![]() |
سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
أجمع العلماء على أن من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين، فهو كافر مرتد يجب قتله؛ يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "إن سب الله أو سب رسوله كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلًّا له، أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل". ثم نقل أقوال الأئمة رحمهم الله ومنها: قول الإمام أحمد رحمه الله: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام، ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم. وقول القاضي أبي يعلى: من سب الله أو سب رسوله، فإنه يكفر، سواء استحل سبه، أو لم يستحله". وقول ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سبَّ رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئًا مما أنزل الله، أو قتل نبيًّا من أنبياء الله، أنه كافر بذلك، وإن كان مقرًّا بكل ما أنزل الله؛ الصارم المسلول 2 /13-16. وقال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان: "اعلم أن عدم احترام النبي صلى الله عليه وسلم المشعر بالغض منه، أو تنقيصه صلى الله عليه وسلم، والاستخفاف أو الاستهزاء به، ردة عن الإسلام وكفر بالله، وقد قال تعالى في الذين استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسخروا منه في غزوة تبوك: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [سورة التوبة 65-66]. ومما يدل على صحة هذا الإجماع: قول الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة:61 - 66]. فهذه الآيات الكريمة نص في المسألة لا تحتاج إلى مزيد شرح أو بيان، فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسب بطريق الأولى، وقد دلت الآية أيضًا على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر جادًّا أو هازلًا. وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب:57]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الآيات الدالات على كفر الشاتم وقتله، أو على أحدهما إذا لم يكن معاهدًا، وإن كان مظهرًا للإسلام، فكثيرة مع أن هذا مجمع عليه كما تقدم حكاية الإجماع عن غير واحد؛ منها قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَه ﴾، فعلم أن إيذاء رسول الله محادة لله ولرسوله؛ لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر المحادة، فيجب أن يكون داخلًا فيه، ولولا ذلك لم يكن الكلام مؤتلفًا إذا أمكن أن يقال: إنه ليس بمحاد، ودلَّ ذلك على أن الإيذاء والمحادة كفر؛ لأنه أخبر أن له نارَ جهنم خالدًا فيها، ولم يقل: "هي جزاؤه"، وبين الكلامين فرق، بل المحادة هي المعاداة والمشاقة، وذلك كفر ومحاربة، فهو أغلظ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كافرًا عدوًّا لله ورسوله، محاربًا لله ورسوله؛ لأن المحادة اشتقاقها من المباينة بأن يصير كل واحد منهما في حد كما قيل: "المشاقة: أن يصير كل منهما في شق، والمعاداة: أن يصير كل منهما في عدوة". وفي الحديث أن رجلًا كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "من يكفيني عدوي"، وهذا ظاهر قد تقدم تقريره، وحينئذ فيكون كافرًا حلال الدم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]، ولو كان مؤمنًا معصومًا، لم يكن أذلَّ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، وقوله: ﴿ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [المجادلة: 5]، والمؤمن لا يكبت كما كبت مكذِّبو الرسل قط، ولأنه قد قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]، فإذا كان من يواد المحاد ليس بمؤمن، فكيف بالمحاد نفسه؟ وقد قيل: إن من سبب نزولها أن أبا قحافة شتم النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد الصديق قتله، أو أن ابن أُبي تنقَّص النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن ابنه النبي صلى الله عليه وسلم في قتله لذلك، فثبت أن المحاد كافر حلال الدم. وأيضًا فقد قطع الله الموالاة بين المؤمنين وبين المحادين لله ورسوله، والمعادين لله ورسوله، فقال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾ [الممتحنة: 1]، فعلم أنهم ليسوا من المؤمنين)؛ الصارم المسلول (1/24). د. أحمد خضر حسنين الحسن |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
بارك الله فيك...
جزاك الله خير الجزاء, ولك الشكر والامتنان, والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد, وقمة التفاعل: بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه. |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
_
جزاك الله خيراً وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه احترامي |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
http://a-3amry.com/up/uploads/163791518367121.gif
اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم على اله وصحابته اجمعين والحمد لله الذي جعل لنا قرانه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لانضيع معها ابدا وجزاك الله خيـر على هالاضافه بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما http://a-3amry.com/up/uploads/163791518390962.gif |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها.. تقديري لك.. |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
موضوع رااائع و قيم . جعل الله لكم فيه الاجر العظيم جميل جدا و رااائع .. دمتم ودام عطائكم ... كنت هنا .. |
رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرا وباطنا
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم لكم مني ارق المنى وخالص التقدير والاحترام |
الساعة الآن 03:55 AM. |