![]() |
تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://www.lyaly-alomr.com/vb/backgrounds/11.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] إنّ من آياتِ اللهِ الدالّةِ على عظمتِه هذه الملوحةَ التي نجدُها في البحارِ، حيث يقول العلماءُ: إنّ في كلِ لترٍ واحدٍ من .اءِ البحرِ سبعةً وعشرين غراماً من الملح، وإنَّ العالمَ بأسره يستهلكُ في السنةِ ما يزيدُ على خمسين مليونَ طنٍّ ملحِ البحرِ في مياهِ البحرِ تعادلُ ثلاثةً ونصفاً بالمئة من المجموع مياهِ البحرِ، بل إنَّ في الكيلومترِ المكعَّب، (وهو مكعبٌ ضلعُه كيلومتر) من مياهِ البحرِ أربعةً وثلاثين مليون طنٍّ من الملحِ. لو استخرجَ ملحُ البحارِ وجُفِّفَ، ووضعَ على اليابسة- على قارّاتها الخمسِ- ولم نغادرْ مكاناً إلا فرشْنَا عليه هذا الملحَ الذي استخرجناهُ من مياهِ البحارِ، لبلغَ ارتفاعُ الملحِ المجفَّفِ على سطحِ اليابسةِ كلِّها مئةً وثلاثةً وخمسين متراً. السؤالُ الذي يلفتُ النظرَ: من أينَ جاءتْ هذه الكميةُ الكبرى من ملحِ البحارِ، الذي هو كلور الصوديوم؟ يقول بعضهم: إنّ في البحار من الملح ما يساوي أربعة ملايين ونصفَ ميلٍ مكعبٍ، هذه كلُّها أقامٌ دقيقةٌ مستخلصة من كتبٍ علميةٍ. فمِن أين جاء هذا الملح؟ كيف وُضع في البحر؟ هناك نظرياتٌ كثيرةٌ، بعضها يقول: إنّ في قيعان البحار صخوراً ملحيّةً تفتَّتتْ، وذابتْ في هذا الماء، وبعضهم يقول: إنَّ السببَ مياهُ الأنهارِ، كلُّ هذه النظرياتِ التي تحاولُ أن ْ تفسِّرَ ملوحةَ مياهِ البحرِ تجدُ الطريقَ مسدوداً لسببٍ بسيطٍ، هو أنَّ في الأرض عدداً كبيراً من البحيرات العذبةِ، فإذا كانتْ مياهُ الأنهارِ وحدها كافيةً لتمليحِ مياهِ البحارِ، فلماذا بقيتْ هذه البحيراتُ الضخمةُ عذبةً حلوةَ المذاقِ- وهي أشبهُ ما تكون ببحارٍ صغيرةٍ- مئاتِ الملايينِ من السنين، وما تفسيرُ ذلك؟ لا يزالُ سببُ تكون الملوحةِ في مياه البحر لُغْزاً كبيراً، ولا يفسَّرُ إلا بالآياتِ التاليةِ، يقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [الفرقان: 53]، فلن يصبحَ مالحاً؛ ولو صُبَّتْ عليه الأنهارُ، ولو تفتَّتَتْ فيه الصخورُ، ولو كانت على مَسِيرِ الأنهارِ جبالٌ من الملحِ، تبقى البحيرةُ العذبةُ عذبةً. قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [الفرقان: 53]، فهذا الملحُ الأجاجُ من خلق الله، ومن إرادة الله عزَّ وجل،﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾ [الفرقان: 53] فلا يبغي هذا على هذا، ولو أن نهراُ عذباً صُبَّ في بحرٍ لَسَارَ عشراتٍ، بل مئاتِ الكيلومترات، وبقي عذباً، لأنّ بينَ البحرينِ برزخاً ما زالتْ طبيعتُه مجهولةً حتى الآن. أمّا: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾ [الفرقان: 53] فإنّ الحجرَ يمنعُ انتقالَ أسماكِ المياهِ العذبةِ المالحة، والعكسُ صحيحٌ. يقول اللهُ عز وجل في سورة الواقعة: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ68/56أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ69/56لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾ [الواقعة: 68- 70]، فلو شاء لجعله أجاجاً كمياهِ البحرِ... أفلا تشكرون هذه النعمة؟!! آيةٌ ثالثة، قال سبحانه: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ [فاطر: 12]. ثمَّةَ قصصٌ كثيرةٌ تتحدَّثُ عن موتِ ألوفِ الأشخاصِ في مياه البحر عطشاً، فقد تغرقُ السفنُ، وينجو بعضُ ركَّبِها، ويركبون سفينةَ النجاةِ، لكنَّهم يموتون عطشاً، وهم على ظهر البحر، إذاً: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [فاطر: 12]. آيةٌ أخرى، هذه البحارُ ما كان لها أنْ تكونَ لولا أنّ اللهَ سبحانه وتعالى حينما خلقَ الأرضَ جعلَ لها أحواضاً كبيرةً، يكفي أنَّ بعضَ المحيطاتِ يزيدُ عُمْقُها على عشرةِ كيلومتراتٍ، من خلقَ هذه الأحواض؟ إنّ أحواضَ البحارِ آيةٌ، ومياهَ البحارِ آيةٌ، وملوحتها آيةٌ، وما فيها من أسماكٍ آيةٌ، وما فيها من أصدافٍ وحليٍّ آيةٌ، والله سبحانه وتعالى بثَّ في الأرض آياتٍ كثيرةً، فقال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾ [الذاريات: 20]. * * * * أهم المصادر والمراجع: - آيات الله في الآفاق: د. محمد راتب النابلسي. [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
بارك الله فيك...
جزاك الله خير الجزاء, ولك الشكر والامتنان, والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد, وقمة التفاعل: بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه. |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ دَآمَ لَنآ عَطآئُگ |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه احترامي |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
|
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
بوركت جهودك
وجعله بميزان حسناتك وسلمت وغنمت بالخير يمناك |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
طرح قيم
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير سلمت يمناك |
رد: تأملات قرأنية في خلق الله تعالى للبحار
نزف القلم ما شاء الله .. تبارك الرحمن في علاه أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وكتبه في ميزان حسناتك تحياتي وتقديري لكم https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif |
الساعة الآن 07:29 PM. |