علم جحا ان هناك حفل عرس ,يقيمه احد الاثرياء دعا إليه أصدقائه ومعارفه وقد أعد لهم وليمة ضخمة كان جحا يحب الطعام , فأراد أن يدخل الحفل بعد أن تأكد أن به أشهى المأكولات والحلوى* ولكن كيف يدخل الحفل وهو ليس مدعوا ؟ كما إنه ليس على علاقة بصاحب الحفل .. فكر جحا قليلا , ثم أحضر ورقة وظرفاً ارتدى جحا أفضل ثيابه , وأخد حماره , وأسرع بالذهاب إلى الحفل قبل أن يبدأ الضيوف في تناول الطعام وقد أمسك في يده الظرف . وبينما كان صاحب الحفل يدعو ضيوفه إلى مائدة الطعام أطرق جحا باب البيت ، فأسرع الخدم إليه . سأله الخدم : من انت ؟ قال جحا وهو يشير إلى الظرف : معي مكتوب إلى صاحب الحفل , فأدخله الخدم . فأسرع جحا إلى البيت وهو يبحث عن مكان الطعام ، فجاء صاحب الحفل* فقدم له جحا الظرف , وأسرع نحو المائدة . جلس جحا بين المدعوين , وراح يمد يده إلى الطعام ويأكل بشهية بلا انقطاع* حتى تساءل الحاضرون من يكون هذا ؟ فلما نظر صاحب الحفل الى الورقة وجدها بيضاء , خالية من أي كتابة , فذهب إلى جحا وقال له : هذه الورقة بيضاء لا كتابة فيها . قال جحا وهو يلتهم الطعام : اجل , إن هذه الورقة لا كتابة فيها لإني جئت متعجلا ؛* قبل أن أتمكن من كتابتها , فأرجو عفوك. ضحك صاحب الحفل من كلام جحا وراح جحا يأكل بأصابعه الخمس فلاحظ صاحب الحفل , فقال : ولماذا تأكل باصابعك الخمس هكذا أمام الناس ؟ قال جحا : آكل بخمس ؛ لأنني ليست لي ست أصابع ثم تحول الى البقلاوة فصار يأكل منها أكلا سريعا . فقال له صاحب الحفل : لا تأكل منها الكثير فإن من أكثر أكلها يموت لوقته وأراد بذلك أن يمازحه . فأمتنع جحا عن الأكل لحظة ثم اندفع يأكل منها وقال : يا أخي وصيتك عيالي من بعدي فضحك صاحب الحفل ومن معه. فبعد أن امتلأت معدة جحا من الطعام والشراب قال لصاحب الحفل: الآن تذكرت ما كنت أنوي كتابته ؛ قال صاحب الحفلة ما هو ؟ قال جحا : أما وقد أكلنا وشربنا فشكرا على دعوتكم لنا* التي قبلناها مضظرين لحلاوة طعامكم .