قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: ( يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وقالَ يَمِينُ اللهِ مَلأَى، وقالَ ابنُ نُمَيْرٍ مَلآنُ، سَحّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ اللَّيْلَ والنَّهارَ.) الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ القُدسيِّ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقول: ((أَنفِقْ أُنفِقْ عليكَ، وقال: يَدُ اللهِ مَلأى))، أيْ: شديدة الامتِلاء بالخَير، ((لا تَغِيضُها))، أي: لا تَنقُصُها، ((نفَقةٌ، سَحَّاءُ اللَّيلِ والنَّهارِ))؟، "وسحَّاء"، أي: كثيرةُ العطاءِ، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أخبِروني ما أَنْفَق))، أي: الذي أنفَقَه منذُ خَلَق السَّماء والأرض؛ ((فإنَّه لم يَغِضْ))، أي: لم يَنقُصْ ما في يَدِه، ((وكان عَرْشُه على الماءِ، وبيدِه المِيزانُ: يَخْفِض)) مَن يَشاءُ، ((ويَرفَع)) مَن يَشاء، وأئمَّةُ السُّنَّةِ على وُجوبِ الإيمانِ بهذا الحديثِ وأشباهِه من غَيرِ تأويلٍ؛ بل يُمرُّونَه على ظاهرِه كما جاءَ، ولا يُقال: كيف. في الحديث: الحَضُّ على الإنفاقِ فِي الواجباتِ كالنفقةِ على الأهلِ، وصِلةِ الرَّحمِ، ويَدخُل فيه أيضًا صَدقةُ التطوُّعِ، والوعدُ بإخلافِ اللهِ تعالى على المُنفِقِ. وفيه: إثباتُ صِفةِ اليَدِ للهِ سبحانه على ما يَليقُ بكمالِه وجلالِه.