تفسير سورة الأحزاب (الآيات 63 - 73)

معاني مفردات الآيات الكريمة من (63) إلى (73) من سورة «الأحزاب»:

﴿ يسألك الناس عن الساعة ﴾: يسألك المشركون: متى تقوم الساعة؟.
﴿ وما يدريك ﴾: وأي شيء يعلمك وقتها؟.
﴿ سعيرا ﴾: نارًا موقدة.
﴿ وليًّا ﴾: حافظًا.
﴿ وقالوا ﴾: وقال الأتباع منهم.
﴿ فأضلونا السبيلا: ﴾ فدفعونا إلى الانحراف عن الإيمان وأبعدونا عن الحق.
﴿ آتهم ضعفين من العذاب ﴾: عذبهم عذابين؛ لأنهم ضلوا وأضلوا غيرهم.
﴿ وجيهًا ﴾: صاحب مكانة عالية.
﴿ قولاً سديدًا ﴾: أي قولاً تريدون به الصواب والحق.
﴿ الأمانة ﴾: كل التكاليف الشرعية من أوامر ونواهٍ؛ فالإنسان مسؤول عنها يوم القيامة.
﴿ فأبين ﴾: فامتنعن.
﴿ أشفقن منها ﴾: خفن من الخيانة فيها، ومن هول أمرها وضخامة حملها.
﴿ ليعذب الله ﴾: لتكون عاقبة العاصي أن يعذبه الله عز وجل.

مضمون الآيات الكريمة من (63) إلى (73) من سورة «الأحزاب»:

1 - تبيِّن هذه الآيات أن القيامة حق لاشك فيه، ولا يعلم موعدها إلا الله، وسوف يلقى كل إنسان جزاءه.

2 - كما طالبت الآيات المؤمنين ألا يخوضوا في الباطل وألا يروجوا الشائعات الكاذبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين، وألا يتسببوا في إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل.

3 - كما بيَّنت تعظيم الله سبحانه وتعالى أمر الأمانة التي أشفقت السموات والأرض والجبال من حملها مع عظمة هذه المخلوقات وضخامتها، وإنما رضيت بأن تكون خاضعة لإرادة الله، مسلوبة الحرية والاختيار، أما الإنسان فقد تحمَّل الأمانة لما في طبعه من ظلم شديد لنفسه ولغيره، ولما فيه من جهل بأعبائها وتكاليفها؛ لذلك فإن الله يرفع قدر من يؤديها على خير وجه، ويثيبه بلذة الطاعة في الدنيا، وبألوان من النعيم في الدنيا والآخرة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (63) إلى (73) من سورة «الأحزاب»:
1 - القيامة حق لاشك فيه، وقد أخفى الله سبحانه وتعالى موعدها؛ ليستعد الناس لها بطاعة الله والبعد عن معاصيه.

2 - على العاقل ألا يقلد المنحرفين والمجرمين والفاسقين، وإنما يتخذ من المؤمنين الصالحين القدوة الحسنة؛ حتى لا يندم حين لا ينفع الندم.

3 - لا يجوز لمؤمن أن يروج الشائعات الباطلة متبعًا طريق المنافقين والكافرين، وألا يقول قولاً لم يتثبَّت من صدقه؛ حتى لا يضير بذلك نفسه ومجتمع، ولا يغضب الله ورسوله، وأن يحرص دائمًا على قول الحق والصواب.