كانَ شيء في ضميرِ الكونِ يُولَد .. حياةٌ على ضفائرِ النُّجومِ َتليقُ بأُمّةٍ إختارت أن تَحيا بعيداً عن غُبار العُبوديّة ! لم يَكن عَبثَاً أن يَقولَ اللهُ لِنَبيِّه { اقرأ باسم رَبّكَ الذي خَلَق } فَيجمعُ بين الإيجادِ له من العَدَمِ و بينَ البَعثِ بِـ { اقرأ } من ظُلمة الغَرق ! لم يكن عبثاً أن يَجمعَ اللهُ في الآيةِ حياتَين .. الأولى من عَلَق ، و الثانية ستكونُ من الكلمات ! لم يكن عبثاً أن يَمنَحُنا اللهُ هِبَةَ الميلادِ ثُمَّ يُكرِمُنا بِهِبَةِ الإِمداد ! كان الله في أولِ آيةٍ يَهَبُ الأمّةَ أعظم هِبَةً أن يولَدوا ثانية بِقرارٍ ذاتي ، و كان يريدُ لهم أن لا يَظلّوا هباءً على رِمالِ الصّحراء .! { اقرأ باسم رَبّك } وسَينتَهي قَدر الإنتظار للحُريّة .. لأن القُرّاء هُم الأَحرار ! اقرأ باسم ربّك قِراءةً تَهديكَ إلى { الفَجرِ } و إلى { الشَّمسِ } وإلى سُطوعِكَ في كلّ تفاصيلِ { العَصر } ! اقرأ باسم ربّك قراءةً تُبَلِّغُكَ مَشهدَ { إذا جاءَ نصرُ اللهِ والفَتحِ } .. فبعض القراءةِ هي وَقودُ المَعركَةِ و هي جِهاد ! اقرأ باسم رَبّك قراءةً تُوصِلُكَ إلى بُؤرَةَ الضّوءِ وسورةِ { النُّور } و نُقطَةَ وعيٍ تَسبِقُ { اللّيل } بِها فلا يَبلُغك ! اقرأ وقُل ( سأُسقي حُلُمَ العُبور إلى الله بدَمعِ المِحّبرة ) ..! إقرأ قراءةَ من يعلم أن ربّه عليمٌ يُحبُّ العُلماء .. و اعتكف في محراب العُبودية الجديد .. واثنِ الرُّكَبَ على مَصاطِبِ العِّلم .. و الزَم { اقرأ } ؛ فهي الفريضةُ الأولى و الفريضةُ الغائبة أو رُبّما هي الفَريضةَ المُغيَّبةَ .. فَثَمَّةَ من يعلمُ جيداً أنَّ مَن يَمتَلِكُ مفاتيحَ المَعرِفَةِ ؛ يَمتَلِكُ قُوَّةَ السِّيادة ! و ثمََّة من يُريدُنا أن نَّعودَ أَعراباً .. بلا وزنٍ الا وزنَ القافِيَة ! أعراباً بلِا غايةٍ إلا قَصَصَ عَبلَةَ و عنتَرة ! أعراباً جل حكايَتنا معركة كمعاركِ داحِسَ و الَغبراء، و طواحينِ الهواءِ لا تَحصُدُ إلا عُمرُنا ! { اقرأ باسم رَبِّك } هي الفريضةُ الغائبة أو المُغَيَّبة .. و بِها سَيكونُ تصحيحُ البَوصَلة .