![]() |
تغيير اتجاه الأسباب
متى ينصلح حال هذا الولد العاق؟"
سؤالُ كثيرٍ من الآباء والأمهات، وأما "لماذا هو عاق، وكيف وصل إلى هذا الحال؟"، فهذا ما لا يفكرون به؛ فكثير منهم يستخرجون العقوق من أولادهم استخراجًا، ويضطرونهم إليه اضطرارًا، وهم الآن يحصدون ما زرعوا؛ فالمقدمات الفاسدة تؤدي إلى نتائج فاسدة، ومن يزرع الحنظل لا ينتظر أن يخرج منه الشهد والعسل، ولكنهم لا يدركون ذلك. "متى يكون النصر؟ ومتى يرفع البلاء؟ ومتى يتغير الحال؟" جل ما نفكر به، وأما "كيف يكون النصر؟ وهل أخذنا بالأسباب وأعددنا العدة؟ وهل نحن نستحق النصر أم الهزيمة؟ ولماذا وقع البلاء؟ وما الحكمة من وقوعه؟ وكيف نغير حالنا؟" فهذا ما لا نبحث فيه، ولا نتفكر في سنة الله في النصر والهزيمة، ولا في وقوع البلاء وتغير الأحوال. قال – سبحانه -: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران:165]، أي: بما عصيتم، وكان هذا في غزوة أحد، فهل نحن نتهم أنفسنا ونقول: إن ما أصابنا ويصيبنا من بلاء ونكبات هو بسبب معاصينا وما اقترفته أيدينا من ذنوب وآثام؟ أم أننا نعشق التخدير بالكلام العاطفي، والعيش في الأوهام التي تُريح ضمائرنا؟ هل نحن ندرك الفرق بين انتزاع الحرية وبين ضريبة الذل والعبودية؟ ترى لماذا نحن ننشغل دائمًا بالنتائج ولا نبحث في المقدمات؟ ننشغل بالعَرَض ولا نعالج سبب المرض؛ لا نتقي الله في أولادنا ثم نتحدث عن العقوق! بيوتنا فيها ما فيها من المظالم، وحياتنا ليست وفق شرع الله، ثم نقول: "أين أنت يا صلاح الدين؟".. سبحان الله! أولسنا لو غيرنا اتجاه الأسباب لخرجت لنا مسبَّبات أخرى؟ أم أننا ـ كالبلهاء ـ نأمل أن نجني من الشوك العنب؟! يقول مالك بن دينار: "ذهب أهل البصرة يستسقون فلم يُمطَروا، فعادوا وقالوا: عجبًا والله! استسقينا ولم نُمطَر، قال مالك: سبحان الله! تستبطئون المطر، أما والله إني لأستبطئ الحجارة من السماء". وجَاءَ قَوْمٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَنَةٍ أَمْسَكَتْ فِيهَا السَّمَاءُ وَأَجْدَبَتْ فِيهَا الأَرْضُ، فَقَالُوا لَه: "اسْتَبْطَأْنَا الْمَطَرَ؛ فَادْعُ الله لَنَا"، فَقَالَ: "تَسْتَبْطِئُونَ الْمَطَرَ وَأَنَا أَسْتَبْطِئُ الْحِجَارَةَ؟!". سبحانك ربنا ما أعدلك! وما أرحمك بهذا الإنسان الذي تعلم ضعفَه وما رُكب فيه من دوافع تغلبه في كثير من الأحيان! فلا ملجأَ ولا مَنجَى منْكَ إلّا إليْكَ، ولو كنت تؤاخذنا بكل ما كسبت أيدينا من سيئات لهلكنا، ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، فلا تتباكوا وتدعوا الله أن يرحم الضعفاء؛ فالله لطيف بعباده، ولكن نحن الذين لا يرحم بعضُنا بعضًا، وقبل أن ندعو الله أن ينصرنا على أعدائنا فلنتق الله ولنطهر حياتنا وبيوتنا من المظالم التي عشّشت فيها وباضت وفرّخت. وحبذا لو يدرك معلمو مادة التاريخ أن دراسة التاريخ تكون لإدراك السنن واستخلاص العظات والعبر، وليس الأمر مجرد معلومات يحفظها الطلاب لأجل الامتحان والحصول على العلامات؛ فهذا عبث ومضيعة للوقت والجهد، كغيرها من المواد التي تُدرَّس للطلبة ولا ينتفعون منها بشيء في حياتهم. |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
|
رد: تغيير اتجاه الأسباب
|
رد: تغيير اتجاه الأسباب
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله وجعله في ميزان حسناتكم لكم تقديري واحترامي |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
رشة عطر مُبدعة
تدفقت من بين أناملكم منتهى الجمال شكرا لجمآل هطولكم و سلم هذا الـألق |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
عيسي العنزي أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وكتبه في ميزان حسناتك تحياتي وتقديري لكم https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
بارك الله فيك...
جزاك الله خير الجزاء, ولك الشكر والامتنان, والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد, وقمة التفاعل: بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه. |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif
https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png الله يجزاگ الجنه و ينور قلبگ بارگ الله فيگ و فقگ الله لما يحبه و يرضاه https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif ،،، https://a.top4top.io/p_1989jxr4e0.gif ،،، |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
جزاك الله خير
فى موازين حسناتك بانتظار جديدك |
رد: تغيير اتجاه الأسباب
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب
|
الساعة الآن 03:35 PM. |