توقعك واقعك

[عيسى العنزي]

توقعك واقعك ، ماتضعه في عقلك من صور هو من سيصيغ حياتك واختياراتك وسيلوّن أيامك فضع في عقلك ماترغب لا مالاترغب
نحن منذ أن نُولد إلى اليوم ونحن نلتقط صورًا من واقعنا ونخزّنه في عقولنا فالطفل عندما يُولد يلتقط صورة وحيدة للبقاء وهي الرضاعة من أمه ثم يكبر فتتنوّع صوره والصور عندما تُختزن في عقله تُصبح ذهنية وحينها تكون أداة مشبعة للحاجة خذ على سبيل المثال الطعام والشراب أدوات لتبقى على الحياة لكنك تنوعت بها فأصبحت تختار من عقلك للطعام أصنافاً وللشراب ألواناً فأصبحت تأكل سوشي أو فوتو تشيني وتشرب كوكتيل أو مشروباً غازياً بنكهات مختلفة مع أنني قيمياً لاأؤيده لاحظ أنك عندما تجوع تريد أن تأكل لتُشبع الحاجة للبقاء لكنك عندما تقرر أن تأكل تختار أصنافاً تُشبع لك البقاء وكذلك المتعة وربما تختار طعاماً صحياً ليُشبع لديك القوة وربما اصطحبت زوجتك ليُشبع لك الانتماء مع أنّ الجوع نقصٌ في البقاء لكنك أشبعت عدة حاجات بصورة واحدة وهي الأكل .
أضف على ذلك الانتماء يراه البعض في الزواج ويراه آخر في العلاقات مع الآخرين وفي التنزه هذه صور التقطها من مجتمعك لتُشبع لديك الحاجة للانتماء إن نقصت ، القوة قد تُشبعها أنت بالمال ويُشبعها غيرك بالدراسة ، المتعة تُشبعها أنت بالسفر ويُشبعها آخر بنزهة بحرية كلٌ له أدواته لإشباع حاجاته التقطها من مجتمعه منذ أن كان طفلاً وإلى الآن الحاجات واحدة ثابتة عند الجميع ونقصها يختلف من شخص لآخر وطرق إشباعها يختلف كذلك من شخص لآخر فقد نتفق في صور ونختلف في صور..!!