هناك : من أدمن الوقوف على الأطلال ! وقد تيقن أن ساكنيها بقايا أشباح ! ليتهم : أطلقوا لأسماعهم ليسمعوا صوت العصافير وهي تزف بشائر بزوغ الفجر ليسطع سناه ليجوب الآفاق . ما يحجبنا : عن السعادة هو ذاك الانغماس في عمق الأحزان لننفصل عن أسباب الوصول إليها ، لندمن بذاك الحزن ونعتاد عليه ، ونُسّلم بأنه القدر الذي لا انفكاك منه ولا انعتاق فهو القدر المساق . نتثاقل : عن البحث عن الذين يُشعلون لنا شمعة الأمل ، من الذين ينتشلونا من دوامة التشاؤم التي اقتلعت أزهار الرجاء وكذبوا بذاك مقولة : " أن القادم باسم ، وسيُداعبه جميل العمل " !!! . كم هو مؤلم : حين نرتدي ثوب السواد ، ونتوقف عن البحث عن الجمال ، ونغلق الباب كي لا تصلنا نسائم السعادة والهناء !! أقول في نفسي ولنفسي : أنظر للحياة بنظرة الموقن بأن هنالك في مكان ما يسكن الجمال ، لنصل إلى حقيقة مفادها بأن الحياة رائعة وأن ما ينقصنا لإدراك ذاك هو خلع النظارة التي لا ترى غير اللون القاتم ، ولا تؤمن بأن الحياة فيها سر الجمال ، وأن ما ينقصنا هو تمزيق استار التذمر ، وأن نحيى الحياة بنفسٍ موصول بالرضا بما قسمه الله لنا . ولبلوغ ذلك : علينا مفارقة من يجعلن ملاصقين لأسباب الاندثار ، ومنغمسين في بحور الشتات . همسة : هنا في هذه الحياة مواطن هي جنة الله في الأرض ، فيها تزول الهموم وتأفل الغموم ، وفيها تموت المنغصات . تلك المواطن : هو القرب من الله والسعي لنيل رضاه ، وبعدها يكون الانفصال عن الأسباب المؤدية الموصلة للإحباط وجلد الذات