و أراكَ تُبقِي ورقةً فارغةً في النّهاية !.. هَلْ لأكتُبَ إليكَ جواباً ؟.. هل لأخبركَ عمَّا استُنزِفَ منّي قبلَ أنْ أُغلِقَ دُفّتي كِتابِك !؟.. أمْ لأرسُمَ خريطةَ الذَّاكرة ! معَ نقطةِ الإنطلاقةِ حتى نقطةَ الوصول !؟ .. أمْ لأعبَثَ فيها ، أعْبَؤها مِن قَلَمي الذي أقسَمَ أنْ لا يظهرَ مِنْ غِمدهِ منْ جديد حينَ نزفَنِي في الرِّسالةِ الأخيرة !؟ أمْ لتُذكّرني بالْفراغ !.. الفراغَ المُزمِن الّذي خلَّفَهُ رحيلُ العابرين !؟.. • • ورقةٌ فارغة .. مُحمَّلةٌ بِالصّمت ، وَ الحديثُ فيها بعضَ دموع .. أسْتَقطِعُ مِنها وقتاً لنفضِ حُزني .. ثُمَّ أوصِدُ الباب ، أطفئ شريطَ الذَّاكِرة ! أُفرِغُ العبء .. أشهقُ ليتَّسِعَ صدري بعدَ ضيق .. ثمَّ أعبُر ، أتجاوزُ الصّمتَ بعدَ الضّجيجَ الّذي أثارَهُ زُحامَ مشاعِرك • • شُكراً لكلِّ كاتِبٍ /هـ أغرَقني مِن جَديدٍ بعدَ أنْ طَفوتْ وظننتُني تمسَّكتُ بِطوقِ النّجاة