السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض الناس يأتيك قائلاً : ((أنا مُتعب)) . تسأله : ما بك ؟ يرد : ((أحسُ بضيقٍ يخنقُني)) . تسأله : من ماذا ؟ يرد : ((لاأدري ، أنا مخنوق )). تسأله : هل تحتاج مالاً ؟ يرد: (( لا والله الموضوع ليسَ موضوع مال )) . تسأله : هل يوجد مشاكل مع زوجتك ؟ يرد : (( بالعكس هي تتمنى لي الرضا )). تسأله : هل هناك مكروه مع أولادك ؟ يرد : ((لا والله)) . تسأله : هل هناك ظروف في عملك ؟ يرد : ((و الله كلهُ جميل)) . تسأله : ماذا إذن ؟! يرد : ((لاأدري فقط أشعرُ بالضيقِ في قلبي )) . تسأله : من ماذا إذن ؟ يرد : ((لاأدري!!)). إن هذا التعب هو تعب الروح ، ما يشتكي منه هذا الشخص ليس جسده إنما هي الروح ، و لهذا تجد أصحاب الهوى يخبروه قائلين : ((طيب غير جو ، اذهب للتنزه،أسمع الأغاني)) بالفعل يقوم بعمل هذه الأشياء فيزداد النكد و يزداد الهم و يزداد الألم و يزداد الضيق ، إن روحه من الداخل تصرخ ، إنها جوعانة ظمآنة ، ولكنه لا يدري فيظل يبحث في الماديات في الطعام في الشراب في الملابس في السماع في الضحك لكنه يضحك من فمه و فقط ليس من قلبه !! الروح تحتاج علاجاً من المكان الذي أتت منه (… مِنْ أَمْرِ رَبِّي …) قال الله تعالى : (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ). إذن اذهب لكلام ربك لعلاج روحك وحياتك. اسعدكم الله في الدنيا والآخرة .