مِنْ دَاخِلِ الْمَدْرَسَةِ كَانَتْ التَّلاَمِيذُ تَسْتَعِدُّ لِدُخُولِ قَاعَةٍ الْاِمْتِحَانَاتِ فَالْيَوْمَ اِختبَارَ نُصْفِ الْعَامِّ وَكَانَ أَحَمْدُ الطَّالِبِ الْخَجُولِ مُرَتَّبَكَ لِلْغَايَةِ فَلَاحَظَ الْمُدَرِّسُ وَخَاطِبَهُ قَائِلَا : أَحَمْدُ لَا تَخِفُ وَرَكَّزَ فِي وَرَقَةٍ الْاِختبَارَ دِرَجَاتِكَ لَا تُبْشِرُ بِالْخَيْرِ أَوََعَدْنَي أَنْ سَتَبْذُلُ مَجْهُودُ أَكْثَرُ كَانَتْ الدُّموعُ تُنْهِرُ مِنْ عَيْنَ أَحَمْدُ وَلَمْ يُسْتَطَعْ الْحَديثُ فَتَأَثَّرَ الْمُدَرِّسُ مِنْ حالِ أَحَمْدُ وَخَاطِبَهُ كأب : وَقْتُ الْاِمْتِحَانِ اِقْتَرَبَ بَعْدَه سَأَنْتَظِرُكَ فِي مَكْتَبِيِ وَلَا تَخْشَى شُيِّئَا مِجْرَدَ اِختبَارِ عَادِي وَأَنَا مَعَكَ أَبْتَسِمُ أَحَمْدُ و هدء قَلِيلَا وَرَاقَبَ الْمُدَرِّسُ أَحَمْدُ وَوُجْدَهُ يُحَاوِلُ الْغِشُّ مِنْ طَالِبِ بِجَانِبِهُ كَادَ أَنْ يتتدخل لَوْلَا أَنْ الطَّالِبِ رَفْضَ أَنْ يُغَشِّشَ أَحَمْدُ وَاِنْتَهَى مِيعَادُ تَسْلِيمِ وَرَقَةٍ الْاِختبَارُ وَجَمِيعَ الطَّلاَّبَ فِي فَرَحِ وَسَعَادَةَ إلّا أَحَمْدُ بَكَى كَمَا لَمْ يَبْكِي يَوْمَا فَوُرْقَةَ الْاِختبَارُ خَاوِيَةً لَمْ يَحِلْ شُيِّئَاو َذَهَبَ أَحَمْدُ فِي غُرَفَةٍ التدريس وَالدَّموعَ تملاء عَيَّنَاهُ تَعَاطُفَ الْمُدَرِّسُ مَعَه وَهَمْسَ لَهُ قُلَّ لِي يا بُنَّي مَا حكاِيَّتُكَ ولماذا كُلَّ هَذَا الْبُكاءَ وَلَمَّا لَمْ تَحِلْ الْاِختبَارَ مِثْلُ باقِي الطُّلاَّبِ تَعَلُّمُ أَنَِّي جَدِيدَ فِي الْمَدْرَسَةِ وَلَا أَعلمَ بِحالَتِكَ وَلَكُنَّ مَا يحزني أَنَّكِ سَتُرْسِبُ هَذَا الْعَامُّ أَجَابَ أَحَمْدُ : وَالِدَتُي السَّبَبَ تَفَرُّقَ كَثِيرَا بَيْنَِي وَبَيْنَ أَخِي وَتَقَارُنَ دَائِمَا بَيْنَنَا وَلَيْسَ هَذَا فَقَطُّ بَلْ تَقَارُنَ بَيْنَِي وَبَيْنَ كُلَّ أَطِفالَ الْعَائِلَةِ تَمَنَّيْتُ أَنْ تفهني وَتَعَلُّمَ أَنْ جَمِيعَ مَا تَقَارُنُي بِهُمْ لَهُمْ قُدْرَاتِ تَخْتَلِفُ عَنِْي وَلِي قُدْرَاتِ أَخْتَلِفُ بِهَا عَنْهُمْ الْمقارِنَةَ ظالِمَةً وَتُلَقِّبُنَّي بالفاشل وَالْغَبِيَّ كُلَّمَا حَاوَلَتْ أَنْ اِجْتَهَدَتْ تَتَوَقَّعُ دَائِمَا السيىء مِنِْي وَتَوَقُّعَتَهَا تَأَكَّدَتْ الْآنَ أَنَّهَا فِي مَحَلِّهَا أَنَا فاشل فاشل بَيْنَ الْحَيْنِ وَالْحَيْنِ َوَ حِينما كَانَ أَحَمْدُ يَتَكَلَّمُ كَانَ الْمُدَرِّسُ يُعْطِي أَشَارَةَ " اُكْمُلْ يابني حَديثَكَ أَنَا اِسْتَمَعَ لَكَ " هَلْ تَعَلُّمُ يا مَدْرَسِيُّ الْفَاضِلِ أَنَِّي لاَعِبَ كُوَرَةٍ مَاهِرُ وَكَنَتْ أَتَمَنَّى أَنْ اِسْتَمَرَّ بِجَانِبِ دراسَتِي مَعَ فَرِيقِ الْمَدْرَسَةِ وَلَكُنَّ حرمتني وَالِدَاتِي مِنْ هُوَاِيَّتِي الْمُفَضَّلَةَ فِي يَوْمِ أَتَيْتُ لَهَا بِنَتِيجَةِ اِختبَارِ الشَّهْرِ وَكَانَتْ دراجَتُي مَوْقِفَهُ جَدَّا وَاِقْتَرَبَتْ مِنْ الْعَلاَمَةِ النِّهَائِيَّةِ لَمْ يُعَجَّبْهَا وذكَرتني بِفَشَلِيِ وغبائي وَعَاقِبَتَي بِحِرْمَانِي مِنْ الرِّياضَةٍ حَلِفَتَهَا بِكُلَّ عَزِيزَ لَدَيهَا لَهَا لَا تُحَرِّمُنَّي وتًعاقبِني بِأََيُّ شُيِّئَا أَخَرَّ وَلَمْ تَسْتَمِعُ لِي وَلَمْ تَرَحُّمَ تَوَسُّلَاتِي وَمِنْ وَقَتَّهَا تَدَنَّتْ دراجَتُي وَتَحْصِيلَي الدِّراسِيَّ أفقدتني الثِّقَةَ فِي نَفْسُِي ويا لَيْتَهَا تُحَاوِرُنَّي لِتَعَلَّمَ مَا أَحَلُّ بِي تَأَثَّرَ الْمُدَرِّسُ جَدَّا وَوَعْدَ أَحَمْدُ أَنَّه سَيُحَاوِلُ أَنْ يَتَفَاهَمَ مَعَ وَالِدَتِهُ فِي أَمَرِّهُ وَحَدَثَهُ قَائِلَا : أَحَمْدُ هَلْ تُعَدُّنَّي أَنَّكِ سَتَعُوضُ مَا فَاتِكُ مِنْ تَحْصِيلِ دُرُوسِ وَتُشْرِفُنَّي أَمَامَ وَالِدَتِكَ هَلْ تُعَدُّنَّي أَعُدُّكَ مَدْرَسِيُّ الْفَاضِلِ وَأَعِدُكَ بِأَنَِّي سَأَطْوِي صَفْحَةَ الْحُزْنِ وَلَكُنَّ هَلْ تُعَدُّنَّي أَنَّكِ تُحَاوِلُ مَعَ وَالِدَتُي وَتَقَنُّعَهَا بِعُودَتِي لِفَرِيقِ الرِّياضَةٍ فِي الْمَدْرَسَةِ هَلْ تُحَاوِلُ الْمُدَرِّسُ قَائِلَا : أَعُدُّكَ يا بُنَّي وَوَعْدَ الْحُرِّ دَيِّنَ عَلَيه وَتَوَاصُلَ الْمُدَرِّسُ مَعَ وَالِدَةٍ أَحَمْدُ وَمَعَه الأخصائي الْاِجْتِمَاعِيَّ فِي الْمَدْرَسَةِ وَأَقْنَعُوهَا بِتَغَيُّرِ مُعَامَلَتِهَا مَعَ أَبُنِّهَا وَأَنْ تَكِفُ عَنْ تَوْبِيخِهُ وَعِقَابَهُ وَالسُّخْرِيَّةَ مِنْه وَأَنْ تُعِيدُ لَهُ ثِقَتَهُ بِنَفْسُه وَبِقُدْرَاتِهُ وَأَنْ تُبْعِدُ شَبَحُ الأحباط عَنْه وتؤهلة لِتَحَمَّلَ المسئولية فِي اِتِّخَاذُ قَرَارَتَهُ وَالرِّياضَةً لَنْ تَصْبَحَ عَائِقَ أَبَدًا مَعَ الدَّرَّاسَةِ تَنَبَّهَتْ اِلْأَمْ لِكَبَّرَ مَا فَعِلَّتُهُ مَعَ أَبُنِّهَا وَاِسْتَشْعَرَتْ النَّدَمُ وَأَرْجَعَتْ كُلَّ تَصَرُّفَاتِهَا خَوَّفَا عَلَيه وَلَكُنَّ خَطَّأَهَا فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِهَا مَعَ أَبُنِّهَا َوَشكرَتَهُمَا وَقَبْلَ أَنْ تُغَادِرَ الْمَدْرَسَةِ أَعَادَتْ اِشْتِراكُهُ فِي الْفَرِيقِ الرِّياضِيِّ فِي الْمَدْرَسَةِ فَرَحِ أَحَمْدُ وَحِضْنَ وَالِدَتِهُ فِي سَعَادَةِ وَتَرِكَتَهُ وَالِدَتِهُ يُكْمِلُ الْيَوْمُ الدِّراسِيُّ وَقَبْلَ أَنْ يَدْخَلَ فَصْلُهُ ذَهَبَ لِلْمُدَرِّسِ وَكَانَ مَا زَالَ يَحْكِي مَعَ الأخصائي وَشكرَهُمَا وَخَاطِبَ الْمُدَرِّسُ قَائِلَا : مَدْرَسِيُّ الْفَاضِلِ أَنَا عِنْدَ وَعْدِي الْيَوْمُ سَأُتَابِعُ دُرُوسَي وَأَعُوضُ مَا فَاتِنُي وَسَأَجْعَلُكَ فَخُورَي بِي .