الدكتور على حسن
12-25-2021, 08:56 PM
الخضر أم القَدَر ؟
هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟
هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما
و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟
أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا
موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي
فيه سيدنا الخضر عليه السلام
ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ï´¾
و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين
جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة؟
الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ،
قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ، لماذا ؟
لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ،
و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ،
إنما نحن في هذه القصة أمام علم
من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض ..
علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ،
كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم
ï´؟ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ï´¾ ،
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال
يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم
إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها ..
السؤال ...
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة
والحروب والأمراض؟
لماذا يموت الأطفال؟
كيف يعمل القدر ؟
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر_
المتكلم لعله يرشدنا
ï´؟ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ï´¾ ..
أهم مواصفات القدر المتكلم أنه
رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم .
فقال النبي البشر ( موسى ) :
ï´؟ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ï´¾
يرد القدر المتكلم ( الخضر ) :
ï´؟ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ï´؟ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ï´¾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري
ولن تصبر على التناقضات التي تراها
يرد موسى بكل فضول البشر :
ï´؟ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ï´¾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب ..
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت
للمساكين في القارب المثقوب ..
معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع ..
جعل موسى البشري يقول
ï´؟ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ï´¾ ..
عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما ..
أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟
يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟
يارب أنستحق هذه المهانة ؟
ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..
يمضي الرجلان .. و يقوم الخضر الذي وصفه
ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام .. و يمضي ..
فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي ..
و يعاتب بلهجة أشد ..
ï´؟ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ï´¾
تحول من إمراً إلى نكراً
و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا ..
و يعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى
ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله
بأن يصمت و لا يسأل ..
فيذهبان إلى القرية
فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..
و هنا ينفجر موسى ..
فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر ..
ï´؟ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ًï´¾
هنا تتجلى حكمة الإله
و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة ..
الشر نسبي .. و مفهومنا كبشر
عن الشر قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة ..
انتهى الجزء الاول
نلتقى فى الجزء الثانـى
إن شاء الله تعالـــــــــــى
تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟
هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟
هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما
و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟
أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا
موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي
فيه سيدنا الخضر عليه السلام
ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ï´¾
و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين
جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة؟
الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ،
قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ، لماذا ؟
لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ،
و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ،
إنما نحن في هذه القصة أمام علم
من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض ..
علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ،
كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم
ï´؟ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ï´¾ ،
هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال
يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم
إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها ..
السؤال ...
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة
والحروب والأمراض؟
لماذا يموت الأطفال؟
كيف يعمل القدر ؟
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر_
المتكلم لعله يرشدنا
ï´؟ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ï´¾ ..
أهم مواصفات القدر المتكلم أنه
رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم .
فقال النبي البشر ( موسى ) :
ï´؟ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ï´¾
يرد القدر المتكلم ( الخضر ) :
ï´؟ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ï´؟ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ï´¾
فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري
ولن تصبر على التناقضات التي تراها
يرد موسى بكل فضول البشر :
ï´؟ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ï´¾
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب ..
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت
للمساكين في القارب المثقوب ..
معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع ..
جعل موسى البشري يقول
ï´؟ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ï´¾ ..
عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما ..
أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟
أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟
أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟
يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟
يارب أنستحق هذه المهانة ؟
ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟
ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..
يمضي الرجلان .. و يقوم الخضر الذي وصفه
ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام .. و يمضي ..
فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي ..
و يعاتب بلهجة أشد ..
ï´؟ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ï´¾
تحول من إمراً إلى نكراً
و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا ..
و يعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى
ï´؟ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ï´¾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله
بأن يصمت و لا يسأل ..
فيذهبان إلى القرية
فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..
و هنا ينفجر موسى ..
فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر ..
ï´؟ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ًï´¾
هنا تتجلى حكمة الإله
و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة ..
الشر نسبي .. و مفهومنا كبشر
عن الشر قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة ..
انتهى الجزء الاول
نلتقى فى الجزء الثانـى
إن شاء الله تعالـــــــــــى
تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى