قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" الآية77 من سورة الحج. تقول الدكتورة عايدة أحمد مخلص الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة ، إن المتأمل فى هذه الآية الكريمة يجد أنها قد جمعت أنواع التكاليف الشرعية، وأحاطت بها من كل جوانبها، حيث ينادى المولى –تبارك وتعالى – عباده المؤمنين ، وقد سجل عليهم الوصف بالإيمان ؛ ليظَلُّوا على إيمانهم فى الحكم الجديد، ويستمِرّوا عليه؛ قائلا : يا من آمنتم بالله- تعالي- ووصدقتم بملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر حافظوا على أداء الصلاة فى مواقيتها بخشوع وإخلاص، لأن هذه الصلاة من شأنها أن تنهاكم عن الفحشاء والمنكر، وأن ترفع درجاتكم عند خالقكم.» واعبدوه «- سبحانه - الذى تولاكم برعايته وعنايته فى كل مراحل حياتكم، عبادة خالصة لوجهه الكريم. « وَافْعَلُوا الْخَيْرَ» ؛ والخير كلمة جامعة تشمل كل أوامر التكليف ، إذ فعل الخير يشمل كل قول وعمل يرضى الله- تعالي-: كإنفاق المال فى وجوه البر، وكصلة الرحم ومكارم الأخلاق ، وكالإحسان إلى الجار وكغير ذلك من الأفعال التى حضت عليها تعاليم الإسلام. ثم بين المولى عز وجل العلة المترتبة على تلك الأوامر فقال: "لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» وهو تذييل قصد به التحريض على امتثال ما أمرهم الله- تعالي- به، والفلاح هو الظفر بالمطلوب ، والمعني: أدوا الصلاة بخشوع ومواظبة، واعبدوا ربكم عبادة خالصة، وافعلوا الخير الذى يقربكم من خالقكم، لكى تفلحوا ، وتنالوا رضاه وثوابه عز وجل . فالغرض من الآية الكريمة : هو الحث على المسارعة والمبادرة إلى إخلاص العبادة له سبحانه ، وفعل الخيرات التى تقربنا إليه عز وجل من أجل نيل الفلاح فى الدنيا والآخرة ، فالفَلاح ثمرة طبيعية لمنهج الله فى أيِّ مجتمع يتحرك أفرادُه فى اتجاه الخير لهم وللغير . لكم خال تحياتى وتقديرى الدكتور علـــى
[img3]https://c.top4top.io/p_21799zjnk2.gif[/img3]