تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شجاعة النبي صلي الله عليه و سلم ..


˛ ذآتَ حُسن ♔
12-24-2021, 03:51 PM
شجاعة النبي صلي الله عليه و سلم ..

و(احمرَّ البأسُ وحَميَ): كناية عن شدة الحرب.

☼ بل إن الفـارس الشجاع صاحب المـواقف المشهـورة والوقائـع المعـروفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ؛ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ» (أخرجه أحمد).

☼ وقد فرَّ الناس يوم حنين، وما ثبت إلا هو صلى الله عليه وسلم، وطَفِق يركض بغلته قِبَلَ الكفار، وعمُّه العباس آخذٌ بلجامها، يكفُّها عن الإسراع؛ فأقبل المشركون إليه، فلما غشوه لم يفرَّ، ولم ينكص؛ بل نزل عن بغلته؛ كأنما يمكنُّهم من نفسه، وجعل يقول: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» (البخاري ومسلم). كأنما يتحداهم ويدُّلهم على مكانه!!

☼ وكان صدره بارزًا للسيوف والرماح، يُصرع الأبطال بين يديه، ويُذبح الكماة أمام ناظريه، وهو باسم المُحيا، طلق الوجه، ساكن النفس.
☼ إنها شجاعة لم تعرف لها البشرية نظيرًا؛ ولقد حُقَّ لشجاعة الشجعان أن تتواضع لشجاعته صلى الله عليه وسلم إكبارًا لها وإجلالاً!!
☼ وكان أول من يهبُّ عند سماع المنادي، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينة ذاتَ ليلةٍ، فانطلق أناسٌ قِبَلَ الصوت، فتلقاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راجعًا، وقد سبقهم إلى الصَّوْتِ، وَقَدْ تبيَّنَ الْخَبَرَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ؛ ما عليه سَرْج، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وهوَ يقول: «لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا» (البخاري ومسلم).

و(عُرْيٍ): ليس عليها سَرْج، و(تُرَاعُوا): الروع؛ الخوف والفزع.

فيا لها من شجاعة!! إذ هبَّ إلى موطن الخطر وحدَه، قبل أن يتحرك الناس، وهذا من أصعب الأشياء، حتى على نفوس الشجعان.

[☼ وتكالبت عليه الأحزابُ يومَ الخندق من كلِّ مكان، وضاق الأمرُ وحلَّ الكربُ، وبلغت القلوبُ الحناجرَ، وزُلزِل المؤمنون زلزالاً شديدًا، فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه، حتى نصره ربُّه، وردَّ كيد عدوِّه، وأخزى خصومَه، وأرسل عليهم ريحًا وجنودًا، وباءوا بالخسران والهوان.

☼ وما غزواته الكثيرة التي غزاها صلى الله عليه وسلم وسطّرتها كتب السير والمغازي والأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن بسالته وشجاعته في المعارك التي خاضها ضد الكفار والمشركين واليهود ـ والتي لم نذكر منها إلا النذر اليسيرـ ما هي إلا دليل صدق لا مرية فيه، يؤكد ويدلل على خُلُق الشجاعة والبسالة الذي كان يتحلى به ويتصف به صلى الله عليه وسلم.

☼ ولم تأخذه صلى الله عليه وسلم في الله عزَّ وجلَّ، لومةُ لائمٍ؛ فكان لا يهاب إلا الله عزَّ وجلَّ، وكان يجاهد بنفسه وماله لإعلاء كلمة الله تعالى؛ لتكون هي العليا، ولكي يظهر الحق ويزهق الباطل ويسحقه؛ فكان له صلى الله عليه وسلم ما أراد، ونصره الله عزَّ وجلَّ، وأعلى قدره وشأنه، وأظهر دينه على الأديان كلِّها.


[☼ فإذا ذُكِـرت الشجاعةُ ذُكِـر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا ذُكِـرت البطولة والبسالة ذُكِر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

☼ وكانت قوته صلى الله عليه وسلم الجسدية عظيمة، تبلغ قوة ثلاثين رجلاً؛ فعن أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ. قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَوَكَانَ يُطِيقُهُ؟! قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ (البخاري ومسلم).

وهذا رُكَانَة الذي ما صرعه أحدٌ على وجهِ الأَرْضِ، قَبْلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كما يقول هو عن نفسه- خلا يومًا برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شِعاب مكة؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا رُكَانَةُ، ألا تَتّقِي الله، وَتَقْبَلُ مَا أَدْعُوك إلَيْهِ؟»، قال: «إنّي لَوْ أَعْلَمُ أَنّ الّذِي تَقُولُ حَقٌّ لاتّبَعْتُك»، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفَرَأَيْتَ إنْ صَرَعْتُك، أَتَعْلَمُ أَنَّ مَا أَقُولُ حَقٌّ؟» قال: «نعم». قال: «فَقُمْ حَتّى أُصَارِعَك».

قال: فَقَامَ إلَيْهِ رُكَانَةُ يُصَارِعُهُ، فَلمَّا بَطَشَ بِهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَضْجَعَهُ وَهُوَ لَا يَمْلِكُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «عُدْ يَا مُحَمّدُ». فَعَادَ فَصَرَعَهُ. فَقَالَ: «يَا مُحَمّدُ، والله، إنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ، أَتَصْرَعُنِي؟!!»(1).

فصرعه صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم، فلما كان في الثالثة قال: «يا محمد، ما وضعَ ظهري على الأرضِ أحدٌ قبْلَك، وما كانَ أحدٌ أبغض إليَّ منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسولُ الله»، فقام عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وردَّ عليه غنمه (السيرة النبوية لابن كثير).

[☼ ومـع هـذه الشجاعة البالغة، وتلك القـوة العـظيمة التي كان يتحـلى بها صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنها لم تكن أبدًا شجاعة تهور، ولا قوة بطش؛ وإنما كانت شجاعة مضبوطة بالعقل، وقوة مشـوبة بالرحمة؛ فلم يستعملها قطُّ إلا في مواطـن الوغى في الجهاد في سبيل إعـلاء كلمة الله.

☼ فلم يَنتقِمْ صلى الله عليه وسلم لنفسِه قطُّ، ولم يضرب بيده إلا في سبيل الله؛ فعن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: «... وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قطُّ، إلا أن تُنْتَهَك حرمةُ الله؛ فينتقم لله تعالى» (البخاري ومسلم).

☼ وقالت رضي الله عنها: «ما ضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قطُّ، إلا أن يجاهدَ في سبيل الله» (البخاري ومسلم).
وصدق الله: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ".
* * *

1(1) والراوي هو: إسحاق بن يسار، والقصة في كتب السيرة، راجع السيرة النبوية لابن كثير (2/82)، وحديث مصارعة ركانة في سنن أبي داود ، وحسنه الألباني في إرواء الغليل ..


اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و ال سيدنا محمد ..

حلا ليالي
12-24-2021, 04:08 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

أبو محـمد
12-24-2021, 06:21 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

طلة سحابه
12-25-2021, 03:43 AM
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif (http://a-3amry.com/up/)

اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم على اله وصحابته اجمعين

والحمد لله الذي جعل لنا قرانه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لانضيع معها ابدا
وجزاك الله خيـر على هالاضافه
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif (http://a-3amry.com/up/)

imported_القبطان
12-25-2021, 09:28 AM
جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته

لِين
12-25-2021, 11:47 AM
_


جزاك الله خيراً
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك.

الدكتور على حسن
12-25-2021, 04:58 PM
تحياتى وتقديرى
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع غاية فى الروعة
والجمـال والاستفـادة القيمة
ربنا يسعدك ويبارك فيــــــــــــك
يااااااااااااارب
لكم خالص
تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتـــور علـــى

توت احمر
12-26-2021, 02:43 AM
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
ff1 (8).png

عواد الهران
12-26-2021, 11:25 AM
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
12-26-2021, 04:03 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

عابر سبيل
12-30-2021, 09:39 PM
ذآت حسن

اللهم صل وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://i.pinimg.com/originals/8a/7d/cf/8a7dcf9e42481ceeacab52a571470de2.gif

عيسى العنزي
01-01-2022, 12:12 PM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

imported_ريآن
01-05-2022, 07:08 AM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

إيليف
01-05-2022, 11:06 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء

دمتِ بخير https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif.