سلام علي زمان تولي .. بقلمي

سلام علي زمان تولي
(بقلمي)
رحم الله زمانا كان سرور التلميذ وعظيم فخره أن يكلمة أستاذة
وان ينحني أمامه وهو يقبل يده في المدرسة وخارج المدرسة
ورحم الله أياما كان فيها طلبة الازهر الشريف يقبلون يد الشيخ
ويتنافسون جميعا لنيل شرف التكلم معه لسؤالة عما لا يعرفون
ومازلت أذكر قصة قرأتها يوما ومازلت تحيا بذاكرتي
تقول القصة
إن زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد كانت تطل يوما
من نافذة أحد قصورها القائمة علي نهرالفرات فرأت جمعا كبيرا
من الناس يقف علي الشاطئ ليستقبل شخصا ينزل من السفينة
فتعجبت زبيدة من تواجد هذا الجمع الحاشد من الناس وسألت :
ما الذي يحدث هنا .. وما هذا الذي اراه أمامي ؟؟؟ فقالوا لها :
ياسيدتي إن هذه الجموع من الغفيرة من الناس قد جاءت هنا
منذ الصباح الباكركي تكون في استقبال أحد العلماء المعروفين
فقالت لهم السيدة زبيدة
هذا هو العز .. لا عزنا نحن .. تساق إليه الناس بالسياط
أي أن زبيدة قد أدركت معني الكرامة عند العلماء ومعني محبة
الناس لهم وإجلاهم لشأنهم بدون ضغط او إرغام بل برضاهم
وهذا معناه
أن هذه السيدة ذات المكانة الرفيعة عندما شاهدت بعينيها
كيف يستقبل الناس العلماء تمنت لو ان ما تعيش فيه من عز
كان يشبه ذلك العز الذي يتمتع به العلماء في قلوب الناس
ونحن الأن
لا نطالب التلميذ بتقبيل يد المدرس ولا نطالب طلاب الازهر
بالتنافس علي تقبيل يد شيوخهم .. فهذا زمان قد مضي وفات
ولكننا نريد ونتمني ان نستيقظ علي حقيقة بالغة الأهمية
وهي أنه لا نهضة ولا تقدم ولا حل للمشاكل التي نعانيها
دون أن نضع كرامة المعلمين والعلماء والأدباء والنابغين
موضع الصيانة والاحترام والتقدير فهم يستحقون
ولا ننسي قول الشاعرأحمد شوقي حين قال :
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
*******