عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2022, 02:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابن الحته
اللقب:
مميز فضي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابن الحته

البيانات
التسجيل: Dec 2021
العضوية: 5282
المشاركات: 555 [+]
بمعدل : 0.45 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
ابن الحته غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي السنة والعام والحول والفروق الدقيقة بين معانيها في اللغة والقرآن



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .
أما بعد


محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة :

العام والسنة والحول


السنة تتقيد بقيود ثلاثة ، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
فالسنة : تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً

(من أول محرم إلى آخر ذي الحجة ) مثلاً .
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي

كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة
ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛

لأن العام أعم من السنة ،
فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .
وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول ؛

لأن الحول من التحول ، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها ،

ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة .


ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة

المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل ،
والسنة أخص من العام ؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام ، كما سلف.
وعليه يقال للسنة : حول وعام ،

ويقال : للحول عام .

وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب .
والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام ؛ تأسياً بالقرآن الكريم

بإعمال هذه الفروق .

وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم :


فقد استثنيت الخمسين من الألف في (... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام ،

وإن كان بدء السياق ذكر السنة ( ألف سنة ) ؛

وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها .
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى ،
ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث)

فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث

نعم .
وأما ( فأماته الله مئة عام ) فلأنه لم يكن حيّاً حينها ، ولم يعانِ شدتها ؛

بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ) ، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).
وأما قوله ( وفصاله في عامين ) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة ،

فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله :
(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )
وفي قوله : ( وحماله وفصاله ثلاثون شهراً ) ؛
ويكون النقص في مدة الفصال هذه : حولين ناقصين ثلاثة أشهر .
وقيل : عام الفيل وعام الرمادة ونحوه ؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها ، ولو استغرقها لقيل سنة ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) .
وقيل في حساب التاريخ : سنة ألف ؛ مثلاً ؛ لأنه محدد بدقة .

فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ ،
قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك .
يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير :

(year).
سبحان من عنده كل شيء بقدر !
والله تعالى أعلم .












توقيع : ابن الحته

[img3]https://i.top4top.io/p_21906u9wp1.jpg[/img3]


[img3]https://b.top4top.io/p_2179abrgs1.gif[/img3]

عرض البوم صور ابن الحته   رد مع اقتباس