تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع نهاية العام


imported_سالمة
12-26-2021, 12:43 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/13614152894.gif
وقفات مع نهاية العام


ما أسرع مرور الأيام، وما أشدّ تعاقب الملوان (الملوان: الليل والنهار)، وما أجرأ الليالي على هدم أعمارنا وانتقاص آجالنا.

بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرَّ مرور الكرام وانصرف.

واليوم قريب نحن في وداع عامٍ كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟!

وماذا قدَّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنا؟

كم آية من القرآن قرأنا؟

وكم صلاة ركعنا فيها وسجدنا؟

وكم درهم أو دينار أنفقنا وتصدقنا؟

وكم من الأيام صُمنا؟

وكم من المعروف بذلنا؟

كم يتيم مسحنا دمعته؟

وكم مسكين فرَّجنا عنه كربته؟

وكم بائيسٍ فقير سددنا خلّته وقضينا حاجته؟

وكم مجاهدٍ دعونا له ونصرناه؟

وكم آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر شددنا أزره وباركنا خطاه؟

كم معصية ركبنا؟

وكم نظرة خائنة نظرنا؟

وكم رجل أو امرأة اغتبنا؟

وكم من حدود الله انتهكنا؟

وكم من ضعيف ظلمنا؟

وكم من فقير أو مسكين أو يتيم أهملنا؟

وكم من الساعات والأيام غفلنا؟

سنة كاملة أُودع فيها في صحائف الحسنات ما شاء الله أن يُودع.. وسُوّد فيها في صحائف السيئات ما شاء الله أن يُسوّد.. فيا ليت شعري من منَّا المقبولُ فنهنِّيه.. ومن منّا المطرود فنعزّيه..

ووجدوا ما عملوا حاضراً

ولئن كنا قد نسينا ما فعلنا من الحسنات والسيئات.. فإنّ ذلك محفوظ في كتاب قد أحصاه الملكان.. وسطره الكرام الكاتبون.. قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] أي ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلاّ ولها مَنْ يرقبها، مُعَدٌّ لذلك، يكتبها، ولا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار : 10-12].
وفي يوم القيامة يرى كلّ إنسان عمله ماثلاً أمام عينيه فيعتريه الخوف والهلع، ويُنجّي الله تعالى أهل الإيمان برحمته بعد أن أطاعوه واتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم وعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته، ويهلك الكافرين بسبب أعمالهم الخبيثة وأفعالهم الفضيعة كما قال تعالى : {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [الجاثية: 28-34].

وفي هذا اليوم يقف العصاة مذهولين مبهورين ويقولن: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49].


بادر قبل أن يُبادر بك

فيا أخي الحبيب! هل أعددت لهذا اليوم عُدَّته؟ وهل سعيت فيما ينجيك من هوله وكربته؟

وهل حاسبت نفسك على ما بدر منك من أقوال وأعمال؟

وهل اجتهدت في طاعة مولاك ذي الجلال والإكرام؟

أم أنّك في غفلتك سادر.. وفي طريق الغيِّ سائر؟

أَفِقْ قبل أن يحين موعدك فتقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} فيقال لك {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} [المؤمنون: 99-100].

وانظر أخي إلى الصالحين.. كيف كانوا يعملون؟ كيف كانوا يقولون؟ كيف كانوا يفعلون؟ واحكم على نفسك من خلالهم.. وقل لي: هل عملك ينجيك غداً من عذاب السعير؟ أم أنّك من الذين أساءوا العمل وأخطأوا المسير؟ أم من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً؟ واجه نفسك بهذه الحقيقة ولا تعتمد على رجاء كاذب أو أماني باطلة..

واعلم بأنّ الصالحين قبلك مع ما كانوا عليه من عبادة وطاعة وإحسان عمل، كانوا لا يثقون بأعمالهم، ويخافون من الردّ وعدم القبول..

فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين، الذين رفع الله ذكره.. وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. وبشَّره بالمنزلة العظيمة والمقام الرفيع الذي لا أعظم منه ولا أرفع يوم القيامة.
كان يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، فلما قيل له: تفعل ذلك وقد غفر لك ربك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال:«أفلا أكون عبداً شكوراً؟». وكان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم الواحد أكثر من مائة مرة..
وهل كان صلى الله عليه وسلم يعصي ربه حتى يستغفره ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؟

كلا والله ما كان إلاّ طائعاً، ولكنها المحاسبة الدائمة للنفس، والمراقبة التامة لخطراتها، والتواضع الجم باستغفاره والتوبة إليه وعدم الركون إلى مقام النبوة الرفيع.. قال صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحد الجنة بعمله». قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟! قال:«ولا أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».
فهيا إذا كان هذا حال سيد المرسلين فكيف يكون حالي وحالك؟ كيف نفرح ولا ندري ما مصيرنا؟ وكيف نلعب ولا ندري ما مآلنا؟ وكيف نمزح ولا ندري أمن أهل الجنة نحن أم من أهل النار؟ قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].



نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

https://www.lyaly-alomr.com/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wCEAAoHCBYVFBQVFBUYGRgWFhocHBYcFhwVGB4aGR8fJxwjHR ocIy8lHh4sHxgcJjgnKy8xNzU1GiU7QDszPy40NTEBDAwMEA8Q HxISHj0rJSs4NDE9NDQ9NDY0MTg9PTc1PTY9NDQ0NDQ2NDQ0Nj Q0NTQ0NDQ0NDQ0NjQ0NDQ6NDQ0Pf/AABEIAMIBAwMBIgACEQEDEQH/xAAcAAEAAgMBAQEAAAAAAAAAAAAABgcDBAUBAgj/xABAEAACAgEDAQYFAQYCBwkAAAABAgARAwQSITEFBiJBUWEHEz JxgZEUI0KhsfBSwRUkMzSC4fEWF2JjcnSistH/xAAZAQEAAwEBAAAAAAAAAAAAAAAAAgMEAQX/xAAqEQACAgEEAQMDBAMAAAAAAAAAAQIRAwQSITFREzJBFDNhBS OBsSJxkf/aAAwDAQACEQMRAD8AuaIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiI gCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAI nkQD2IiAIiIB5E1NfqzjUELutgKsL19zxPjH2liK7i4Uedmq+9/1nadWc3K6N+Jr6XVJkBKNYBIJ9x/1mxOHRERAEREAREQBERAEREAREQBERAEREAREQBERAEREA8mDU alUrcwF9Lmea+p0yuACLroetH8wdVXycbtftZSoTG4LMSKX6uP IenUC/ces6HY2cPiBHlx1v7ckC+DObpewduYuaqyb8+dtfpt/n9p3NLplxgqooE3+f7EtntSpE5tJUujYiIlRWa+p1CpRY0Can3 iyhhakEHzHM0u2EvGTwK5sgVXn16fecPs3OcG03aMvK2etnoCO vlQ9PuZZGG6NrssUE4bjv9qYC+MhRZsGvtI9qezclWQxUmgDRI AFATZ1HamVmIU7RdbSPFfpYH9/md7RqwQBjbechki62sxtY8smubXyYuytMMeJVojizfW/f9BN2IkUqVGg9iInQIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiA eTU12rGMbjzz0869pt3NPXaJcqkMBdUCea9OPvBGV067Ma9oA4 zkrgeVi6vqb6TKuuQru3Cq6WL/SaOV8eIFFALHarc+tckfm6H5qRvTayyFKhSSzMSNwArwqQOFY0 TV3Sj14hbtI04cLnG2TTTakOm4dOf0n3gzK4JUggGrHIsdeZye ztcmRRjbwn6RyOarpXrf8jOhodEuIEL5m/Qfp/fSWuO3h9lckk2jciRvXdqMMhVLKkgMfSiAasirsf18jO/p8gZVYGwQOekhabaK00zHrNP8xCp85y8HYlDxEWFpavyJIJ97J/l6TumJNSa6JqbS2/BGuzuySrp4eFHJIoEgmqHQcV0/wApJDPYiUnJ2ytRSuvk1dVrUx7d7AFjQHmfsIwa1Hraws+XnxK n709o5P2vUWrMEyBVA6rtXcoX2KruJ/8AM85paftjJp3Z9w+XvCNRI2lGP02TRpCSOeGA5JlixWrs3x0m 6CkmXPqNSqAFmAs0LPU+gHmaB/SfGHXY2IAPJ8jx/fSVt341znVpjJKH5OMixYBdwG69fEy2PTGB58RrBr3xg5EZwFx v4GJ5V28LBiea+dwep2eV8I4rjdjHpN8N18l8z2c/sXUnJgw5G6uisR9xN+UsxtU6PYiIOCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiI gCInkA8M53aXaPy6AFknr5D8+sz9oan5eN3q9qk16kDicTFovm 4zkdqYbrokg8nmifMVx7Tkva6ZVkm1xCr/J2tKUyIHAB3edDy4/ynOfs0/tCsPoPJG0VY56+h9P+U2+xD+6H3M4favfHHj1DYBQKUC7cAseQ q+p5q/WIXNJo04HOXtXaJSuFR0VR+AJlleYe/LEoWRgGo/wjwnZR+xDgipiw9+shUs2Nl9AdvSmu/MdB+st9KRb9LkJ/l0iMysQLU2D/AD/rzM6qAKAlf4+/DEMxQ0gO7lTtIXIxB9wMY/WdDQd80YqCGAZgo3AKbIsCxwDR6exnHjkjj0+RLomUGYdNnV1D qbDCwZG++HeM6P5VLYNlzVkKCopRY8RL3Z8lPrIqLbpFMYOUtq 7JVEgOLvqxXdsNbRza/VbWK9fBVepElnYfaQz4t4FU7qfujEf5SUoOPZOeGUFcjh96+5q 6xvmo5xZdu1mosrpzQZQRzz1HNcG+K0OxO4RTL8zU5xlpy64wm xN9gqWJJLVXH+Y4k9kH7W74Ni1WTAFIXGUUEAEszHHuu+gAyrV ehiO58I7ieSX+EWdTvT3XTWBG3FMuP6MgF8WDtZfNbUH1H6yM9 m/DM7x+1ZxkxrQ2KhQsBVBmLGloVQ9TzZJm92d33L14De1WItTQb ZV10JBZh7SaaPUjJjTIv0uqsPswBH8jOvdFUSl6uFVdIzIoAAA oAVXtPuIlZnPInF7z9qtpsO9QCxZVXcaW2Pn+LkUyd/ijYwyt42ot4QoHh5/G7mTjBy6LYYZzVxLFicLu924NT8wV9BFMOhBscfYqf1E7si006 ZCUXF0z2IicIiIiAIiIAiIgHkTQ7V13yVDbbs17D7/rf2Bkdzdr5SSd1AjyNf8AKqqV5csccbZW8kVJRfbJjcSE4tc5Y k5GIK2BYoE9PK6sf/I/jKna7i1VtxoCj4iCensPPqfSgZLDNZa2/JsWmk1aZu949SLCXQ2kmiOvXp68X+JxsmXwtt5FHwk7QwINdDQ J46mhxc8bVA7t20lSPESx4CkihXttsCrufb5PCpNGwPFdVXhAI 8unnz0l2qwftUvg8PWxcMu47vd4qoZRkDCx/DtG49aBN+3QdJUetwA6zMMlsS7HxGha5QGqjzSK/B9PPi5yhKXz0NrZ9evl630vg/aRbvjpjj1mLNtBTUrQvkK4O1iPRuVYe5My/p+a24V0e9+nZU+fKo5uJhuxfMJDAigDx4ggoHpdA8eX2mvpNdi RirEgFTss2oBRt1jk2SykXOlpGQlA7KE3kWV/j349/J6nm+egupZ3Yem0+TTpkyYcIIWmJxqBY6myOhFH8z0pz2ro3Z8 zxroqk6lX/wBiaFMtDmkPzTypvcaB9yEodZix5wmRMjUUC4xuqxuD8mh7Y35 Hp7i5J3xCPlb5SIqY8eQeEBSW2Zg1gD2FewPrUi+XOpajwHy49 yjaUIDPYBXggbh9+TXpKLtWy3G3KNtFq/DrUs+mdWFbMrKB6UBu56Hxbjx6zgfFojdgU2A2N/FyQAHxXYHXr/dyT9wdK2PRYi4IbIA5B68gVfuQL/Mj3xSybXwHjw4sh5F2d+Lw/kXM8X+5wedjaepteSF6wM5cAX8w7g5agKdj08rRsZ49PMgy0fh 9/ur++fKa9Lax/I3+ZV7MyLkYFQxRKYc8g4yepoCh18/MSzvh2ANI1Gx87JRuxV+R8wOl+0sze006z7X8krlNd43C9qZ9w NNlxbD/AA7iE3bgOSDs446qPQy5ZTPfEE6vVjaSd4YAki9qYgRxXhK5Hs feV4fcZtF9z+DnDMpCfJFFQNqhtpttobr6l1C30+YT5Grm7A/3XTc3+5x81tvwj+Hy+3lKb0ehdSoJBNg3fIUNhK37bcZAq+o6X Li7s/7npP8A2+L/AOiyWfpFuuqlR1YnkTOecQj4qWdGiqLLZ1Uc1ztbzP2r8yt9Ri DFGYllLla6J4kUpzwRuJB+3UijLM+JzEaVCDR+aAD6Eq4B9uvW VdrH4VuGHzCxWyyk7MRI44oHcvl5gTVh9p6uh9n/AEsT4aCjqAOFUYwovyokceR2sp9/Pm5YEr34XsCdTQAJXASAKABxrtA9h4hLClOX3Mxar7rPYiJWZx ERAEREAREQDFmwqwpgCPQyO9o9hMB+6NgVwfq4Pkf7/Ek0SE4RmqZ2Lp3RBMj5VcimIOSyw3bggLV4zxyWUhRdBefUYdR gZmZ7YjwDlibA38Hjpe01/wDklnbOkBQsqjcOpA5r/rzI9p8/ymLN6gi1BG2ub8+Cwr2v1mjTvY2kb1JZIPaqZ8Y0Db1CBi4pbp mUm7KsQKJVivQeU2c3YmRhaACzZH0vYJ8x16n9T6zJ2NjL5ixq lN1ak377eR4r+r0oVJZOamKk9r/s8p4U5Ny58fgiuj7FyMysx27Wvi7JFjz8ufMTQ766fA2PDh5bL iyJlUAbmpT4i/sy3x1JA9JJ+2+0l0+Fsjc8hQvqzGh/Wz7AylsufLmyq2TJTMuNmZepLMi+LpR8V/geVSOmwKPXR6WmxOfPSR9dn5d5wilALizVAnch9TZBAs9D+s2O ze3M/wAooGBReObBNo1EC6IBWv0mDTsX+UQQqigQRXAXGBZryNG/Op8aBrLIXU7VaqUAtaObFcAKaB+82NI9JxTTtGXNk3l2+o5A5B JP8S6miL6Tpd1+7aZMqtqc27GjDbiDFwxUnaGJFbQGuh13+Vma GZtm5VbeH3Kb43MRkUMD/DwQKAq2J4Amvie8iI5KqBibaKB37kWgR5UTwOOPacatUiMouUW k6LsXtLFwA3XoPwP8iJAfiFrEyPgIoooO4mqAL4iLs/SQf6SJ9nl3XDTP4sgG8ixWNMZKkWONyAA9fD7m8WRf3DUQTkVA OSdxxsiHk8AA2ff5g6bZCOJKV2UYtKoSUrPQpRXdCxY48bhvSi QRwP8ACpN+W2Wd3JzY8OlTEW53ZCF4LAF2oGvPjylaavUsoyIj EHd4EAJ43ujDm76cD/xkVMWpV2yCn2D96VK3upXf6hYPJJH2/Ik5R3KmW5cXqra3Rd/+lsX+LzqVF3ix7+0cuVWtfm4iLNcXjRto/wDUefYzAcrsVCsQEejYNsobmyep56+0w6MfvQjOrU6HwjltzY7 C8/w7FJPUgGRhBRdleHTrG3JMyaBt7Ix537BZuuDpVJ+4YHn1XzqW 12PrcWLT4ULg7MSKSORarX9VP6Sp1f5QVkbdSoGJHBAHhFD6dl NdC22jzJmg+Qjajkony33KCpIONsu0Bq63Qsdb952cN5LLg9X5 pIvX/SePpu86/PI/qDB7Wxf4pStsxyBWf/bqgbqE3PkDefI25B72w/H1lY7czbuSrpYZjbWr0B0X6hyemwjzuV+ivJR9EvJPO/8Aq1y6YLjNurhxQv6On35ZR+ZXGoxkjT4yzBXyNalhvt2Sya4P Xj7GbGTUuiEBypCLtWy37xRhJN2R710495g1uNmdLIUAvRH1gq qk+E0eooc9fSWwjtVGrBjWNV/tk/8AhtkByawBQtNjFbdpAVdoB9vCeK459ZYMhHwzwMMOVzyDkoMe rbfqb7Fia9OZN5lyO5M8nUNPI6PYiJApEREAREQBERAEREA8mh k7LxG/D1NkAkA/jpN6exdcnU2ujDg06L9KgfYV0AH9AJnnk9i7OEC+J+qCrpsZsh 3YmvTbtuh1oOTXtK8yZGGTHv3A7GXwULcu9gk9V3ML86Mn/wAVtOfl6bMOBjyspNlQvzVoMSOeGAM4HZHYWLKmmysWtFRtqhS CBtNNZ3Ux3cgeZmnE0o2z1dLOMcSv8m12B3OGrwNmbIyZRkpHH KgIQaK8blvj/hufP/drqqH+s4QVsBgjE0QoHB6Gl9/qMmfYXaWJaxAIhJJ2LtFMTzar53O5+1p/iErlKSkzLky5YydMrRfhxqhf+s4ub42MRyHHQk8fvDxPh/hpqSpT9pxbSR1Rywoset9f3jdZaSZQ3QgzJI+pLyV/UZfJWA+HurHTU4RbKzfu25KuX9f8RP8AKfOT4c6hkCnPhNKFvY 10Ag6/8F/mWjOJ3h7dXShLotkYKq3XmLP2FiFOTfDOxzZZOk+SBZ+4+oxld 2qwWxVFXYwY7iimubI4F+g5nmTuBqCedbhHytxYhSrLuA+o3x4 QOvlfrOuvetHbdkLLS4moABWAYlbsEim9K6yXaI48+NnQmsjbr FWGSlBHlwcYPN3XpxJyc49lk55ocyZWx7hZci721eEBncKxUr/E42qb5BZmPvYn0vcTO+R1Grw/Mx5N1bDuG4b7AvpeQcnzUeglmLoQFVQ7Wrs4biyzFi18VR3sOn nxMq6QBi9my27rxZVV/oo/nI+pLyV/UZPJWWk+HmoB8OrwkqVBAVjRU4zyL4P7sXPhvh1qBeL9rwW6/SVbd1SyBfTwAegllYOzlQ5WUsDkABPhsVdEECyfEeWs9JnODx7 wxBKhSOKIBJF2Lsbj0I6x6kvIeoyX2Vl/2Hz7GK6zT7QCrPtJFcghjdAgVMg7g6jKhC6rTsPENwQmiS5IsH 1cH8CSztzW49FhF2xcqqgkcBBYuh9Kqtk8n7zkaHvfjRitmiQt mq3jwgcc9Ekk5tWiyMs0o7otnMT4daoFa1GGlHhGxuDQA5u/KbGh+GrEr+06m0VgwTGmw+FQqjeSSBSjoAftJbre8OPHpW1J5C j6QeS3pf8An6cyOJ39G7GGA/eOVDAWl2oq+vG4X94W+XRyLzzTpk30umTGi40UKqAAKOgA6CZ5 z+yu1Ezhip5VtpHvQP6c/wAp0JU1XZlaadM9iInDgiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIBodrdnpnw vhf6XHXzBBsEe4YA/iUi2PUaPVnEfC6oibmPgfHaKCl/wkgcdRz5y+xOV2z2Hg1a7MyhtptWBp0PqrDkdBx0Nc3JwntZfg zPG38plP4MpDYygYlmsvZveRjJauviY9PeZdDrspDIHddoO4l7 AJR2QX5kgGd/V/DjUY2U6TUIyAjwZQVNAqfrRSCTtHkJzE7kdoqQwTHuog/vrBtQtmxz1b7cTR6kGb1qMUlyzq919fkXVYcTsSC7D6r20uXwe rcru3faWgJXndHuhqcecZ9UyAY7ONFYlixDAlz06P5X0HpzYYl GRpvgw6mUZTuIlefFnRv8AJTOgYjGCrlbtVZkbdx5XjFny4lhz 5I8jIRdOynHNwkpIoLN2hjVHoK+0BAeQzLucCgCaIJb9FMt/ubpHx6YDKCGZ8j7T1Ad2IB9DtI495u4ewdKj/MTTYVe73riRXs9TuAu+Z0pOWTcqL82oeRVR9RESszCIiAQP4oa LI2PBqMYLfs7sWA6gOAA32UgE+VE3xcrl9Wm3K6v1R9qjinL2D Y6ttYDz+q/KfoCpzcfYOlV/mLpsCvd7xiQNfruAu/eWRyOKo04dS4R20QRuxM69kA7GfJvTOcRB3laUMtdd20E118qu QTU9oKzYyhooxNtwljafP028/ifomczJ2DpWf5rabAcl3vOJC1+u6rv3nY5WmSx6pwbbV2Rv4a6 Jxiy53Qqc7AgcgELfIU9BbECuCBfnJvPJ7K5Pc7M05ucnJnsRE 4REREAREQBERAEREAREQBERAONqO3FVipVuDXIq76V6zW7v58h bKMg5LbgfwPbkcDnrzXkJ1NboEygBwfwamzjQAADyAH6SqMZ7r b4+CUZVFprsyxES0iIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiA IiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAeT2IgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgC IiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiI AiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCI iAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAIiIAiIgCIiAf/9k=
يتبع
ان شاء الله قبل نهاية العام الجديد
تحياتى

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
12-26-2021, 03:54 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

طلة سحابه
12-26-2021, 05:43 PM
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif (http://a-3amry.com/up/)

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif (http://a-3amry.com/up/)

حلا ليالي
12-26-2021, 05:53 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

ناطق العبيدي
12-26-2021, 08:25 PM
سلمتِ وسلمت يدآك
ربي يعطيك ألــــــف عـآفيه
الله يسعد قلبك يآرب
ولا يحرمنا منكِ ومن آطرحآتكِ الرآئعه
لك كل احترامي وتقديري

imported_سالمة
12-27-2021, 12:08 AM
بتول

طلة سحابه

حلا ليالي

ناطق العبيدي

جزيتم خيرا

الله بارك بتواجدكم الغالى دوم بكل ود اخوتى فى الله

نسأل الله تبارك وتعالى لجميع المسلمين بحسن الخاتمه
http://forums.msryat.org/msryat_net1/misc/quotes/quot-bot-right.gif اامين يارب
تحياتى

imported_سالمة
12-27-2021, 12:39 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/13614152894.gif
وقفات مع نهاية العام

وقال تعالى: {يوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].

وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: 6].

فيحكم الله بين عباده ويحاسبهم على أعمالهم جميعاً، ولا يترك من ذلك شيئاً ولو كان صغيراً، ولا يظلم أحداً من خلقه، بل يعفو ويصفح، ويغفر ويرحم، ويعذّب من يشاء بقدرته وحمته وعدله، ويملأ النار من الكفار وأصحاب المعاصي، ثم ينجي أصحاب المعاصي من المؤمنين فيخرجهم من النار بعد أن يعذَّبوا فيها ما شاء الله، ويخلّد فيها الكافرين، وهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم..

ثم لتُسألنَّ يومئذ عن النعيم

ولعظيم يوم الجزاء أمر الله عباده بمحاسبة أنفسهم والاستعداد لما أمامهم حتى لا يفجأهم الموت وهم على حالهم من الغفلة والإهمال، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنّه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

فالمؤمن يحاسب نفسه لأنّه يعلم أنّه سوف يحاسب غداً بين يدي الله عز وجل، والعاصي يمضي قُدماً لا يحاسب نفسه؛ لأنّه غافل عن يوم الحساب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلمه ربّه عز وجلّ، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلاّ ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه].

وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنّنا سوف نُسأل عن نعيم الدنيا فقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].

سوف يسألنا الله عز وجل عن نعيم الدنيا؛ عن الماء البارد، والطعام الشهي، والمسكن والمركب والملبس؛ ماذا عملنا فيه؟ وكيف وصلنا إليه؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وصححه الألباني].


قال قتادة: "إنّ الله سائل كلّ عبد عما استودعه من نعمه وحقه".

وقال ابن القيم رحمه الله: "والنعيم المسئول عن نوعان: نوع أُخذ من حلّه وصُرف في حقّه، فيسال عن شكره، ونوع أُخذ بغير حلّه وصرف في غير حقّه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه".

فيا أخي أعدّ للسؤال جواباً، وللجواب صدقاً وصواباً، فإنّ الأمر جدُّ خطير، لأنّه متعلق بالمآل والمصير، إمّا نعيم مقيم، وإمّا عذاب أليم.
قال أحد السلف: "لو أن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان أجدرُ بي أن لا أفتر من عبادة الله عز وجل، فكيف وقد توعدني إن أنا عصيته أن يعذبني في نار جهنم؟!".

طريقة المحاسبة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في طريقة محاسبة النفس: "وجماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً عن الفرائض، فإن تذكَّر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح.
ثم يحاسبها عن المناهي، فإذا عرف أنّه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خُلق له، تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى.
ثم يحاسبها بما تكلّم به، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعته أذناه: ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أيّ وجه فعلته؟
ويعلم أنّه لابد أن ينشر لكلّ حركة وكلمة ديوانان: ديوان لمن فعلته؟ وكيف لعته؟؛ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني سؤال عن المتابعة".

من أخبار أهل المحاسبة

أخي الحبيب: ليست محاسبة النفس مقتصرة على نهاية العام، أو نهاية الشهر أو نهاية اليوم، فإنّ الصالحين كانوا يحاسبون أنفسهم عند كلّ عمل من الأعمال أو قول من الاقوال، قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً وقف عن همّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخَّر..".

وقال الحسن أيضاً في قوله تعالى: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]: "لا تلقى المؤمن إلاّ يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟، والعاجز يمضي قدماً لا يعاتب نفسه".

وقال ميمون بن مهران:" لا يكون الرجل تقيّاً حتى يكون لنفسه أشدّ محاسبة من الشريك لشريكه".

وقال إبراهيم التيمي:مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها. ثم مثَّلت نفسي في النار؛ آكلُ من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي!! أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُردّ إلى الدنيا فأعمل صالحاً. قلت: فأنت في الأمنية فاعملي".

وكذلك أنت ـ أخي ـ لازالت الفرصة أمامك فاغتنمها ولا تضيعها، فإنّ كثيراً غيرك قد حُرموا تلك الفرصة، ووسِّدوا القبور، وجُندلوا في صفائحها، فاشكر الله على تلك المهلة، وتب إليه ممّا مضى، وأحسن العمل فيما بقي، فإنّ الأعمال بالخواتيم، والتوبة تمحو ما كان قبلها من الذنوب، فخُذ نفسك بالجدّ، ودَعْ عنك الكسل والفتور، فقد ذكر محمد بن المنكر أنّ تميماً الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فعاقب نفسه بقيام سنة كاملة للذي صنع.

وكان الأسود بن يزيد مجتهداً في العبادة، يصوم النهار، ويقوم الليل، فقال له علقمة: كم تعذّب هذا الجسد، فقال الأسود: كرامة هذا الجسد أريد.

وانظر ـ أخي ـ كيف كانوا يحادثون أنفسهم، ويكلمونها، ويسمعون منها، وكأنّها أشخاص غيرهم، أو أشباح يحسّون بها ولا يرونها، فقد سمع محمد بن المنكدر زياد بن أبي زياد وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول: اجلسي هنا.. أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه.. تريدين أن تبصري دار فلان، ودار فلان، ودار فلان؟.. وكان يقول لنفسه: مالك من الطعام يا نفس إلاّ هذا الخبز والزيت، ومالك من الثياب إلاّ هذان الثوبان ومالك من النّساء إلاّ هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ فقالت: أصبر على هذا العيش..

وأعظم من هذا أنّهم كانوا يعاتبون أنفسهم في ساحات القتال وميادين الوغى لئلا تتراجع وتتخاذل أمام بريق السيوف وطعنات الأسنة وضربات الرماح، ففي غزوة مؤتة حينما أصيب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه دعا الناس: "يا عبدالله بن رواحة! يا عبدالله بن رواحة!" وكان في جانب العسكر ومعه ضلع جمل ينهشه، ولم يكن ذاق طعاماً قبل ذلك بثلاث، فحينما سمع النداء رمى بالضلع ثم قال: "وأنت مع الدنيا!! ثم تقدم فقاتل"، فأصيب أصبعه، فارتكز فجعل يقول:


هل أنتِ إلاّ إصبع دميــتِ وفي سبيل الله ألقيــــتِ

يا نفسُ إلا تقتلي تمـوتي هذا حياضُ الموت قد صليتِ

وما تمنيت فقد لقيـــتِ إن تفعلي فعلهما هديـــتِ

وإن تأخرتِ فقد شقيتِ

ثم قال: "يا نفس! إلى أيِّ شيء تتوقين؟ إلى فلانة؟ هي طالق ثلاثاً. وإلى فلان وفلان؟ غلمان له ـ وإلى معجف ـ حائط له ـ فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم".

ثم يقول:

يا نفس مالك تكرهين الجنة أقسم بالله لتنــــــزلنه

طائعة أو لتكــــرهنَّهْ فطالما قد كنت مطمئـــنة

هل أنت إلاّ نطفة في شنة قد أجلب الناس وشدوا الرنهْ

ثم قاتل حتى قُتل رضي الله عنه.

فيا أخي ! دع عنك التسويف والغفلة، وإيّاك إيّاك وطول الأمل، ولا يغرنك الذين عمّروا طويلاً، ولكن انظر كم يموت من الشباب.

قال ابن الجوزي رحمه الله: يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدّاً، ولا يغتر بالشباب والصحة، فإن أقلَّ من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت من الشباب، ولهذا يندر من يكبر، وقد أنشدوا:


يُعَمِّرُ واحد فيغرُّ قوماً ويُنسى من يموت من الشباب!!

كم من الشباب يموتون بالأمراض الفتاكة؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الحوادث القاتلة؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الإدمان؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الحروب والخصومات؟


فعلى الحازم أن يتجهّز للقاء الله، وأن يبادر إلى التوبة والأعمال الصالحة، ولا يفتر من محاسبة نفسه ومعاتبتها في ساعته، في يومه، في شهره، في سنته، حتى يدركه الموت على حالٍ من اليقظة والاستعداد والتأهب.

أخي!

تامّل في الدنيا قليلاً

ولا تــدري إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر


نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اللهم اغفر لنا الذلل ..فى عام قد افل

واهدنا الى خير العمل فى عام قد اطل

تحياتى

الامير سالم
12-27-2021, 09:36 AM
تسلم الايااادي على روعة الموضوع
و ثقل الله لكم به موازين الحسنات ..
دمتم على ابذاعك المتواصل ..
الله يعطيكم العافية
دامتم و دام لنا تواجدكم وعطائكم الرائع ..
الف شكر لكم مع الاعجاب..
كنت هنا ..

imported_فارس
12-27-2021, 12:25 PM
جزاك الله خير

توت احمر
12-27-2021, 01:35 PM
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
€333388880000

أبو محـمد
12-27-2021, 04:59 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

الجريحه
12-28-2021, 05:29 AM
اللهم اجعله ٦ام انتهى بكل مافيه من تعب ونصب
واغفر لنا ماقترفنا فيه من ذنب
واجعل عامنا الجديد عام خير وبركه
وارزقنا فيه من الاجر والثواب
وارزقنا الامان والطمئنينه
جزاك الله خير سلومه على الطرح المميز
بارك الله فيك وجعله بموازين حسناتك

˛ ذآتَ حُسن ♔
12-28-2021, 12:11 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

imported_ريآن
12-29-2021, 06:25 PM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان

imported_القبطان
12-30-2021, 07:15 PM
جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته

عابر سبيل
12-30-2021, 09:25 PM
سالمة

ما شاء الله .. تبارك الرحمن في علاه
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

عيسى العنزي
01-01-2022, 11:43 AM
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي