاب
كانه تذكر شئيا عن الحب
تتساقط عليه زخات المطر
يمسك بها بكف يده شعر بجريان الماء
ينظر حوله عله يجد من يستقبله ..
ربما اعتاد على اجواء الاستقبال من تلك الوجوه التى كانت تتقرب منه
او .. يبدوا بانه بداء يشعر بالمطر
واشياء اخرى كانت غائبه عنه
منذ سبع سنوات كان تائها في هذا العالم
لا يدرى حتى باى فصل هو الان ..
او ربما سئم الوحدة و محادثة نفسه .. وقرر مواجه واقعه
كل الاحتمالات واردة ..
لأنه لازال يعانى من اثار تلك الصدمه
على صوت المطر استيقظ من سباته .. شئيا ما حصل
خيل اليه بان فتاه .. قادمه اليه كي تستقبله
يرهف السمع كأنه يصغي اليها و هي تحدثه عن ذكريات
لعلها تخفف من حدة أوجاعه …
بداء يبحث عن كلمات لأتحمل اوجاع الماضي ..
يريد ان يمسح ماضيه كاملا
كان من الصعب عليه أن يتعلق باى شى جميل ..
ولكنه اراد ان يخرج من تلك العزله .. والاحباط
حتى أن كانت وهما ..
هو يريد تلك الصادقه التى تقبله بما هو عليه الان
ربما ستنج بأن تجمع أفكاره المبعثرة ..
ربما سيسمح لها بأن تنسج من اكوام اوراقة
وذكرياته المكدسة ما يقيه برد الشتاء ..
تخاطبه بصوت أنثوى رقيق خالى من النفاق ..لاعليك ..
انت فقط تحاج لبعض من الوقت
و كثير من الصبر ..
كى تتجاوز تلك الافكار التي تسكنك ..
قالت ما قالت ... ورحلت .. وضل هو واقفا
ياترى حبا جديدا يمكن ان ينسيه ذاك الماضي ..؟
ويفتح امامه افاق جديده للحياه ..؟
اما ستبقى بعض الذكريات عقبه امامه ..
وتبقيه رهينة الماضي ..؟
و لا شيئ سيتغير في حياته .. ؟
حتى حب دافى وصادق ..؟
حاول تجاوز هذه الافكار والاسئله ولحق بتلك الفتاه
ولكن الامطار كانت تسارعه كثيرااا
لتخفيى عنه ليس الفتاه وحسب بل حتى ملامحها
ولكنه ادرك اخيرا بأنه أضاع الكثير من ايام حياته
ويجب عليه التمسك بالقادم
وان يودع تلك الايام التى كانت تسكن عقله ..
فلا جدوى منها..
نعم هو يحتاج لبعض من الوقت و كثير من الصبر
هذا ماقالته تلك الفتاه
ولكن ماذا ستقولون انتم ايها الاصدقاء..؟
انتهى ... حصري ... بقلمى ..
سعيد ابراهيم / الكنية ابن البادية