ابن البادية
01-11-2022, 04:50 PM
https://i60.servimg.com/u/f60/18/91/28/17/aoo-aa11.gif
اميرة الليل الجزء الاول
ذات ليله من ليالى الخريف المقيت
هبت الرياح محمله بأوراق الأشجار المتساقطة والتى لا يحلو لها السقوط الا على نافذتى
كنت وحيدا بعالمى الخيالي .. !! عالم لاتسكنه النفوس الزائفة فالليل هو الليل صادق
لايرتدى اقنعه النهار فلا ياتيك الا كما هو لهذا اعتدت ان اتعايش معه من زمن بعيد .. !!
فكان الليل رفيقى منذ أن اعتزلت عالم الظهيرة الزائف
وأصبحت الظلمة هي صديقتى فلا يطرب قلبى شئيا الا حين يدنو منى الليل
فكنت اقدس لحظة الغروب واقف منتظرا هبوط الليل
فحين تغيب الشمس لتأذن لليل بالقدوم .
كنت اجد نفسي التائهة بين زحمة عيون الناس فاسرع الى اوراقى
اسجل فيها ليلة جديدة مبتسمة محتفلا بعودة ليلي ونفسي
لكن الليلة كانت غير عادية اعتقدت بأنها اخر الليالى
فتركت وصيتى مابين كومة اوراقى والتى حرصت ان تكون منظمة
حتى لايتهمنى احدهم بالفوضوية فكانت الاوراق كومة واحدة على المنضدة
ودونت اخر ماقرات يومها فكان شئيا عن اميرة الوحدة
كتب احدهم بأن المراة مخلوق يجب ان يدفن حيا فهى سبب هموم الرجل ..
لم يعجبنى ماقال :لكنه راق لى واحتضنت ذكرياتى
وفى سكرات النوم . مابين اليقظه والمنام
كأنى اسمع وطئ أقدام تدنوا منى رويدا رويدا
استيقظت فجاة
لاول مره دب الرعب بقلبى , شئيا لم اعتاد عليه احدهم يتجول بغرفتى
الخطوات تقترب ثم تبتعد لكنها تقترب اكثر فاكثر مع سكون الرياح قليلا
كأنها اصوات سلحفاه على سنابل الحصاد
شعرت بانقباض شديد بقلبي وبدا الشك يتسرب بداخلى
تسمرت عينأى وشلت حركتي ..لا استطعت النهوض ولا النوم
أنتابنى الشعور بالخوف والهلع .. وكرهت الليل هى الاولى التى اكره فيها الوحدة
اكاد ابتلع ريقي بصعوبة .. !!
حاولت لملمه افكارى المتشتته
ياترى هل اصبحت ضعيفا الى هذا الحد ؟
وتساقطت أوراق خريفي الصفراء
كلا . كلا .. انها الجاره
فقد اعتدت على حركتها بالليالى
تبا لها لماذا تخرج الان .. فقد كنت استرق البصر فى غفله منها
فكنت أرى فيها حسن و جمال النساء كم تمنيت نظرة واحده منها
خدودها حمراء تلمع مع الغروب وتتوهج مع الشروق ..!
كنت احسد ذالك الزوج السكير
شئيا جذبنى من خوفى الى النافذة لاشى يجعلنى انسى الخوف الا تلك الجارة
نظرت من نافذة غرفتى فالشوراع خاليه من الماره ..كاننى فى مقبرة
والنوافذ مغلقه والابواب كلها موصده ..يبدوا بان الجارة متصالحة مع السكير
القيت نظرة اخري لاشيء
ولا شيء لكنى على يقين بان كل نافذه تخفى شئيا عظيما
فخلف كل نافذة روح اما تتألم او تصارع الخوف وخلف كل باب موصد
حكاية مكبلة بقيود مُبهمة لاتحكى ولا تري نور الشمس ابدا تحترق ببط مثل ضؤ الشمعه
وهناك من كان يتأمل طوق الوحدة المكبل به حد الوجع عل احدهم يفك عنه قيد الصمت
هكذا هى حياتنا نحن معشر البشر
لستُ وحدي اعانى بصمت لكن لاشى يتحرك الا اوراق الاشجار المتناثره هنا وهناك
حتى القمر ونجومه التى كانت ترشدني , وتؤنس وحدتى المظلمة
اختفت الليله من غبار اتربه رياح الخريف
لاشى يتحرك كل شى ساكن الا انا وتلك الاشجار التى تهزها الرياح تعصف باغصانها
بصمت وترقب
فجاة .. دق جرس ساعة الحائط معلناً الساعه 3 فجرا قطع عنى تامل تلك النوافذ
اغلقت نافذتي باحكام وضعت سماعات جوالى على اذانى
لعلى اجد الهدوء من اصوات الرياح وهى تطلق ذاك الصفير المخيف
وعلى ضو شمعه الغرقه , استلقيتُ على ظهري
أتاملُ الحياة . كم هى قاسيه الدنيا ....عندما تكون وحيدا
فتقلبتُ بفراشي يسارا يمينا , ووضعت الغطاء على وجهى
ولكن أفكار عديدة تجوب بخاطري وأبت أن ترحل
شئيا يتسرب من تحت الغطاء من اخمس قدمى بارد جدا
كانه الموت
فجأة هبّت رياح عالية.. فتحت النافذة على مصراعيها
خلعت السماعات القيت نظرة الرياح ليست بهذه القوة
لكن الغرفة ازدادت برودة اشعر بانكماش بوجهي ، لم يكن هنالك أي مصدر للضوء
مره أخرى اسمع .. وقع خطوات
هي نفس الخطوات التي سمعتها منذ قليل
يالله شخصا ما بغرفتى
ربما قطتى تريد الاحتماء من الرياح
فنزعت الغطاء..بل رميته أرضا .
ولكنى صدمت و . انبهرت ..و . اصابنى الذهول ؟
حسناء واقفه على بعد خطوات منى ياللعجب ..!!
جسدها يرتجف كانها خرجت للتو من جبل جليدى
ماء يتقطر من شعرها وعرق يتناثر من رقبتها جسدها
شيء لايمكن تفسيرة ..كيف يجتمع المطر مع العرق فى ليلة خريف باردة
كانت عيناها متمردة خلف ذاك الشال وفوق الجبهة تاج بها علامتان ، وكأنها تنظر إلى شيء ما
الرؤيه واضحه .. وانا لست فى حلم الفانوس لايزال يشتغل
فألمحها و تلمحني .. أذا هى حقيقة ليست خيال تحسست اصابعى اشعر بهم
نظرت الى غرفتى كما هى مساحتها اتذكرها 4X4 اذا أنا فى اليقظة...
وهى ... أمراة
ولكنها .. لا تشبه نساء الارض لا بهيئتها .. ولا بالوصف
اقتربت مني بصمت وهى تتمائل كانها فراشة على الزهور
حافية القدمين وتجر ثوبها خلفها كانها تسير على رمال الشاطى
تنهدت من أعماق قلبى تنهيده الممات
وأتقطعت أنفاسي. وتجمعت آهاااتي و تحجرت حتى دمعاتى
لا اعرف ابكى اما ابتسم
تشتت افكارى وتبعثرت أوراقي ..من عبث بكل هذا ..؟
من هذه المخلوقة . لم اسال نفسى كيف دخلت ربما حينها لست مهتم
خاطبت نفسى قائلا . انت فى موقف صعب
نعم هذه من سمعت عنها فى الروايات
ياويلى زائرى الليله مرعب بل مخيف
زائرى مثل السراب تراه ولا تدركه
بل كيف الهواء تتنفسه ولا ترأه
لو اقتربت منها ربما احترق ..ما العمل
نعم اكيد هى لاغيرها .... الجنيه
فهى من تخترق الجدران , و تقتحم البيوت , وتملى الشروط
ياويلى .. كيف اتعامل معها.. ؟ فما جاء بها ..؟
هل من سبيل لسوال هذه المخلوقة ..أما اهرب واتركها
لكن الى اين الهرب .. الكل نائم ..الكل مغلق ابوابة
ومن يضمن انها لا تلحق بي وتقودنى الى حيث لا اعلم
اتوقف لحظة عن التفكير أتخيل احياناً أني بدأت معها الحوار
لكن لا اتذكر شئيا عن فصول الحوار .. فكان هناك حوار حتما
افكار وهلوسات. تتزاحم بمخيلتى وخوف وقلق ..اسمع أنينهم
الكل .اجتمع الليله عندى .. على مائدة الخوف ما.. أتعسنى من انسان
ماذا افعل بهذه الورطة المخيفة
كنت اراقب عقارب الساعة ربما لاشي ..مجرد توهم
لكن الثواني تمضي في بطىء ..والدقائق كانها متوقفه
متى ينبلج الصباح .. وتزدحم الشوارع بالماره
لكن .. كل شى بغرفتى تجمد انا ايضا اشعر بالتجمد
حاولت التماسك ..اغلق عيناي لكنى افتحمها سريعا
خوفا من انقضاضها علي فى رمشة عين
حاولت النظر من اخمس قدميها الحافتين
وسؤال تلو سوال .. وسوال يجر سوال .
والخوف يشتد مثل سقوط الامطار
ياترى كيف يكون وجها ؟
وعلى اى هئيه ستكون .؟
ياترى تكون على هئيه حيوان .؟؟
أم طائر مثل العنقاء .؟
لا .لا. لا...لابد ان يكون مخيفا جدا . ؟؟
وفجاة توقفت الاسئله عند ملامح وجها
للاسف فلم أرى سوئ وشاحأأ اسودأ
ياللهول انها تشبه الليل بكل شيء
دقت الساعه مرة اخره معلنه الساعه الرابعه صباحا
الامطار بدأت تضرب نافذتى ارعبتها الامطار
التفت يسارا انسدل جزء من الوشاح رأيت شيئا
لكن خصلة شعرها سقطت سريعا لتخفي شيئا سكن في عيونها
كنت اود ان تبقى كما هى لكن جسرا فتح امامها
في البداية ظننت أنه مجرد وهم أومزحة الجنيات لكنه يبدو حقيقياً جداً
ناظرتها بعيناى .. وناظرتنى بتلك العيون
سبحان الله الخلاق بريق عيناها كانه شعاع برق
تمعنت فى عيناها اكثر و لكن دون فائدة فتلك العيون بحر من الغموض
اقتربت منى بخطواتٍ ثم توقفت كانت مترددة
هى ايضا تبدوا خايفه لكن عينها تجوب الغرفة ولم تخفي دهشتها
لازلتُ واقفا امامها بصمت
نظراتها كانت حادة , كأنها تود أن تقول شيئًا ما بداخلها
لكنها ضلت صامته وحتى أن تحدث حتما لن أفهم لغتها
جلست على ذالك الكرسى الهزاز المتأكل خشيت ان يقع بها وودت ان اقول لها انتبهى
لكنى خشيت ان اقطع عنها ذاك التأمل
ظلت جالسة لفترة في مكانها دون حراك ..ربما شعرت بالاطمئنان
رغم خوفها فهدوئها مثير
ثم أخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا
كأنها تبحث عن شى تقوله خيل الى بأن الغرفه تهنز معها
ثم نزعت ذالك الوشاح الاسود
فتدلى ذلك الشعر على أكتافها
وأخذت تنثره على يمنها ويسراها , وتخلله بأناملها الرقيقة .. !!
فكنت اراقب حركاتها بصمت
ثم ابتسمت بشفتيها دون ان تظهر اسنانها
لكن تلك الابتسامة لايمكن ان تعبر قلبك مرتين
دون ان تتوقف عندها فهى ابتسامة عميقة كالمحيط لكن ماتخفي خلفها لستُ ادري
نظرت الي بهدوء شديد وكأنها تقول هل انتهيت من التحديق بي.؟ !!
لكن هي تعلم بأنني لم انتهى بعد ولن انتهى احتاج زمن كى اكتفي
نظرت اليها العديد من المرات والمرات وبتمعن اكثر فكل مرة اكتشف فيها شئيا من الجمال
فهى مخلوقه غريبه لم ارى هذا الحسن والجمال
فكان شعرها سحابة سوداء مثل ضلام الليل الذى اعشقة
وعيونها زرقاء كألبحور الهائجة
بريق عينيها مذهل ففي بريق عينيها وجدت الاطمئنان حد الموت
لم تكن متكبره وليست مخيفه ولكنها هادئه للحد الذي يثير جنوني
برغم مامنحها الخالق من جمال فانها تعلوا فوق التواضع تواضعا
فهى جمعت كل الصفات الحميدة
بل . جمعت كل فنون الجمال فى وجنتيها
وتجمعت بها كل اوصاف وجمال الطبيعة والنساء
رقيقة المعصمين ومكملة الشفاتين ملتويه الخصر لاظل لها
لا استطيع وصفها تحتاج الى مجلدات ..لكن
اجزم اذا , عشقتك فستعشقك الحياه وحور العين
وان اقتربت منك ستؤمن بنعمه الخالق فى النساء
وان احتوتك بحضنها ستشعر بانك لم تحتضن من قبل أي امراة
بل سوف تتوه في عالم السحر والجمال وأن صحوت ستجد نفسك فى عالم مابين الارض والسماء .
رغم كل هذا .. كانت ناضجة مملؤه بالحياة والاستحياء .لاحزن يسكنها
مميزة فى خطواتها واثقه فى ذاتها
شئيا يجذبنى اليها فاقتربت منها . فكلما دنوت منها ابتسمت
اغمضت عيناى قصرا وخجلاء
أردت أن اقول لها شئيا
لكن لسانى يتلعثم .ويضيع منى الكلام
وترحل نظراتي في تلك المسافة الفاصلة التى تتخطاها حتى الدموع
فتحت عيناى اذا بى بمقربه منها
خطوه اخرى وتكون بين احضانى
هنا .. توقفت . تمهلت ....الامر ليس لعبة ..قد تبتلعك
فكان صمتها مخيف وهدؤها مثير
انا على يقين بان صوتها دافئ وكلامها متقن ..
كأنها قالت للتو ..انتبه الليلة لن تكون هادئة
لا ادري كيف .. امتلكت الشجاعة ..ثم سالتها .
اخبريني .. من تكونين
بل ماذا تريدين
اخبريني كيف دخلتي غرفتى
لم اكمل حتى نهضت من الكرسى واقتربت منى
خرخشة على طرف لسانى كأن الكلمات انتحرت بحلقى
يبدوا بانها اصابتنى بلعنة الخرس ..وتوسعت عيناى حتى
بدات امرح بين تلك التفاصيل وهى تنظر الى بتعجب
هى لاتدرك إني غارق مابين الخوف والذهول
فهى حالة نادرة واستثنائية
فكانت. مثل الصباح بسمتها
وكا. الليل نظراتها
وكا. الفجر طلتها
وكا. النجوم حركتها
قرأت كل هذا قبل أن تصل الى ..ووضعت اصبع يدها على شفاى
كانها تطلب منى الهدوء والسكوت
يبدو بانها تحب الهدوء
ثم جرت يدها على لحيتى
أه .. فانا لم احلق واتزين منذ زمن ..لم انتبه لهذا الاهمال
رغم خشونه لحيتى شعرت بنعومه يدها
فهى ناعمه الملمس مثل الحرير ..لن ابالغ ان قلت مثل ريش النعام
حتى يداها فيها حنان واطمئنان
لمسه يدها محت كل مخاوفى
هنا بزغ الفجر
وتسللت اشعه الضؤء من نافذتى
وانسحب الليل
وانسحبت هي معه بهدوء كما دخلت
وشعرت بان روحى غادرت جسدى
رحلت مودعه بصمت لكنها مؤكدة العودة هذا مأقراته بعينيها
حين أشرت لى بيدها
لحظات واستيقظ العقل وخفق القلب
ياترى هل ستاتى من جديد ؟
وهل إن أخبرت أحدهم سيصدق الامر أما سيتهمنى بالجنون
ويبدوا بأننى فعلا محتاج لزيارة دكتور الامراض النفسية
هذه مجرد خاطرة من نسج خيالى الجنونى
فانا لا أتحدث عن نفسي عندما أكتب
وللحكايه مازالت بقيه ..فالقادم سيكون جنون لاحدود له
بقلم ابن البادية
https://j.top4top.io/m_2202da38z1.mp3
http://up.dll33.com/uploads/1502410481831.png (http://up.dll33.com/)
اميرة الليل الجزء الاول
ذات ليله من ليالى الخريف المقيت
هبت الرياح محمله بأوراق الأشجار المتساقطة والتى لا يحلو لها السقوط الا على نافذتى
كنت وحيدا بعالمى الخيالي .. !! عالم لاتسكنه النفوس الزائفة فالليل هو الليل صادق
لايرتدى اقنعه النهار فلا ياتيك الا كما هو لهذا اعتدت ان اتعايش معه من زمن بعيد .. !!
فكان الليل رفيقى منذ أن اعتزلت عالم الظهيرة الزائف
وأصبحت الظلمة هي صديقتى فلا يطرب قلبى شئيا الا حين يدنو منى الليل
فكنت اقدس لحظة الغروب واقف منتظرا هبوط الليل
فحين تغيب الشمس لتأذن لليل بالقدوم .
كنت اجد نفسي التائهة بين زحمة عيون الناس فاسرع الى اوراقى
اسجل فيها ليلة جديدة مبتسمة محتفلا بعودة ليلي ونفسي
لكن الليلة كانت غير عادية اعتقدت بأنها اخر الليالى
فتركت وصيتى مابين كومة اوراقى والتى حرصت ان تكون منظمة
حتى لايتهمنى احدهم بالفوضوية فكانت الاوراق كومة واحدة على المنضدة
ودونت اخر ماقرات يومها فكان شئيا عن اميرة الوحدة
كتب احدهم بأن المراة مخلوق يجب ان يدفن حيا فهى سبب هموم الرجل ..
لم يعجبنى ماقال :لكنه راق لى واحتضنت ذكرياتى
وفى سكرات النوم . مابين اليقظه والمنام
كأنى اسمع وطئ أقدام تدنوا منى رويدا رويدا
استيقظت فجاة
لاول مره دب الرعب بقلبى , شئيا لم اعتاد عليه احدهم يتجول بغرفتى
الخطوات تقترب ثم تبتعد لكنها تقترب اكثر فاكثر مع سكون الرياح قليلا
كأنها اصوات سلحفاه على سنابل الحصاد
شعرت بانقباض شديد بقلبي وبدا الشك يتسرب بداخلى
تسمرت عينأى وشلت حركتي ..لا استطعت النهوض ولا النوم
أنتابنى الشعور بالخوف والهلع .. وكرهت الليل هى الاولى التى اكره فيها الوحدة
اكاد ابتلع ريقي بصعوبة .. !!
حاولت لملمه افكارى المتشتته
ياترى هل اصبحت ضعيفا الى هذا الحد ؟
وتساقطت أوراق خريفي الصفراء
كلا . كلا .. انها الجاره
فقد اعتدت على حركتها بالليالى
تبا لها لماذا تخرج الان .. فقد كنت استرق البصر فى غفله منها
فكنت أرى فيها حسن و جمال النساء كم تمنيت نظرة واحده منها
خدودها حمراء تلمع مع الغروب وتتوهج مع الشروق ..!
كنت احسد ذالك الزوج السكير
شئيا جذبنى من خوفى الى النافذة لاشى يجعلنى انسى الخوف الا تلك الجارة
نظرت من نافذة غرفتى فالشوراع خاليه من الماره ..كاننى فى مقبرة
والنوافذ مغلقه والابواب كلها موصده ..يبدوا بان الجارة متصالحة مع السكير
القيت نظرة اخري لاشيء
ولا شيء لكنى على يقين بان كل نافذه تخفى شئيا عظيما
فخلف كل نافذة روح اما تتألم او تصارع الخوف وخلف كل باب موصد
حكاية مكبلة بقيود مُبهمة لاتحكى ولا تري نور الشمس ابدا تحترق ببط مثل ضؤ الشمعه
وهناك من كان يتأمل طوق الوحدة المكبل به حد الوجع عل احدهم يفك عنه قيد الصمت
هكذا هى حياتنا نحن معشر البشر
لستُ وحدي اعانى بصمت لكن لاشى يتحرك الا اوراق الاشجار المتناثره هنا وهناك
حتى القمر ونجومه التى كانت ترشدني , وتؤنس وحدتى المظلمة
اختفت الليله من غبار اتربه رياح الخريف
لاشى يتحرك كل شى ساكن الا انا وتلك الاشجار التى تهزها الرياح تعصف باغصانها
بصمت وترقب
فجاة .. دق جرس ساعة الحائط معلناً الساعه 3 فجرا قطع عنى تامل تلك النوافذ
اغلقت نافذتي باحكام وضعت سماعات جوالى على اذانى
لعلى اجد الهدوء من اصوات الرياح وهى تطلق ذاك الصفير المخيف
وعلى ضو شمعه الغرقه , استلقيتُ على ظهري
أتاملُ الحياة . كم هى قاسيه الدنيا ....عندما تكون وحيدا
فتقلبتُ بفراشي يسارا يمينا , ووضعت الغطاء على وجهى
ولكن أفكار عديدة تجوب بخاطري وأبت أن ترحل
شئيا يتسرب من تحت الغطاء من اخمس قدمى بارد جدا
كانه الموت
فجأة هبّت رياح عالية.. فتحت النافذة على مصراعيها
خلعت السماعات القيت نظرة الرياح ليست بهذه القوة
لكن الغرفة ازدادت برودة اشعر بانكماش بوجهي ، لم يكن هنالك أي مصدر للضوء
مره أخرى اسمع .. وقع خطوات
هي نفس الخطوات التي سمعتها منذ قليل
يالله شخصا ما بغرفتى
ربما قطتى تريد الاحتماء من الرياح
فنزعت الغطاء..بل رميته أرضا .
ولكنى صدمت و . انبهرت ..و . اصابنى الذهول ؟
حسناء واقفه على بعد خطوات منى ياللعجب ..!!
جسدها يرتجف كانها خرجت للتو من جبل جليدى
ماء يتقطر من شعرها وعرق يتناثر من رقبتها جسدها
شيء لايمكن تفسيرة ..كيف يجتمع المطر مع العرق فى ليلة خريف باردة
كانت عيناها متمردة خلف ذاك الشال وفوق الجبهة تاج بها علامتان ، وكأنها تنظر إلى شيء ما
الرؤيه واضحه .. وانا لست فى حلم الفانوس لايزال يشتغل
فألمحها و تلمحني .. أذا هى حقيقة ليست خيال تحسست اصابعى اشعر بهم
نظرت الى غرفتى كما هى مساحتها اتذكرها 4X4 اذا أنا فى اليقظة...
وهى ... أمراة
ولكنها .. لا تشبه نساء الارض لا بهيئتها .. ولا بالوصف
اقتربت مني بصمت وهى تتمائل كانها فراشة على الزهور
حافية القدمين وتجر ثوبها خلفها كانها تسير على رمال الشاطى
تنهدت من أعماق قلبى تنهيده الممات
وأتقطعت أنفاسي. وتجمعت آهاااتي و تحجرت حتى دمعاتى
لا اعرف ابكى اما ابتسم
تشتت افكارى وتبعثرت أوراقي ..من عبث بكل هذا ..؟
من هذه المخلوقة . لم اسال نفسى كيف دخلت ربما حينها لست مهتم
خاطبت نفسى قائلا . انت فى موقف صعب
نعم هذه من سمعت عنها فى الروايات
ياويلى زائرى الليله مرعب بل مخيف
زائرى مثل السراب تراه ولا تدركه
بل كيف الهواء تتنفسه ولا ترأه
لو اقتربت منها ربما احترق ..ما العمل
نعم اكيد هى لاغيرها .... الجنيه
فهى من تخترق الجدران , و تقتحم البيوت , وتملى الشروط
ياويلى .. كيف اتعامل معها.. ؟ فما جاء بها ..؟
هل من سبيل لسوال هذه المخلوقة ..أما اهرب واتركها
لكن الى اين الهرب .. الكل نائم ..الكل مغلق ابوابة
ومن يضمن انها لا تلحق بي وتقودنى الى حيث لا اعلم
اتوقف لحظة عن التفكير أتخيل احياناً أني بدأت معها الحوار
لكن لا اتذكر شئيا عن فصول الحوار .. فكان هناك حوار حتما
افكار وهلوسات. تتزاحم بمخيلتى وخوف وقلق ..اسمع أنينهم
الكل .اجتمع الليله عندى .. على مائدة الخوف ما.. أتعسنى من انسان
ماذا افعل بهذه الورطة المخيفة
كنت اراقب عقارب الساعة ربما لاشي ..مجرد توهم
لكن الثواني تمضي في بطىء ..والدقائق كانها متوقفه
متى ينبلج الصباح .. وتزدحم الشوارع بالماره
لكن .. كل شى بغرفتى تجمد انا ايضا اشعر بالتجمد
حاولت التماسك ..اغلق عيناي لكنى افتحمها سريعا
خوفا من انقضاضها علي فى رمشة عين
حاولت النظر من اخمس قدميها الحافتين
وسؤال تلو سوال .. وسوال يجر سوال .
والخوف يشتد مثل سقوط الامطار
ياترى كيف يكون وجها ؟
وعلى اى هئيه ستكون .؟
ياترى تكون على هئيه حيوان .؟؟
أم طائر مثل العنقاء .؟
لا .لا. لا...لابد ان يكون مخيفا جدا . ؟؟
وفجاة توقفت الاسئله عند ملامح وجها
للاسف فلم أرى سوئ وشاحأأ اسودأ
ياللهول انها تشبه الليل بكل شيء
دقت الساعه مرة اخره معلنه الساعه الرابعه صباحا
الامطار بدأت تضرب نافذتى ارعبتها الامطار
التفت يسارا انسدل جزء من الوشاح رأيت شيئا
لكن خصلة شعرها سقطت سريعا لتخفي شيئا سكن في عيونها
كنت اود ان تبقى كما هى لكن جسرا فتح امامها
في البداية ظننت أنه مجرد وهم أومزحة الجنيات لكنه يبدو حقيقياً جداً
ناظرتها بعيناى .. وناظرتنى بتلك العيون
سبحان الله الخلاق بريق عيناها كانه شعاع برق
تمعنت فى عيناها اكثر و لكن دون فائدة فتلك العيون بحر من الغموض
اقتربت منى بخطواتٍ ثم توقفت كانت مترددة
هى ايضا تبدوا خايفه لكن عينها تجوب الغرفة ولم تخفي دهشتها
لازلتُ واقفا امامها بصمت
نظراتها كانت حادة , كأنها تود أن تقول شيئًا ما بداخلها
لكنها ضلت صامته وحتى أن تحدث حتما لن أفهم لغتها
جلست على ذالك الكرسى الهزاز المتأكل خشيت ان يقع بها وودت ان اقول لها انتبهى
لكنى خشيت ان اقطع عنها ذاك التأمل
ظلت جالسة لفترة في مكانها دون حراك ..ربما شعرت بالاطمئنان
رغم خوفها فهدوئها مثير
ثم أخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا
كأنها تبحث عن شى تقوله خيل الى بأن الغرفه تهنز معها
ثم نزعت ذالك الوشاح الاسود
فتدلى ذلك الشعر على أكتافها
وأخذت تنثره على يمنها ويسراها , وتخلله بأناملها الرقيقة .. !!
فكنت اراقب حركاتها بصمت
ثم ابتسمت بشفتيها دون ان تظهر اسنانها
لكن تلك الابتسامة لايمكن ان تعبر قلبك مرتين
دون ان تتوقف عندها فهى ابتسامة عميقة كالمحيط لكن ماتخفي خلفها لستُ ادري
نظرت الي بهدوء شديد وكأنها تقول هل انتهيت من التحديق بي.؟ !!
لكن هي تعلم بأنني لم انتهى بعد ولن انتهى احتاج زمن كى اكتفي
نظرت اليها العديد من المرات والمرات وبتمعن اكثر فكل مرة اكتشف فيها شئيا من الجمال
فهى مخلوقه غريبه لم ارى هذا الحسن والجمال
فكان شعرها سحابة سوداء مثل ضلام الليل الذى اعشقة
وعيونها زرقاء كألبحور الهائجة
بريق عينيها مذهل ففي بريق عينيها وجدت الاطمئنان حد الموت
لم تكن متكبره وليست مخيفه ولكنها هادئه للحد الذي يثير جنوني
برغم مامنحها الخالق من جمال فانها تعلوا فوق التواضع تواضعا
فهى جمعت كل الصفات الحميدة
بل . جمعت كل فنون الجمال فى وجنتيها
وتجمعت بها كل اوصاف وجمال الطبيعة والنساء
رقيقة المعصمين ومكملة الشفاتين ملتويه الخصر لاظل لها
لا استطيع وصفها تحتاج الى مجلدات ..لكن
اجزم اذا , عشقتك فستعشقك الحياه وحور العين
وان اقتربت منك ستؤمن بنعمه الخالق فى النساء
وان احتوتك بحضنها ستشعر بانك لم تحتضن من قبل أي امراة
بل سوف تتوه في عالم السحر والجمال وأن صحوت ستجد نفسك فى عالم مابين الارض والسماء .
رغم كل هذا .. كانت ناضجة مملؤه بالحياة والاستحياء .لاحزن يسكنها
مميزة فى خطواتها واثقه فى ذاتها
شئيا يجذبنى اليها فاقتربت منها . فكلما دنوت منها ابتسمت
اغمضت عيناى قصرا وخجلاء
أردت أن اقول لها شئيا
لكن لسانى يتلعثم .ويضيع منى الكلام
وترحل نظراتي في تلك المسافة الفاصلة التى تتخطاها حتى الدموع
فتحت عيناى اذا بى بمقربه منها
خطوه اخرى وتكون بين احضانى
هنا .. توقفت . تمهلت ....الامر ليس لعبة ..قد تبتلعك
فكان صمتها مخيف وهدؤها مثير
انا على يقين بان صوتها دافئ وكلامها متقن ..
كأنها قالت للتو ..انتبه الليلة لن تكون هادئة
لا ادري كيف .. امتلكت الشجاعة ..ثم سالتها .
اخبريني .. من تكونين
بل ماذا تريدين
اخبريني كيف دخلتي غرفتى
لم اكمل حتى نهضت من الكرسى واقتربت منى
خرخشة على طرف لسانى كأن الكلمات انتحرت بحلقى
يبدوا بانها اصابتنى بلعنة الخرس ..وتوسعت عيناى حتى
بدات امرح بين تلك التفاصيل وهى تنظر الى بتعجب
هى لاتدرك إني غارق مابين الخوف والذهول
فهى حالة نادرة واستثنائية
فكانت. مثل الصباح بسمتها
وكا. الليل نظراتها
وكا. الفجر طلتها
وكا. النجوم حركتها
قرأت كل هذا قبل أن تصل الى ..ووضعت اصبع يدها على شفاى
كانها تطلب منى الهدوء والسكوت
يبدو بانها تحب الهدوء
ثم جرت يدها على لحيتى
أه .. فانا لم احلق واتزين منذ زمن ..لم انتبه لهذا الاهمال
رغم خشونه لحيتى شعرت بنعومه يدها
فهى ناعمه الملمس مثل الحرير ..لن ابالغ ان قلت مثل ريش النعام
حتى يداها فيها حنان واطمئنان
لمسه يدها محت كل مخاوفى
هنا بزغ الفجر
وتسللت اشعه الضؤء من نافذتى
وانسحب الليل
وانسحبت هي معه بهدوء كما دخلت
وشعرت بان روحى غادرت جسدى
رحلت مودعه بصمت لكنها مؤكدة العودة هذا مأقراته بعينيها
حين أشرت لى بيدها
لحظات واستيقظ العقل وخفق القلب
ياترى هل ستاتى من جديد ؟
وهل إن أخبرت أحدهم سيصدق الامر أما سيتهمنى بالجنون
ويبدوا بأننى فعلا محتاج لزيارة دكتور الامراض النفسية
هذه مجرد خاطرة من نسج خيالى الجنونى
فانا لا أتحدث عن نفسي عندما أكتب
وللحكايه مازالت بقيه ..فالقادم سيكون جنون لاحدود له
بقلم ابن البادية
https://j.top4top.io/m_2202da38z1.mp3
http://up.dll33.com/uploads/1502410481831.png (http://up.dll33.com/)