المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذنوب و المعاصي


حلا ليالي
02-24-2022, 07:27 AM
الذنوب و المعاصي

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وأضرارا،
وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

وإن من خفيات البلايا وأليم العقوبات.. أنها تورث صاحبها الذل والهوان في الدنيا والآخرة.
وتؤدي إلى سُقُوطُ الْجَاهِ وَالْمَنْزِلَةِ وَالْكَرَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ خَلْقِهِ، فَإِنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ،
وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَطْوَعُهُمْ لَهُ، وَعَلَى قَدْرِ طَاعَةِ الْعَبْدِ تَكُونُ لَهُ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَهُ، فَإِذَا عَصَاهُ وَخَالَفَ أَمْرَهُ سَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ،
فَأَسْقَطَهُ مِنْ قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِذَا لَمْ يَبْقَ لَهُ جَاهٌ عِنْدَ الْخَلْقِ وَهَانَ عَلَيْهِمْ عَامَلُوهُ عَلَى حَسْبِ ذَلِكَ،
فَعَاشَ بَيْنَهُمْ أَسْوَأَ عَيْشٍ خَامِلَ الذِّكْرِ، سَاقِطَ الْقَدْرِ، زَرِيَّ الْحَالِ، لَا حُرْمَةَ لَهُ وَلَا فَرَحَ لَهُ وَلَا سُرُورَ.

وقد دلنا كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى
في كثير من الآيات والأحاديث الزاكيات، وهو ما اتفق عليه أهل العلم كما سبق القول.

ومما جاء في القرآن في هذا المعنى قوله سبحانه: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
، فجعل الكرامة للمتقين المطيعين، فبان أن المهانة للمجرمين والفاجرين العاصين.
ومنه ما وصف الله به اليهود في سورة آل عمران فقال:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}(آل عمران:112)

. فبين أنهم ضربت عليهم الذلة، وأن سبب هذه الذلة أنهم عصوا وكانوا يعتدون.

وأما السنة فيكفي فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: [وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري].
وقوله في دعاء القنوت: [ولا يعز من عاديت].

وقد كتب أهل العلم كابن القيم في كتابه "الداء والدواء" وإغاثة اللهفان"،
وابن الجوزي في "صيد الخاطر" و"المدهش" وغيرها فصولا في هذا المعنى،
وكتب غيرهم من أهل العلم وأرباب السلوك. فكان مما قاله ابن القيم رحمه الله:
وَمِنْهَا (أي من آثار المعاصي والذنوب): أَنَّ الْمَعْصِيَةَ سَبَبٌ لِهَوَانِ الْعَبْدِ عَلَى رَبِّهِ وَسُقُوطِهِ مِنْ عَيْنِهِ.
وقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: "هَانُوا عَلَيْهِ فَعَصَوْهُ، وَلَوْ عَزُّوا عَلَيْهِ لَعَصَمَهُمْ".
وقَالَ الْحَسَنُ أيضا رحمه الله عن أهل العصيان:
"إِنَّهُمْ وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ،
فإِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ لَا يُفَارِقُ قُلُوبَهُمْ، أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ".
وقال ابن الجوزي في "صيد الخاطر": "وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب
، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه‏.‏.
فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب‏".
وَقَالَ شيخ الإسلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُـلُوبِ وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْـيَانُهَا.

اناقه جنوبيه
02-24-2022, 08:17 AM
في إنتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

عابر سبيل
02-24-2022, 08:21 AM
حلا ليالي

ما شاء الله .. تبارك الرحمن في علاه
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

الــوافــي
02-24-2022, 12:13 PM
*,

جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك

عواد الهران
02-24-2022, 03:32 PM
بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

حلا ليالي
02-24-2022, 04:03 PM
الوافي
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

حلا ليالي
02-24-2022, 04:03 PM
عواد الهران
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

حلا ليالي
02-24-2022, 04:03 PM
عابر سبيل
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

حلا ليالي
02-24-2022, 04:04 PM
أناقة جنوبية
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
على المرور العطر

سمآ
02-24-2022, 10:07 PM
جزاك الله خير ع موضوعك القيم
وجعله في موازين حسناتك

مطلع الشمس
02-25-2022, 12:51 AM
جزاك الله جنة عرضها السموات والأرض
وبارك فيك على طرحك القيم
~ff1 (210).gif~

نزف القلم
02-25-2022, 09:22 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري
نزف القلم