واقد بن عبد الله التميمي رضي الله عنه ﴿واقد بن عبد الله التميمي رضي الله عنه ﴾ واقد بن عبد الله بن عبد مناة بن عزيز بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم وكان حليفا للخطاب بن نفيل. أسلم واقد بن عبد الله التميمي قبل دخول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها. لما هاجر واقد بن عبد الله التميمي من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر. وآخى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، بين واقد بن عبد الله التميمي وبشر بن البراء بن معرور. وشهد واقد بن عبد الله مع عبد الله بن جحش سريته إلى نخلة. عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش الى نخلة فذكر القصة وفيها فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق رأسه فلما رأوه قالوا عمار ليس عليكم منه بأس. فأتمر بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاجتمع القوم على قتالهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله. قال القرطبي : ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب كرز بن جابر - وتعرف تلك الخرجة ببدر الاولى - أقام بالمدينة بقية جمادى الآخرة ورجب، وبعث في رجب عبد الله بن جحش بن رئاب الاسدي ومعه ثمانية رجال من المهاجرين، وهم أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن، وعتبة بن غزوان، وسهيل بن بيضاء الفهرى، وسعد بن أبى وقاص، وعامر بن ربيعة، وواقد بن عبد الله التميمي، وخالد بن بكير الليثى. وكتب لعبد الله بن جحش كتابا، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ـ فيمضى لما أمره به ـ ولا يستكره أحدا من أصحابه، وكان أميرهم. ففعل عبد الله بن جحش ما أمره به، فلما فتح الكتاب وقرأه وجد فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا، وتعلم لنا من أخبارهم . ونفذ عبد الله بن جحش مع سائرهم لوجهه حتى نزل بنخلة، فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي - واسم الحضرمي عبد الله بن عباد من الصدف، والصدف بطن من حضرموت - وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل ابن عبد الله بن المغيرة المخزوميان، والحكم بن كيسان مولى بنى المغيرة. فتشاور المسلمون وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن نحن قاتلناهم هتكنا حرمة الشهر الحرام: وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اتفقوا على لقائهم. فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبد الله، ثم قدموا بالعير والاسيرين. وقال لهم عبد الله بن جحش: اعزلوا مما غنمنا الخمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا، فكان أول خمس في الاسلام، ثم نزل القرآن: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه " فأقر الله ورسوله فعل عبد الله بن جحش ورضيه وسنه للامة إلى يوم القيامة. وهى أول غنيمة غنمت في الاسلام، وأول أمير، وعمرو بن الحضرمي أول قتيل. عن ابن إسحاق: فلما قدموا على رسول الله قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام". فوقَّف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئًا، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط في أيدي القوم، وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنَّفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا. وقالت قريش: قد استحلّ محمد وأصحابه الشهرَ الحرام، وسفكوا فيه الدم، وأخذوا فيه الأموال، وأسروا فيه الرجال. فقال من يَرُدّ عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان. وقالت: يهودُ تَفَاءلُ بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله: عمرو: عمرت الحرب، والحضرمي: حضرت الحرب، وواقد بن عبد الله: وقدت الحرب. فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ }. وقال أبو عبيدة كانت بنو يربوع تفتخر بأن منهم أول من قتل قتيلا بالإسلام من المشركين وفي ذلك قالوا سقينا من بن الحضرمي رماحنا ** بنخلة لما أوقد الحرب واقد وشهد واقد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتوفي في أول خلافة عمر بن الخطاب. الطبقات [3/390] ـ الاصابة [6/594] ـ تفسير القرطبي [3/41 ، 42 ] ـ تفسير ابن كثير [1/ 576 ].
[/QUOTE]