مميز

مميز (https://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ ليالي القصص ~•
(https://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=77)
-   -   ابن زيدون (https://www.mmayz.com/showthread.php?t=163547)

عواد الهران 10-31-2021 04:14 PM

ابن زيدون
 
قصيده ابن زيدون ..........بولاده
مررت عليها فراقت لي
تعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد الغزل في الشعر العربي ، لكونها خرجت
من قلب صادق قد اكتوى بنار الهوى، واصطلى بلهيب الجوى ، مدحها الناقدون
وأثنوا عليها ثناءً لا مزيدَ عليه ، شاعرها هو ابن زيدون الذي تيتم بالأديبة
الشاعرة ( ولادة بنت الخليفه المستكفي بالله تعالى محمد بن عبدالرحمن
بن عبيدالله بن الناصر لدين الله الاموي) التي كان حبها للأدب والشعر
كبيرًا ، الأمر الذي دفعها لعقد مجلس لها ، يجتمع فيه الشعراء وأهل
الأدب ، وكانت لما تملكه من جمال باهر بغية الكثير من الشعراء الذي
يدلفون إلى مجلسها ليمتعوا أنضارهم بها وليتغزلوا بجمالها ودلالها ،
وكانت هي بنفس الوقت تشعر كل واحد منهم بانجذابها إليه ، ومحبتها له ،
فظلت تلعب بمشاعرهم - حبًا للشعر - حتى يقولوه ، وكان مما قالته طمعًا
في استثارتهم :

انا والله اصلح للمعالي *** وامشي مشيتي واتيه تيها
أمكِّنُ عاشقي من صحنِ خدي ***وأعطي قبلتي منْ يشتهيها

اشتهرت بهذين البيتين وقيل انها كانت تكتب كل واحد منهما على
جهه من ثوبها .
وبقيت على هذه الحال مدة من الزمن إلى أن رآها الشاعر ابن زيدون
فهام بها ، وعشقها حتى الجنون ، ولم تكن هي بأقل منه عشقًا له ،
إلا أنها فارقته ليس كرهًَا له ؛ وإنما لإعجابها بتلك القصائد الغزلية
التي شدا بها ابن زيدون ، فأرادت أن تبتعد عنه - مع شوقها إليه -
حتى يتعذب بفراقها ويتوجد عليها ؛ لينطق بأعذب الشعر وأجمل
القصيد ، فكانت تقول لن أحرم محبي الشعر من شعر ابن زيدون
بقربي إليه فكان ما أرادت ، وقال ابن زيدون هذه الأبيات :

أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا، ***ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا
ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا ***حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا
مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ ***حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا
أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا، ***أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا
غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا ***بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا
فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، ***وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا
وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، ***فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا
يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، ***هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا
لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ***رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا
ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ***بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا
كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، ***وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا
بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا ***شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، ***يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا
حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ ***سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا
إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،***ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا
وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً ***قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا
ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما***كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا
لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، ***أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!
واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً***مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ***مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا
واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا ***إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا
ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا ***من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا
فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً ***مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا
رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ ***مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا
أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ ***مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا
إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً، ***تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا
كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، ***بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا
كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،***زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا
ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً ***وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟
يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا ***وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا
ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، ***مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا
ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،***في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا
لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، ***وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا
إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ ***فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا
يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها ***والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا
كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، ***والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا
إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ ***في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا
سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،***حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا
لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ***عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا
إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً***مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا
أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ ***شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا
لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ ***سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا
ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،***لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا
نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً ***فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا
لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا ***سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا
دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً ***فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا
فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا ***ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا
ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، ***بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا
أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، ***فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا
وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ***بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا
عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ***صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا

(اميرتنا وشاعرتنا عمرت عمرا طويلا...ولم تتزوج)

منقول: عواد الهران

imported_ريآن 10-31-2021 04:40 PM

رد: ابن زيدون
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/1403898561961.gif');border:4px double white;"][cell="filter:;"][align=center]


[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;border:4px double white;"][cell="filter:;"][align=center]



[/align][align=center]

عَزف ألجَمالَ بِـ أصَابِعَ مِن نور
ٌ تَخلقُ ألأبِداعِ
لِـ يَتَنفسْ
هَا هُناْ
سَـ نَكَونَ مُتَلهفيِنَ دوما
لِـ إبِداعِكُمْ



https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...89a0227183.gif




[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

عواد الهران 10-31-2021 04:50 PM

رد: ابن زيدون
 
ريان

بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

أبو محـمد 10-31-2021 05:50 PM

رد: ابن زيدون
 
قصة ممتعه ومميزة
واحداثها مشوقه
عاشت الايادي دوم التالق
يعطيكم العافيه.في انتظار القادم
لكم تحيتي واحترامي

SAMAR 10-31-2021 06:58 PM

رد: ابن زيدون
 
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـر
تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله

قصايد 10-31-2021 07:26 PM

رد: ابن زيدون
 
سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..!

قمر بغداد 10-31-2021 08:27 PM

رد: ابن زيدون
 
سلِمت الأكُف .. وسلِم لنا هذا الطرح المميز
اسعدك الله , و لك الشكر أبدًا وَ مددًا ..كل الــود و التقدير لشخصّك.
أعـذب تحـاياي

حلا ليالي 11-01-2021 11:42 AM

رد: ابن زيدون
 
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك ودام عطائك

عيسى العنزي 11-01-2021 12:55 PM

رد: ابن زيدون
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

imported_محمد 11-02-2021 09:32 AM

رد: ابن زيدون
 
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
http://hipish.free.fr/graphics/gener...flower_108.gif




الساعة الآن 03:24 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط